المسكوت عنه في زيارة ليفي.. اشتعال مخططات تقسيم ليبيا وإضافة إقليم رابع
جدل واسع أشعلته زيارة اليهودي الصهيوني، برنارد ليفي إلى ليبيا، ليس فقط لأن المفكر الصهيوني، كان واحدا ممن تآمروا على ليبيا، وأقنع الرئيس الفرنسي الأسبق ساركوزي، بضرورة التدخل العسكري السافر في ليبيا 2011، وبدأت مؤامرة إسقاط الدولة. ولكن لاشتعال مخطط تقسيم ليبيا من جديد فور زيارته.
“ليفي” الذي يوصف بأنه عرّاب الخراب، في كافة الدول التي تطأها أقدامه سواء في أفغانستان أو ليبيا وكردستان العراق، أو غيرها لم يأت لليبيا لهدف خيري، ولكن لمؤامرة جديدة تستحق قدومه بعد 10 سنوات من إسقاط الدولة.
من جانبه قال الكاتب التونسي، الحبيب الاسود، إن زيارة برنارد ليفي، كشفت عن حقيقتين، أولاهما أن هناك حالة من التخبط والانقسام في مراكز القرار داخل سلطات غرب ليبيا، وثانيتهما أن هناك سلطتيْن فعليتين، هما سلطة مصراتة بميليشياتها وداعمها التركي، وسلطة فايز السراج المهترئة، أما الجزئية الأخطر، فهو الدفع نحو مشروع يتم الترويج له منذ مدة في كواليس القرار بمصراتة، وتتبناه قطر وتركيا، ويتمثل في إضافة إقليم رابع إلى مخطط التقسيم الفيدرالي لليبيا إلى جانب الأقاليم الاستعمارية: طرابلس وبرقة وفزان، فزيارته تدشن إقليم مصراتة على أن يضم مدن الخمس وزليتن وسرت وبني وليد وترهونة وصولا إلى الجفرة، وبالتالي يحصل على نصيب وافر من ثروة الهلال النفطي، وموقع إستراتيجي جنوبي للمتوسط، علاوة بالطبع على الترويج لشخصية باشاغا باعتباره رجل المرحلة القادمة.
فيما حذر الكاتب والباحث جبريل العبيدي، من أن ليبيا تواجه اليوم خطر التقسيم، بمشاريع متعددة الأوجه والنكهات والشعارات، وتشهد محاكاة لسيناريو مشروع قديم هو “بين سيفورزا” الخاص بليبيا في عام 1949، الذي كان يقضي بفرض الوصاية الإيطالية على طرابلس، والوصاية البريطانية على برقة، والوصاية الفرنسية على فزان، فكل قوة كبيرة لها مصلحة في ليبيا تأخذ قطعة منها، وهكذا يسير الأمر، وتتشكل الخطوط والحدود بين الأقاليم والولايات من جديد، وقد تفرض أنذاك التهدئة ووقف إطلاق النار.
وأمام السيناريوهات المريعة للدولة الليبية، جاء تحذير وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، من واقع منصبه ومعرفته بالأمور، ليحذر من خطورة تقسيم ليبيا، داعيا جميع الأطراف إلى الحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها، وأضاف بوقدوم نحن مصرون على إقناع جميع الأطراف، على ضرورة الحفاظ على وحدة ليبيا الترابية والسيادة الكاملة لليبيين. كما نحثهم على أن يكونوا “يقظين” فيما يخص بعض التصرفات، التي قد تؤدي طوعا أم كرها إلى تقسيم ليبيا.