سندافع عن مصالحنا في مواجهة مصر.. أقطاي: ليبيا ليست من أولويات أمريكا والاتحاد الأوروبي غير متحد بشأنها
أوج – اسطنبول
أكد مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي، اليوم الأربعاء، أن تركيا تنتظر مصادقة الأمم المتحدة على اتفاقية ترسيم الحدود التي وقعتها أنقرة مع حكومة الوفاق غير الشرعية في الحرث/نوفمبر الماضي، مشيرًا إلى أن الاتفاقية من حق السيادة التركية والسيادة الليبية.
وأضاف أقطاي، خلال لقاء مع فضائية “ليبيا بانوراما”، تابعتها “أوج”، أنه إذا تطلبت الحاجة إلى إدخال بعض التغييرات على هذه الاتفاقية لتعديلها، ستكون مبنية على أساس ما اتفقت عليه الوفاق مع تركيا، وهو توفير الأخيرة الدعم اللازم الذي يحافظ على حق الليبيين، وفق زعمه.
واعتبر أقطاي، أن حالة الرفض الدولية التي واجهت هذه الاتفاقية، وخصوصا من قبل فرنسا واليونان ومصر، ليس في محلها، خصوصا من قبل مصر، مؤكدًا أن هذه الاتفاقية تحفظ لمصر حقها ولا تضرها، وتعوض خسارتها في اتفاقيتها مع اليونان التي تبلغ من 10 إلى 15 ألف ميل مربع في المتوسط، مشيرًا إلى أن أنقرة اقترحت على مصر الانضمام للاتفاقية، وترك الخلافات على جانب آخر، حيث أنه ليس من المعقول أن يكون الاختلاف بين الدولتين في كل شيء، على حد تعبيره.
وقدم أقطاي، أمثلة على ذلك، مشيرًا إلى الخلافات التي وصفها بالعميقة بين تركيا وروسيا في سوريا والحرب القائمة بينهما في إدلب ودرع الفرات، ورغم ذلك هناك تعاون بينهما في مجالات أخرى، والكثير من الاتفاقيات بينهما، وهو نفس الحال مع الولايات المتحدة في سوريا وإيران في اليمن ولبنان والعراق.
وحول تفعيل بنود الاتفاقية الأمنية بين تركيا والوفاق، قال أقطاي: “بنود هذه الاتفاقية غير محددة المدة، فهي مستمرة حتى تحقق مقصدها وأهدافها وهو تحرير ليبيا من المرتزقة ومن الدول الطامعة فيها”، مشيرًا إلى أن تركيا ستقوم بتدريب قوات حكومة الوفاق والفريق الفني، وأن زيارة وزير الدفاع خلوصي أكار الأخيرة، إلى مركز التدريب والتعاون الأمني في طرابلس، كانت في هذا الإطار.
وشدد أقطاي، على أن تركيا تلتزم بما تطلبه منها حكومة الوفاق، ووجودها سينتهي فور طلب منها ذلك، حسب قوله، لافتا في الوقت ذاته إلى أن ليبيا التي في حالة عدم استقرار منذ 2011م، في حاجة إلى الخبرات التركية التي وصفها بـ”الرشيدة” خصوصًا في مجال الإدارة، لاتخاذ الكثير من التدابير والقرارات التي تعيد ليبيا دولة قوية.
وحول المشاورات التركية الروسية الأخيرة بشان ليبيا، والتي توجت بتشكيل لجنة مشتركة ومجموعة عمل لوقف إطلاق النار، قال أقطاي: “هذه اللجنة تم تشكيلها حتى لا يتم توسيع الجبهات بين البلدين”، في إشارة إلى الجبهة المفتوحة بينهما في سوريا، مشيرًا إلى أن تواجد عناصر روسية في ليبيا غير مرحب به، وأيضا التواجد الفرنسي والإماراتي والمصري، مدعيًا أن تركيا الوحيدة التي دخلت ليبيا بطريقة شرعية، من خلال بوابة حكومة الوفاق التي دعتها لدعمها.
ورأى أقطاي، أن الاتحاد الأوروبي، غير متحد بالنسبة للموقف في الشأن الليبي، مشيرًا إلى أن الموقف الفرنسي يختلف عن الأخرين ويشكل حالة استثنائية في الاتحاد.
وأوضح أن المواقف داخل الاتحاد الأوروبي وأيضا داخل حلف شمال الأطلسي “الناتو”، مختلفة تماما بالنسبة للاتفاقيات الموقعة بين أنقرة وحكومة الوفاق، مشيرًا إلى أن الموقف الإيطالي الذي يتفق أكثر مع الوفاق، لا يتفق مع الموقف الألماني أو الموقف اليوناني الذي يختلف مع تركيا والاتحاد الأوروبي بأكمله، وفق قوله.
