محلي

“فتنة ليفي” تفضح معسكر فبراير.. بويصير يمتدح الزيارة ويفتح النار على أنصار حفتر

لا تنتهي مفارقات نكبة فبراير ومناصروها الذين رقصوا على جثث الوطن لأجل حفنة أموال أو مناصب زائلة؛ فها هو المستشار السابق لخليفة حفتر محمد صالح بويصير، يدافع عن زيارة الصهيوني الفرنسي برنارد هنري ليفي عراب الربيع العربي، ويهاجم معسكر الكرامة.

حيث إنتقد بويصير، في تدوينتين له، رصدتهما “أوج” رافضي زيارة ليفي، معتبرها مجرد ضجة أطلقها من وصفهم بـ”قطيع حفتر” على الزيارة المشبوهة، قائلا: “باعتباره يهودي صهيوني، هي من نوع حديث القوادين عن الشرف، فحفتر على اتصال بإسرائيل منذ 2015م”.

وفصّل علاقة حفتر بالكيان الصهيوني، موضحا أنها ليست بالسياسيين ولا الصحفيين، لكن بالمخابرات العسكرية “امان” التي رشحت له مائير بن منشه، رجلها السابق ليكون داعيته في أمريكا، قائلا: “وقع معه عقد بقيمة 5 ونصف مليون دولار للترويج له في وشنطن، سجله الأخير في وزارة الخارجية، اتصلت به وقتها وقلت له: لا يصح لضابط عربي أن يقدم نفسه عن طريق إسرائيل، فانفعل باعتبار أنه لا يدرى كالعادة”.

وأشار بويصير إلى نشر العقد ممهورا بتوقيع حفتر الشخصي، لافتا أيضا إلى إعلان صحيفة “جوريزاليم بوست” الصهيونية، عن إحدى اللقاءات بين حفتر والصهاينة عام 2015م، فضلا عن تكليف حفتر لوزير الخارجية بالحكومة المؤقتة عبد الهادي الحويج، بأن يصرح للإعلام العبري منذ أسابيع بأنه في حالة وصول حفتر للحكم سيطبع مع الكيان الصهيوني، بحسب تعبيره، مضيفا: “لا تتنادوا على الشرف وأنتم تقدمونه مجانا على قارعة الطريق”.

ودافع مستشار حفتر السابق عن زيارة ليفي من خلال إعادة نشر تغريدة لعراب النكبة، على اعتبار أنها “تفضح” مرتكبي المجازر الجماعية المكتشفة مؤخرا في مدينة ترهونة، قائلا: هذه تغريدة الصحفى ليفي بعد زيارته المقابر الجماعية في ترهونة، وهو من فضح الصرب وأدت مقالاته عن المقابر الجماعية في البوسنة إلى محاكمة جنرالاتهم”.

ووجه تساؤلا لمنتقدي زيارة ليفي قائلا: “أنت لا تريد أن يحاكم حفتر لجرائمه في ترهونة؟”، مستطردا بقوله: “المهم هنا هو تقييم العالم له ولشهادته وليس تقييمك انت”، مشيرا إلى تغريدة ليفي التي قال فيها أنه شاهد أطفالا ونساء مقتولين وأيديهم مقيدة.

وتهكم على منتقدي الزيارة، قائلا: “ألا تريد يا عبقرى أفندي أن يعرف العالم هذا، ألا تريد أن ينشر هذا في الصحف الأوروبية والأمريكية، ألا تريد أن يحاسب المجرمون، وأن يقود ذلك حفتر وعصابته إلى المحكمة، مختتما بقوله: “حركوا الى بين اذانكم الله يرضى عليكم.. والله دهشت وقريب نطفى”.

وأثارت زيارة ليفي لمصراتة ومن بعدها ترهونة تحت حراسة أمنية مشددة، حالة رفض عارمة وسط الأوساط الليبية، ما جعل مسؤولي حكومة الوفاق غير الشرعية يتنصلون منها؛ وعلى رأسهم وزير داخلية الوفاق فتحي باشاغا؛ حيث شدد على أنه لا علاقة لحكومته بهذه الزيارة، مؤكدًا أن أي زيارة لشخصية صحفية دون دعوة رسمية من الحكومة الليبية لا تحمل أي مدلول سياسي يمثل الوفاق.

وتأتي زيارة المفكر الصهيوني، في غضون المساعي الإقليمية والدولية التي تُبذل للوصول إلى تسوية دبلوماسية وسياسية للأزمة الليبية المتفاقمة، لتؤكد استمرار مخطط الفوضى والتقسيم بالمنطقة كلها، لاسيما أنه ليس في الواقع سوى سفير غير معلن لمشاريع دولية وإقليمية، لا يزال سعيُها حثيثا لتنفيذ أجندة تقسيم الوحدة الترابية لليبيا وتلغيم المنطقة لاستهداف باقي أركانها.

كما يطرح توقيت الزيارة السريّة لبرنارد ليفي إلى مصراتة تساؤلات عدة تؤكد المهمة الخطيرة لهذا المجرم الحربي الذي يحمل لقب الفيلسوف المفكر، فهي تأتي بعد أيام قليلة من اتفاق الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، عبر مكالمة هاتفية، على مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين كفاعلين أساسيين في المنطقة، وإطلاق عدد من المبادرات الرامية إلى ترقية الحلول السياسية للأزمات السائدة هناك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى