ما بين ضغوط الشارع الليبي التي تمثلت في الحراك الجماهيري “رشحناك” والذي ينادي بتولي د. سيف الإسلام القذافي قائدا لليبيا خلال الفترة القادمة. ودوره في إرباك خطط المتصدرين للمشهد السياسي، وإجبار الجميع على تغيير وجهتهم نحو وقف إطلاق النار والحل السياسي في ليبيا. والدفع باتجاه انتخابات رئاسية وبرلمانية، حدد لها فايز السراج رئيس الحكومة غير الشرعية مارس المقبل كموعد لإجرائها.
وما بين تفاؤل حذر من أن تنتهك بعض الأطراف الليبية وخصوصا من جانب المنطقة الشرقية، إعلان وقف إطلاق النارفي ليبيا وتردد أنباء أن قوات الشعب المسلح لا ترضي بالإعلان عن الاتفاق.
تغير المشهد السياسي في ليبيا خلال الساعات الأخيرة. بعد إعلان كل من فايز السراج رئيس الحكومة غير الشرعية، وقف اطلاق النار في ليبيا واجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مارس المقبل. في نفس الوقت أعلن عقيلة صالح، رئيس برلمان شرق البلاد، ترحيبه بوقف اطلاق النار واستئناف انتاج النفط وإيداع ايراداته في حساب خاص داخل المصرف الليبي الخارجي.
من جانبها رحبت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة في ليبيا، ستيفاني وليامز، بقراري وقف إطلاق النار
وقالت إن الطرفين عبرا، عن قرارات شجاعة، ليبيا في أمس الحاجة إليها في هذا الوقت العصيب، حيث دعيا إلى وقف إطلاق النار على أمل أن يُفضي هذا الأمر إلى الإسراع في تطبيق توافقات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) والبدء بترحيل جميع القوات الأجنبية والمرتزقة الموجودة في ليبيا. ودعت وليامز، إلى التطبيق الفوري لدعوة الطرفان فك الحصار عن إنتاج وتصدير النفط.
ورحب الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بالاتفاق، واعتبره خطوة هامة على طريق تحقيق التسوية السياسية وطموحات الشعب الليبى فى استعادة الاستقرار والازدهار فى ليبيا وحفظ مقدرات الليبيين.
كما رحبت جامعة الدول العربية بإعلان وقف إطلاق النار، وتوالت بيانات التأييد من جانب إيطاليا وروسيا والولايات المتحدة، لقرار وقف إطلاق النار في ليبيا، كما رحبت كل من قطر وتركيا بالقرار.
من جانبه أكد عمر بوشريدة، محلل وناشط سياسي، أنه لا يمكن للمتابع للتطورات السياسية في المشهد الليبي، أن لاينتبه لتأثيرات الحالة الشعبية الجماهيرية، التي يمثلها تيار سيف الإسلام في مجريات الأحداث. وأضاف، لا يمكن لنا أن نتجاهل الضغط السياسي علي أطراف الصراع الذي شكله “حراك رشحانك” في الإعلان عن البدء في وقف إطلاق النار وبدء عملية الحوار السياسي.
وفي الوقت الذي حاول فيه وزير داخلية السراج فتحي باشاغا التشبث بالتيار الهادر في البلاد. بعدما أفسد هذا الإعلان خططه وجمدها لأن ليبيا في طريقها إلى انتخابات وليس صراع بين قوى لاخد أماكن ومساحات.
قال باشاغا في حسابه عبر تويتر: اتفاق وقف إطلاق النار تم برعاية دول شقيقة وصديقة، وهو مكسب وطني يستحق الإشادة ونتطلع لتطوير التعاون مع أمريكا وأوروبا وتركيا ومصر وقطر والأمم المتحدة.
وفي ظل حالة تململ واضحة في المنطقة الشرقية من التطورات الأخيرة، لا يمكن إخفائها، قال فتحي المريمي، مستشار رئيس برلمان شرق البلاد، إن هناك تنسيقا كاملا بين البرلمان وقوات الشعب المسلح، بشأن إعلان وقف إطلاق النار في ليبيا.
وأضاف المريمي في تصريحات، إن ثوابت برلمان شرق البلاد تتلخص في عدة نقاط، أهمها تشكيل مجلس رئاسي جديد مكون من رئيس ونائبين له يمثلون الأقاليم الليبية الثلاثة: برقة وفزان وطرابلس، وأن تكون هناك حكومة ليبية مستقلة ومنفصلة تماما عن المجلس الرئاسي، وخروج المليشيات التركية والمرتزقة من البلاد.