المحتل التركي “يسكن” ليبيا.. زيارات لا أول لها من آخر وأوغلو يُتمم على “الكعكة”
شهدت الشهور الماضية، ومنذ توقيع الاتفاقية البحرية والأمنية بين أردوغان وفايز السراج، رئيس الحكومة غير الشرعية نوفمبر 2019 الماضي. زيارات لا حصر لها لكافة المسؤولين الأتراك إلى ليبيا بدءا بوزير الدفاع التركي ورئيس الأركان، ورئيس جهاز المخابرات، وصولا إلى وزير الخارجية التركية مولود أوغلو، الذي يزور ليبيا. كما شهدت تدفقا بمعنى الكلمة لكافة مسؤولو الوفاق إلى أنقرة ولقاء أردوغان وكافة أعضاء حكومته في العديد من اللقاءات.
مراقبون، رصدوا هذه الزيارات وتداعياتها بقولهم، إن انقرة لا تزال غير مطمئنة بعد لحصتها في “الكعكة الليبية”. مع الزخم السياسي والعسكري حول ليبيا وتكاد تسكن البلاد. أو بالأحرى تقوم باحتلال فعلي لها.
أوغلو خلال زيارته الحالية لليبيا، قال في تصريح موجز، إن هناك عرضا بتسليم “سرت والجفرة” إلى حكومة السراج غير الشرعية دون حرب و تزال المحادثات مستمرة.
لم يرد أحد على مولود أوغلو، ولم يتضح بعد حقيقة تصريحاته. لكن النشاط السياسي التركي المريب داخل ليبيا، يوحى بمزيد من التفاهمات والاتفاقات على حساب الليبيين ووطنهم.
وقد التقى كلا من وزيرا خارجية تركيا ومالطا فايز السراج في طرابلس، بالرغم من أن زيارته لتركيا لم يمر عليها أسبوعان فقط!
على صعيد متصل، أعلنت وزارة الخارجية التركية في بيان لها، عن إجراء محادثات بين موسكو وأنقرة بخصوص الأزمة اللبيبة لتهيئة الظروف من أجل وقف دائم لإطلاق النار، وفق المزاعم التركية، وتشكيل مجموعة عمل مشتركة مهمتها تحقيق تقدم في الحوار السياسي بين الليبيين. وانتقد مولود أوغلو عملية ايريني البحرية الأوروبية وقال: إنها متطرفة وضد حكومة السراج في طرابلس بشكل واضح.
وبالتزامن مع الزيارة، خرج خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة ليقول إنهم يسعون إلى حل سياسي رغم أنهم قادرون على الحل العسكري، ويرصدون تدفق عشرات الطائرات خلال الشهر الأخير إلى قوات الشعب المسلح في شرق البلاد.
وعلق العديد من الخبراء على الزيارات التركية التي لا تنتهي إلى ليبيا وأهدافها.
وقال أنس القماطي، مدير معهد صادق للدراسات، إن الدعم التركي أعطى قوة لحكومة السراج غير الشرعية، عندما كانت في أضعف حالاتها، والآن فإن أعضائها يريدون أن يردوا الجميل لأنقرة. إنهم يتطلعون لبناء أكثر من مجرد علاقة سياسية أو تجارية. انهم يبحثون عن “علاقة استراتيجية” مع أردوغان والمؤكد أن تركيا ستكون في أول الطابور عندما تبدأ ليبيا في إعادة البناء.
وأكد الباحث كريم ميزران، من المجلس الأطلسي بواشنطن، إنه
من المتوقع أن تعطي “المكافآت السخية” في ليبيا، دفعة للاقتصاد التركي المترهل، والذي هو في أمس الحاجة إليها، وقد تقدمت ليبيا بالفعل بالمساعدة. بعدما وافق محافظ مصرف ليبيا المركزي، الصديق الكبير، على إيداع 8 مليارات دولار في البنك المركزي التركي لمدة 4 سنوات دون فائدة للمساعدة في تحقيق الاستقرار لليرة التركية!
التحرك السياسي والعسكري التركي في ليبيا، هدفه “الرئيس” وضع اليد على مقدرات ليبيا وسرقة الوطن بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.