أوج – القاهرة
أكد رئيس مجلس النواب المصري، الدكتور علي عبدالعال، اليوم الخميس، أن ليبيا تعيش حالة من الصراع على السلطة، بين العديد من الأطراف السياسية والمليشيات المُسلّحة، في مختلف أنحاء البلاد، مشيرًا إلى أن وجود مخطط لتمزيق ليبيا وتقسيمها لم يعد خافيًا على أحد، على حد قوله.
وأضاف عبدالعال، في مقابلة مع صحيفة “الأهرام” المصرية، طالعتها “أوج”، أن هذا المخطط تلعب فيه الجماعات المسلحة دورًا كبيرًا، خاصة الأجنبية منها، والتي تتستر وراء منهجيات مختلفة، لافتًا إلى أن بعض هذه الجماعات المسلحة تتخذ شكلاً إسلاميًا، وبعضها يتخذ شكلاً قبليًا، والبعض الآخر يُقاتل من أجل المال.
وتابع: “أن المخطط أيضًا تشارك به دولاً تعمل على التدخل في الشأن الليبي، عبر تزكية الفتنة والانشقاق داخل الصف الليبي، في محاولة للنيل من مقدرات هذا البلد الكبير، وتقسيمه إلى دويلات”، مشددًا على ثبات الموقف المصري تجاه الشقيقة والجارة ليبيا.
وذكر: “نحن حريصون على وحدة وسلامة الأراضي الليبية، ونعمل على ضرورة التوصل لحل للأزمة بأيدي الليبيين أنفسهم، بمساندة المجتمع الدولي”، مردفًا: “فمصر تعتبر الأزمة الليبية أمن قومي لها، لما تمتلكه الدولتان من تاريخ ومصير وحدود مشتركة، وبالتالي فنحن نمد يدنا لجميع الليبيين، بالتعاون على دعم وحدة الأراضي والدولة الليبية”.
وأكد رئيس مجلس النواب المصري، على أن مصر تعتبر سلامة ووحدة ليبيا، مسألة متعلقة بالأمن القومي، لذا فإنها لن تدخر جهداً للحفاظ عليه مهما كلف الأمر، ليس بغرض التدخل في شئون الأشقاء، ولكن بغرض وضع الأمور في نصابها وطريقها الصحيح، نحو التسوية السلمية للصراع.
كما أكد عبدالعال، على أن مصر دولة قوية تملك مقومات الردع، ولديها من الوسائل الناعمة والصلبة في آن، ما يكفي لأن تفرض إرادتها”، معتبرًا أن لا التاريخ ولا الجغرافيا ولا اللغة في صالح التواجد التركي في ليبيا، وهو ما يفرض على جميع الأطراف والقوى الليبية، أن ترفض التدخل التركي، وأن تنأى بنفسها عن التعامل معه، وتفطن إلى النوايا الحقيقية وراء هذا التدخل، الذي يهدف إلى هدم الدولة الليبية، وطمس هويتها، والاستيلاء على مقدراتها وثرواتها.
ودعا عبدالعال، الأطراف والقوى الليبية إلى وحدة الصف، ونبذ الانقسام السياسي والاقتتال، مشددًا على أنه عليهم جميعاً أن يدركوا أن الحل لابد أن يكون سياسياً، مدفوعاً بإرادة الليبيين أنفسهم، من أجل بناء وطنهم.
وأشار إلى، أن المجتمع الدولي أصبح مطالبا أكثر مما مضي، بأن يضطلع بمسئولياته بشكل حاسم في التصدي للتدخل التركي في ليبيا، لافتًا إلى أنه تدخل بات ينذر بتصعيد إقليمي، ستكون له آثاره الوخيمة على جهود التوصل لتسوية شاملة وقابلة للتنفيذ.
ونوه رئيس مجلس النواب المصري في معرض حديثه عن التسوية للأزمة، إلى أنه يجب على المجتمع الدولي، دعم ورعاية المبادرة المصرية الأخيرة، لحل الأزمة سلميًا، موضحًا أن مصر نادت بذلك بالفعل، وقد تلقت كثيراً من الدعم لها.
وأطلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في السادس من الصيف/يونيو الماضي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب المنعقد قي طبرق عقيلة صالح بالقصر الرئاسي في القاهرة، مبادرة لحل الأزمة الليبية باسم “إعلان القاهرة”، تشتمل على احترام جميع المبادرات والقرارات الدولية بشأن وحدة ليبيا.
ويشمل “إعلان القاهرة” دعوة كل الأطراف الليبية لوقف إطلاق النار اعتبارًا من اليوم التالي للمبادرة، مع أهمية الالتزام بمخرجات مؤتمر برلين بشأن الحل السياسي في ليبيا، كما تتضمن المبادرة الالتزام بإعلان دستوري ليبي، وتطالب المجتمع الدولي بضرورة العمل على إخراج المرتزقة الأجانب من الأراضي الليبية.
وتتضمن المبادرة كذلك تفكيك المليشيات وتسليم أسلحتها، كما تهدف لضمان تمثيل عادل لأقاليم ليبيا في مجلس رئاسي ينتخبه الشعب، وتوزيع عادل وشفاف للثروات على جميع المواطنين، دون استحواذ المليشيات على أي من مقدرات الليبيين.