تبديداً لأموال الشعب الليبي.. 56,2 مليون دينار ديون داخلية الوفاق لشركات تموين مراكز إيواء المهاجرين
أوج – طرابلس
خاطب وكيل وزارة الداخلية لشؤون الهجرة غير الشرعية بحكومة الوفاق، محمد الشيباني، الوزير فتحي باشاغا، بضرورة الموافقة على صرف المخصصات المالية للجهاز من أجل توفير الاحتياجات وسداد الالتزامات وسير نظام العمل.
وأورد الشيباني، في خطابه إلى باشاغا، الذي طالعته “أوج”، أسماء الشركات التي ستتوقف عن تموين مراكز إيواء المهاجرين غير الشرعيين، في حال لم تتحصل على مستحقاتها المالية المتراكة، ما سيعرقل عمل الجهاز، وما له من تأثير سلبي على إيواء المهاجرين غير الشرعيين، وفق قوله.
وكشف الخطاب عن ملايين الدينارات ديون متراكمة على داخلية الوفاق للشركات؛ فلدى شركة الشهيد الليبي للخدمات التموينية حوالي 28 مليونا و107 آلاف دينار، ولدى شركة الساقي لخدمات التموين والإعاشة 20 مليونا و776 ألف دينار، ولدى شركة نبع جنزور للخدمات التموينية 3,5 مليون دينار، ولدى شركة تراس العمران للخدمات التموينية 3 ملايين و642 ألف دينار؛ بإجمالي 56 مليونا و26 ألفا و687 دينارا.
ورغم كل هذه الأموال المرصودة لجهاز شؤون الهجرة غير الشرعية بداخلية الوفاق، إلا أن أزمة الهجرة تتفاقم يوما بعد الآخر، ومازالت أوروبا تعاني من الهجرة غير الشرعية، التي تأتي عن طريق ليبيا، ما يؤكد أن هذه الأموال تعد بابا من أبواب الفساد والسرقة داخل وزارة الداخلية بحكومة الوفاق غير الشرعية.
ومن جهته، طالب الناطق الرسمي باسم المنظمة الدولية للهجرة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ڤلافيو دي جاكومو، قبل عدة أشهر، بالإغلاق الفوري لجميع مراكز الاحتجاز في ليبيا، بعد اعتقال السلطات الإيطالية ثلاثة مهاجرين بتهمة التعذيب والخطف في مركز احتجاز للمهاجرين في منطقة الزاوية بليبيا.
وقال دي جاكومو، في تصريحات لمجموعة “آدنكرونوس” الإعلامية الإيطالية، طالعتها “أوج”: “نحن ندخل هذه المراكز من حين لآخر وفي ساعات قليلة في اليوم وليس دائما، لأننا بحاجة إلى ترخيص، العناية الطبية ليست دائماً في نطاق تدخلاتنا”.
وأضاف: “نحن نقوم بتوفير مستلزمات النظافة، والمراتب، والبطانيات، نفضل أن نجلب هذه الأشياء، لكننا نعرف أن تواجدنا لا يضمن الحقوق للمهاجرين، إنها مراكز تتمتع بظروف غير مقبولة ويجب إغلاقها”.
وتابع: “حقيقة وجود التعذيب ليست بالأمر الجديد، نحن نفعل كل شيء لتخفيف المعاناة، لكن لا يمكننا تغيير هذا الوضع لأن السلطات الليبية من تسيطر على هذه المراكز، وليس لدينا الحق في تغيير نظام إدارتها”.
وكانت مصادر قضائية إيطالية أكدت أنه للمرة الأولى، سيتم تطبيق جريمة تعذيب المهاجرين في إيطاليا، التهمة التي استند إليها أمر الاعتقال المشترك، الصادر عن مديرية مكافحة المافيا في باليرمو ونيابة أغريجينتو بحق ثلاثة مهاجرين “مصريان وغيني”، من نزلاء النقطة الساخنة في ميسينا.
وأوضحت المصادر، أن الضحايا رووا قصصا فظيعة، حيث أخبروا المحققين بأنهم تعرضوا للعنف والتعذيب بكل أنواعه، بل شاهدوا زملائهم السجناء يموتون أيضا، مؤكدة أن الموقوفين هم محمد كونديه، المعروف باسم سواريز، من مواليد غينيا (27 عامًا)، حميدة أحمد، مصري (26 عامًا)، ومحمود عشوية، مصري (24 عامًا).
ويتعرض المهاجرون إلى أوروبا عبر ليبيا، إلى جميع أنواع التعذيب وصلت لاغتصاب الرجال والنساء، حيث أطلق اللاعب البالغ من العمر 28 عامًا من غينيا، لمكتار ديالو، صرخة للتعبير عن أحوال المهاجرين، قائلا “إنهم لا يعتبروننا بشرًا في ليبيا، يغتصبون الرجال والنساء، يفعلون كل شيء هناك، يفعلون أي شيء، الله وحده يمكن أن يساعدنا”.