بلومبرج: المصداقية الأمريكية تغرق في رمال ليبيا بسبب سياسات ترامب المتخبطة إتجاهها
أوج – واشنطن
سلطت وكالة بلومبرج الأمريكية الضوء على سياسات الولايات المتحدة والرئيس دونالد ترامب، المتخطبة تجاه الأزمة الليبية، معتبرة أن المصداقية الأمريكية تغرق في الرمال الصحراوية المتحركة.
وأوضحت الوكالة، في تقرير لها، طالعته وترجمته “أوج”، أن الحرب في ليبيا وصلت إلى نقطة انعطاف خطيرة، وإلى بوابة امتداد ساحلي لمحطات تصدير النفط في خليج سرت النفطي، مضيفة أنه وبفضل المواقف الغامضة للرئيس ترامب تجد الولايات المتحدة نفسها مع القليل من النفوذ من طرفي الصراع الليبي.
واعتبرت أن آخر دليل على مخاطر التناقض الأمريكي يتمثل في استيلاء من أسمتهم “المرتزقة الروس” على منشآت نفطية حيوية في ليبيا، دون أن تردعها تحذيرات أمريكية لتوجيهها، متابعة أن رد إدارة “ترامب الضعيف” كان معاقبة رجل الأعمال الروسي الذي يوظف المرتزقة، بحسب الصحيفة.
وذكرت أن موسكو لم ترتدع من نشر القيادة الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم” صور الأقمار الصناعية للطائرات العسكرية الروسية في قاعدة الجفرة الجوية، خلال شهر الماء/ مايو الماضي، موضحة أنه رغم استدعائها، لم تسحب موسكو الطائرات.
وأشارت إلى محاولة ترامب، خلال الأسابيع الماضية، التدخل لحلحلة الأزمة الليبية؛ من خلال استدعاء رؤساء الدول الأجنبية الداعمة لطرفي الصراع، المتمثلين في الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يدعم حكومة الوفاق غير الشرعية، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي يدعم خليفة حفتر، وحثهما على دعم تسوية تفاوضية.
وأضافت أنه رغم ذلك، لم تظهر أدنى نية لردع المتحاربين، بل زادت مصر من التوترات، بعدما وافق برلمانها الأيام الماضية على تدخل عسكري مباشر في ليبيا، موضحة أن الفشل هو نتيجة مباشرة لرفض ترامب اختيار أحد أطراف الصراع، رغم أن الولايات المتحدة تعترف رسميًا بحكومة الوفاق، إلا أنها نظرت في أوقات مختلفة إلى “الجيش الليبي” كحليف في الحرب على الإرهاب.
وذكرت الوكالة الأمريكية أن ترامب يمكنه أن يهدد فقط بالعقاب الاقتصادي، ولكن العقوبات لها تأثير محدود في الصراع الليبي، خاصة عندما تكون السيطرة على الثروة النفطية الهائلة ذات قيمة كبيرة كما هو الأمر في ليبيا.
ومن ناحيتها، تطرقت صحيفة “المونيتور” الأمريكية، إلى خيارات التصعيد المحتمل في ليبيا، بين مصر وتركيا، لاسيما في ظل تصاعد نبرة التصريحات خلال الفترة الأخيرة.
ورأت الصحيفة الأمريكية، في تقرير لها، طالعته وترجمته “أوج”، أن ليبيا تحولت إلى جبهة إقليمية، يظهر في واجهتها لاعبيْن رئيسيّيْن هما الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، مُعتبرة أن الأخير غير متأثر بالخطوط الحمراء للسيسي وتهديده بالقوة، لذلك.
واعتبرت أنه من المحتمل أن يعود الأمر إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب، لمنع التصعيد في ليبيا، موضحة أن السيسي اقترح وقفًا لإطلاق النار وجولة جديدة من المحادثات السياسية بالتزامن مع تلويحه بالقوة العسكرية، إلا أن أردوغان قد لا يأخذ تحذيرات نظيره المصري بشأن استخدام القوة على محمل الجد، بحسب التقرير.
وفي ختام التقرير، اعتبرت الصحيفة الأمريكية، أن أنقرة ترى أن الجزائر وتونس ستعتبران التدخل العسكري المصري في ليبيا، تصعيدًا غير مرغوب فيه، مُستدركة أنه يمكن للولايات المتحدة أن تلعب دورًا أكبر في ليبيا كوسيط لا يقدر بثمن.
وتتبادل مصر وتركيا التصريحات العدائية، في ظل التصعيد داخل الأراضي الليبية، يأتي هذا في الوقت الذي وافق فيه مجلس النواب المصري، بإجماع آراء النواب الحاضرين على إرسال عناصر من القوات المسلحة المصرية في مهام قتالية خارج حدود الدولة المصرية، للدفاع عن الأمن القومي المصري في الاتجاه الاستراتيجي الغربي ضد أعمال الميلشيات الإجرامية المسلحة والعناصر الإرهابية الأجنبية إلى حين انتهاء مهمة القوات.