وأضاف، أن حكومة فرنسا لها طموح في ما وصفها بـ”سياسات القرصنة” في ليبيا، منوهًا إلى أن هذه السياسيات الفرنسية هي ما أوصلت ليبيا إلى مشكلة عدم الاستقرار والتي بدورها أنتجت حالة اللاجئين التي يعاني منها الأوروبيون، والتي تعد أحد أهم المشاكل التي يواجها الاتحاد الأوروبي في الوقت الحالي.
وأرجع أقطاي، القلق الأوروبي لمسألة عدم توفر النفط الليبي، لافتًا إلى أنه ما يجعل الاتحاد الأوروبي يحمل تركيا نتيجة ما يحدث في ليبيا، زاعمًا أن تركيا لا تهدف من ليبيا سوى تحريرها من ما أسماهم بـ”الأجانب”.
وحول التوافق المالطي الكبير مع تركيا في ليبيا، والذي عكسته الاجتماعات الأخيرة في أنقرة في حضور وزير داخلية حكومة الوفاق فتحي باشاغا، اعتبر أقطاي، أن هذا التوافق والتعاون يمثل جزء كبير من موقف الاتحاد الأوروبي الايجابي، باستثناء فرنسا واليونان.
وفيما يتعلق بتصعيد الخطاب بين أنقرة وباريس بشأن ليبيا، أشار أقطاي، إلى أن التصعيد سببه فرنسا حيث تتهم وتنتقد تركيا بشكل خطير في ليبيا، لافتًا إلى أن تركيا سألت الرئيس الفرنسي ماكرون بشكل واضح: “ماذا تريد في ليبيا؟، وأنه لابد من توضيح موقفك”.
وقال أقطاي: “تاريخ فرنسا في أفريقيا ليس نظيف ولا نزيه، فهو ملوث بالمجازر والاستعمار المتشدد الذي أنتج الكثير من القتال، والآن ماذا تريد في ليبيا؟، مضيفًا: “نحن نعلم أن فرنسا غير مقبولة أو مرحب بها من الليبيين؛ حيث يذكرون ماضيهم مع استعمارها المظلم”.
وتابع: “عندما انسحبت قوات حفتر من ترهونة وجدنا عشرات القبور التي دفن بها الناس أحياء، بعد تعذيبهم”، مشيرًا إلى أن هذا نهج فرنسا؛ حيث يذكر ما كانت تفعله في السابق في أفريقيا إبان احتلالها الجزائر ومالي وغيرها من الدول.
واعتبر أقطاي، أن فرنسا ليس لها دور ولا تساهم في حلف شمال الأطلسي سوى بالضرر والشر، معتبرًا إياها لا تريد من وراء الحلف سوى استخدامه في تحقيق مآربها، واستعادة تاريخها الاستعماري، على حد قوله.
وعن تواصل تركيا مع البيت الأبيض بشان ليبيا وتقييمه لهذا التواصل، أكد أقطاي، أن ليبيا ليست من أولويات السياسية الخارجية الأمريكية، بحكم عدم تواجد عسكري أمريكي على الأراضي الليبية، حاصرًا الموقف الأمريكي في اهتمامه بأن تتخطى ليبيا حالة عدم الاستقرار، ولا تكون مصدر لتصدير العناصر الإرهابية مثل تنظيم داعش، إضافة إلى تأمين النفط لها، فضلاً عن عدم رغبتها في أن تكون روسيا وحدها المُسيطرة على ليبيا دون مراقبة، وهو ما يجعلها تتواصل مع تركيا لمتابعة التحركات من ناحية، والتقاء مصالحهما من جهة أخرى.
وفي معرض حديثه عن النفط الليبي، أشار أقطاي إلى أن مسألة الإقفالات يجب أن تُحل فورًا بشكل ما، لتوفير الخدمات لليبيين، لافتًا إلى أن الحكومة المؤقتة في الشرق، ليس لها أي صلاحية لتصدير النفط، ورغم ذلك كما هو معلوم يباع النفط الآن بشكل قرصنة وليس عبر حكومة الوفاق التي لها الصلاحية، منوهًا بالقول: “ما نسمعه أن الإمارات تلعب سياسيات القرصنة أيضا للأسف في ليبيا وتؤثر على قرار استمرار إغلاقات حقول النفط والموانئ، وستُسأل عن ذلك في القريب العاجل”.
وحول تفويض البرلمان المصري للرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل العسكري في ليبيا، أكد أقطاي أن تركيا ستدافع عن مصالحها في ليبيا وستلتزم بكل بنود الاتفاقيات الموقعة مع حكومة الوفاق لتحقيق أهدافها في ليبيا، وهو ما نص عليه بيان اجتماع المجلس العسكري الاستشاري بقيادة الرئيس أردوغان.