بعد وصوله طرابلس رفقة نظيره التركي واجتماعاتهم المثيرة للجدل.. وزير خارجية مالطا يلتقي باشاغا وسيالة
أوج – طرابلس
بحث وزيرا داخلية وخارجية حكومة الوفاق غير الشرعية، فتحي باشاغا ومحمد الطاهر سيالة، اليوم الخميس، مع نظير الأخير المالطي إفرست بارتولو والوفد المرافق له، آفاق التعاون المشترك بين البلدين، فيما عبر بارتولو عن رغبة بلاده في إقامة شراكة مع “الوفاق” في المجالات الاقتصادية والأمنية، على غرار تركيا.
ووفقًا لبيان صادر عن وزارة الداخلية عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، طالعته “أوج”، فإن المباحثات دارت حول عدة موضوعات تهم الجانبين، خاصةً التعاون في المجال الأمني فيما يتعلق بمكافحة الهجرة غير الشرعية وتدريب العناصر الأمنية الليبية في مجال تفكيك ونزع الألغام.
وذكر البيان، أن وزير الخارجية المالطي، أعرب عن رغبة بلاده في مد جسور التعاون بين ليبيا ومالطا في عدة مجالات التي تخدم مصلحة البلدين الصديقين, مضيفًا بأن هذه الزيارة أتت بناء على رغبة مالطية في التعاون مع الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا, وإقامة شراكة معها فيما يتعلق بالمجالات الاقتصادية والأمنية، بالإضافة إلى عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك.
يشار إلى أن وزير الخارجية المالطي ونظيره التركي قد وصلا إلى العاصمة طرابلس، صباح اليوم، وقد عقدوا مباحثات مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق غير الشرعية، فائز السراج لمناقشة مستجدات الأوضاع في ليبيا وعلاقات التعاون المشترك بين الدول الثلاث، وتوجت هذه المباحثات ببيان مشترك، أعربوا فيه عن تحفظهم على عملية “إيريني” التي أطلقها الاتحاد الأوروبي لمراقبة حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا المفروض من قبل الأمم المتحدة.
ووفقا لبيانٍ مشترك صادر عن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، طالعته “أوج”، فإن وزيرا خارجية مالطا وتركيا، أكدا على دعمهما لحكومّة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، وأنه لا يوجد حل عسكري للازمة الليبية؛ وأن أمن واستقرار ليبيا يشكل أهمية كبيرة، معربين عن تحفظهم على عملية “إيريني” وتضمنها لأوجه قصور عديدة.
وأوضح البيان، أنه تم الاتفاق بين الدول الثلاث على، تعزيز التعاون المشترك؛ وعودة الشركات التركية والمالطية للعمل في ليبيا، والعمل على استئناف الرحلات الجوية بين ليبيا وكل من مالطا وتركيا، إضافة إلى اتفاقهما على أن الهجرة غير الشرعية، لا تمثل تهديداً لدول الاتحاد الأوروبي فقط بَلَ وتشكل تهديدًا مباشرًا على ليبيا أيضًا، فضلا عن اتفاقهما على ضرورة تعزيز الحدود الجنوبية لليبيا ومحاربة الاتجار بالبشر وعملياتٍ التهريب.
وفي السياق، نوه البيان، بأن تركيا ومالطا أبدتا الاستعداد لدعم حكومة الوفاق في هذا الصُدد من خلال توفير الاحتياجات والتجهيزات اللازمة للرفع من قدرات خفر السواحل الليبية، لافتًا إلى أهمية مشاركة الاتحاد الأوروبي في معالجّة’الأسباب الجذرية للهجرة غير الشرعية من خلال المساعدة في برامج لتنمية الدول مصدر هذه الهجرة.
وأثارت بعض المستجدات التي تجري في الغرب الليبي، خاصة التقارب مع دولتي مالطا وإيطاليا برعاية الاحتلال التركي وبتمويل من دولة قطر، تساؤلات عدد من المراقبين عن سبب تزامن زيارة رئيس أركان الجيش المالطي مع وزير الدفاع الإيطالي إلى العاصمة طرابلس، وسط تكهنات بعقد لقاء ثلاثي بين قوات وميليشيات حكومة الوفاق غير الشرعية مع مسؤولي الجيش في الدولتين الأوروبيتين.
ووفقا لتقرير نشره موقع “تركيا الآن”، طالعته “أوج”، فإن ثمة نقاطا عسكرية مغايرة يجري الترتيب لها في العاصمة الليبية طرابلس، خلال التقارب مع دولتي مالطا وإيطاليا برعاية الاحتلال التركي وبتمويل من دولة قطر.
وذكر التقرير، أن اللقاءات المرتقبة غدًا في ليبيا تعد الخامسة من نوعها خلال الأيام القليلة الماضية، وتتمثل الاجتماعات الأربعة السابقة في، أولًا اجتماع ثلاثي في أنقرة تركي مالطي وحكومة الوفاق غير الشرعية، ثانيًا لقاء رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج مع رئيس وزراء مالطا، وثالثًا لقاء السفير القطري لدى إيطاليا مع رئيس أركان الدفاع الإيطالي، ورابعًا استقبال الوفاق لرئيس أركان مالطا اليوم.
ويأتي ذلك بعد أسبوعين من عقد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، اجتماعا ثلاثيا مع وزير داخلية حكومة الوفاق، فتحي باشاغا، ووزير داخلية مالطا بايرون جاميلري، بتركيا، من أجل المسألة الليبية.
وأشار التقرير إلى ما ذكرته CNN، في نسختها التركية، من أن باشاغا وجاميلري وصلا إلى تركيا بناءً على دعوة من وزير الدفاع التركي، وقبل الاجتماع الثلاثي التقى أكار بكل من جاميلري وباشاغا بشكل منفصل، وعقب انتهاء الاجتماعات المنفردة عقد اجتماع ثلاثي.
وأوضح التقرير، أنه في مطلع ناصر/ يوليو الماضي، كشفت صحيفة “تايمز أوف مالطا” عن لقاء فائز السراج، مع رئيس وزراء مالطا روبرت أبيلا، بالتزامن مع افتتاح مركز تنسيق الهجرة بين البلدين في مالطا، وفي 21 ناصر/يوليو، التقى رئيس أركان الدفاع الإيطالي الجنرال إينزو فيتشاريللي، بسفير دولة قطر في روما عبد العزيز بن أحمد المالكي، في ضوء محاولات قطر وحليفتها تركيا، لاستمالة الجانب الإيطالي في ملف الأزمة الليبية والصراع على مصادر الطاقة بمنطقة المتوسط.
وألمح التقرير، نقلاً عن وكالة “رويترز” البريطانية إلى ما أفاد به مصدر، من أن تلك الزيارات واللقاءات وراءها أهداف لم يتم الإعلان عنها، لكنها ليست بعيدة عن تطورات الأحداث في ليبيا، وأن تركيا تستعد لعملية كبيرة في ليبيا.
وأضاف المصدر، أن “لقاء وزير الدفاع التركي مع وزير داخلية مالطا عقب زيارة قطر تتعلق أيضًا بشحنات الأسلحة والأموال إلى ليبيا، وتلك الشحنات خاصة بالمرتزقة والأسلحة، وبالنظر إلى أن الرئيس التركي أردوغان قد زار قطر من قبل، فإن هذا يدل على أنهم يدركون أهمية مدينة سرت الليبية لهم، وأنه لا يمكن أن يكون وجودهم دائمًا في ليبيا دون الاستيلاء عليها”.