مُعتبرًا باشاغا أفضل رجل أمن.. ليفي يروي تفاصيل زيارته المشبوهة إلى ليبيا
أوج – نيويورك
سرد الصهيوني الفرنسي المعروف بـ”عراب نكبة فبراير في ليبيا” برنارد هنري ليفي، تفاصيل زيارته إلى ليبيا، الأسبوع الماضي، الأمر الذي أثار حالة كبيرة من الجدل في ليبيا.
وذكر الصهيوني الفرنسي، في تقرير له، نشره بصحيفة “وول ستريت جورنال”، نقلته “قناة 218″، والذي طالعته “أوج”، أنه دخل ليبيا بتأشيرة صالحة صادرة حسب الأصول، زاعمًا أنه لم يكن ضيفًا على أحد ولا نية لديه في التدخل في النزاع الليبي أو الوقوف مع أي طرف.
واعتبر “ليفي” في تقريره حول الزيارة، أن الخطأ الذي ارتكبه الغرب هو ترك المجال مفتوحًا في ليبيا وأماكن أخرى لتركيا وطموحاتها الإسلامية، موضحًا أنه لم يكن يتخيل تحريك الآلة التي وصفها بـ”الجهنمية”، ضده بمجرد أن أبلغ وزارة الداخلية بحكومة الوفاق غير الشرعية، بخطة إعداد التقارير عن سبب الزيارة.
ووصف “عراب فبراير”، وزير الداخلية بحكومة الوفاق، فتحي باشاغا بأنه أفضل رجل أمن في البلاد، وأنه أحد القلائل الذين عبّروا عن رغبتهم في رؤية الاتحاد الأوروبي وباريس يقدمان ثقلاً موازيًا لموسكو وأنقرة، إلا أن كل شيء يحال إلى مصادقة رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، الذي وصفه بـ”عميل تركيا”.
وأعرب “ليفي”، عن صدمته مما وصفه بـ”الهستيريا”، عبر مواقع التواصل الاجتماعي والاتهامات التي وجهت إليه، التي من بينها تقديمه كبمعوث لفرنسا، ومُحرض على الحرب ومؤيد للكيان الصهيوني، ويعمل سرًا ضد الإخوان المسلمين.
وزعم أنه علق على ظهره هدفًا يتمثل في تسوية الحسابات داخل حكومة الوفاق، بين من يرغبون في استبدال الميليشيات بقوة سيادية، ومن يستمدون القوة من الحفاظ على هذه الميليشيات.
واعتبر “عراب فبراير”، أن ليبيا كانت تشهد قبل تسع سنوات لحظات عظيمة عندما امتنعت الدول الغربية عن دعمها للنظام الجماهيري، ضد الشعب الليبي، وعاد إلى ليبيا آملا في رؤية ذلك الحدث يتكرر، موضحًا أنه سيعود في المرة المقبلة إلى بنغازي ودرنة.
وفي ختام تقريره، وصف ليبيا بأنها لم تتذوق طعم الحرية، واعتبر شواطئها جزء رئيسي من مستقبل البحر المتوسط وأوروبا والغرب.
وأثارت زيارة ليفي لمصراتة ومن بعدها ترهونة تحت حراسة أمنية مشددة، السبت الماضي، حالة رفض عارمة وسط الأوساط الليبية، كونه ساهم بشكل كبير في القرار الفرنسي بالتدخل في ليبيا ضد الشهيد معمر القذافي في 2011م، ما جعل مسؤولي حكومة الوفاق غير الشرعية تتنصل منها؛ وعلى رأسهم وزير داخلية الوفاق فتحي باشاغا؛ حيث أكد لا علاقة لحكومته بهذه الزيارة، مؤكدًا أن أي زيارة لشخصية صحفية دون دعوة رسمية من الحكومة الليبية لا تحمل أي مدلول سياسي يمثل الوفاق.
وتأتي زيارة المفكر الصهيوني، في غضون المساعي الإقليمية والدولية التي تُبذل للوصول إلى تسوية دبلوماسية وسياسية للأزمة الليبية المتفاقمة، لتؤكد استمرار مخطط الفوضى والتقسيم بالمنطقة كلها، لاسيما أنه ليس في الواقع سوى سفير غير معلن لمشاريع دولية وإقليمية، لا يزال سعيُها حثيثا لتنفيذ أجندة تقسيم الوحدة الترابية لليبيا وتلغيم المنطقة لاستهداف باقي أركانها.
ويطرح توقيت الزيارة السريّة لبرنارد ليفي إلى مصراتة بذريعة زيارة القبور الجماعية في ترهونة، تساؤلات عدة تؤكد المهمة الخطيرة لهذا المجرم الحربي الذي يحمل لقب الفيلسوف المفكر، فهي تأتي بعد أيام قليلة من اتفاق الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، عبر مكالمة هاتفية، على مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين كفاعلين أساسيين في المنطقة، وإطلاق عدد من المبادرات الرامية إلى ترقية الحلول السياسية للأزمات السائدة هناك.