مُدافعًا عنها.. المشري يتراجع عن مطالب التحقيق في زيارة الصهيوني ليفي
أوج – طرابلس
واصل رئيس المجلس الأعلى للإخوان المسلمين “الدولة الاستشاري” خالد المشري، لليوم الثاني على التوالي، تعقيبه على زيارة الصهيوني الفرنسي برنارد ليفي، المثيرة للجدل إلى ليبيا، فبعد أن أبدى استغرابه من هذه الزيارة في البداية، ومطالبته للجهات المعنية التحقيق في سببها والجهة الداعية لها، تراجع مدافعًا عنها، ومبررًا الحماية التي تم توفيرها لصديقهم الصهيوني، ما يعكس مدى حالة “الشيزوفرينيا”، التي يتمتع بها المشري.
وقال “المشري” في تدوينة له، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، اليوم الأحد، رصدتها “أوج”: “يقع على عاتق وزارة الداخلية حماية أي شخصية ليبية أو غير ليبية داخل حدود الوطن بغض النظر عن الاختلاف السياسي بينها وبين الحكومة إذا كانت شخصية ليبية، وبغض النظر عمن دعاها لزيارة ليبيا إذا كانت شخصية أجنبية، رفُعت الأقلام وجفت الصحف”.
https://www.facebook.com/635598536928037/posts/915208798967008/
وكان “المشري” استنكر أمس السبت، في بيانٍ لمكتبه الإعلامي، طالعته “أوج”، دخول “ليفي” مصراتة في ظل الموقف الفرنسي الداعم لمن وصفه بـ”مجرم الحرب حفتر”، وطالب الجهات المعنية التحقيق في سبب الزيارة والجهة الداعية لها.
وفي وقت سابق، نشر الصهيوني ليفي “عراب نكبة فبراير”، صور له، عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أثناء تواجده بمدينة ترهونة.
وعلق “ليفي” على تغريدته، رصدتها وترجمتها “أوج”، أنه كان متواجدًا بمدينة ترهونة، أمس السبت، مضيفًا: هنا تم العثور على 47 جثة، بينهم أطفال، أيديهم مشدودة في الظهر، قتُلوا على يد أتباع القذافي وحفتر، أعبر عن حزني وغضبي وتضامني مع ترهونة”، حسب قوله.
ونشر ليفي صورة أخرى، وهو تحت حراسة ميليشيات حكومة الوفاق غير الشرعية، قائلاً: “بعد تقريري عن المقابر الجماعية، هؤلاء هم الشرطة الليبية الحقيقية التي تحمي الصحافة الحرة، تختلف كثيرًا عن البلطجية الذين حاولوا منع موكبي في طريق عودتي إلى مصراتة”.
وبهذه الصور ينفي “ليفي” مزاعم إعلام ميليشيات حكومة الوفاق غير الشرعية، بشأن منعه من زيارة مدينة ترهونة، مؤكدًا بذلك أنه زارها بالفعل ووقف على قبور لأشخاص قتلهم من أسماهم بـ”أتباع القذافي وحفتر”.
وأثارت زيارة “ليفي” لمصراتة ومن بعدها ترهونة تحت حراسة أمنية مشددة، حالة رفض عارمة وسط الأوساط الليبية، ما جعل مسؤولي حكومة الوفاق غير الشرعية تتنصل منها؛ وعلى رأسهم وزير داخلية الوفاق فتحي باشاغا؛ حيث أكد لا علاقة لحكومته بهذه الزيارة، مؤكدًا أن أي زيارة لشخصية صحفية دون دعوة رسمية من الحكومة الليبية لا تحمل أي مدلول سياسي يمثل الوفاق.
وتأتي زيارة المفكر الصهيوني، في غضون المساعي الإقليمية والدولية التي تُبذل للوصول إلى تسوية دبلوماسية وسياسية للأزمة الليبية المتفاقمة، لتؤكد استمرار مخطط الفوضى والتقسيم بالمنطقة كلها، لاسيما أنه ليس في الواقع سوى سفير غير معلن لمشاريع دولية وإقليمية، لا يزال سعيُها حثيثا لتنفيذ أجندة تقسيم الوحدة الترابية لليبيا وتلغيم المنطقة لاستهداف باقي أركانها.
كما يطرح توقيت الزيارة السريّة لبرنارد ليفي إلى مصراتة تساؤلات عدة تؤكد المهمة الخطيرة لهذا المجرم الحربي الذي يحمل لقب الفيلسوف المفكر، فهي تأتي بعد أيام قليلة من اتفاق الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، عبر مكالمة هاتفية، على مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين كفاعلين أساسيين في المنطقة، وإطلاق عدد من المبادرات الرامية إلى ترقية الحلول السياسية للأزمات السائدة هناك