بعد تصريحات ماكرون.. تركيا: سنواصل دعمنا للوفاق وحماية حقوقنا شرق المتوسط
أوج – أنقرة
بحث مجلس الأمن والسياسة الخارجية في الرئاسة التركية، اليوم الخميس، قضايا تتعلق بالتطورات الأخيرة في ليبيا وشرق المتوسط وأبعادها الإقليمية والعالمية، مؤكدا مواصلة تركيا دعم حكومة الوفاق غير الشرعية.
وزعم المجلس، في اجتماعه الأسبوعي برئاسة إبراهيم قالن، نائب رئيس المجلس والمتحدث باسم الرئاسة التركية، نقلته وكالة “الأناضول” التركية، طالعته “أوج”، رغبة تركيا في إحلال السلام والتقاسم العادل للموارد في شرقي المتوسط، بدل الصراع والتوتر، مؤكدًا حماية تركيا لحقوقها ومصالحها في شرق المتوسط بكل حزم.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أكد خلال لقائه بنظيره القبرصي نيكوس أناستاسيادس، في الإليزيه، اليوم الخميس، على رفض بلاده لانتهاك قرار حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا، في إشارة إلى تركيا التي لا تتوقف عن ذلك الأمر.
وأشار ماكرون، في تصريحات نقلتها صحيفة “لو فيجارو” الفرنسية، طالعتها وترجمتها “أوج”، إلى ضرورة تطبيق العقوبات على منتهكي حظر قرار توريد الأسلحة إلى ليبيا؛ من أجل الوصول إلى وقف إطلاق النار، وبدء التسوية السياسية للأزمة الليبية.
كما ندد بانتهاك السيادة اليونانية والقبرصية من قبل تركيا في شرق البحر المتوسط، على خلفية تجدد التوتر بين أثينا وأنقرة، قائلا: “أود أن أكرر مرة أخرى تضامن فرنسا الكامل مع قبرص واليونان في مواجهة انتهاكات سيادتهما من قبل تركيا”.
وأضاف: “لا يجوز انتهاك أو تهديد المساحة البحرية لدولة عضو في الاتحاد الأوروبي”، مُشددًا في ختام حديثه على ضرورة معاقبة من يساهم في تهديد دول الاتحاد.
وكان الرئيس الفرنسي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، تابعته “أوج”، قال إن تركيا لم تحترم أي التزام قطعته في مؤتمر برلين، الذي عُقد في شهر آي النار/يناير الماضي، بشأن الأزمة الليبية، مؤكدًا أن فرنسا لا تدعم خليفة حفتر وأن بلاده تهدف للتوصل لحل سياسي في ليبيا.
وذكر أن تركيا باتت أكبر متدخل في شأن ليبيا في الوقت الراهن، موضحا أنها زادت من حضورها العسكري في ليبيا بعد مؤتمر برلين، كما أرسلت إرهابيين ومرتزقة إلى ليبيا، مُبينًا أن سلوك أنقرة يلقي بمسؤولية جنائية وتاريخية على حلف شمال الأطلسي “الناتو” الذي يجب أن يتعامل مع هذا الوضع.
وأدان ماكرون، بشدة، التدخل التركي في ليبيا، لافتًا إلى أنه كان ينُتظر منها أشياء أخرى، وليس من روسيا، لأنها عضو في حلف الناتو، مُطالبًا أنقرة بتوضيح سياستها في الشأن الليبي، خاصة مع تأكيدها إرسال سفن حربية وقوات عسكرية إلى ليبيا.
وفي ختام كلمته، شدد الرئيس الفرنسي، أن السياسة التركية في ليبيا غير مقبولة لأنها تهديد لإفريقيا، ولاسيما أصدقاء فرنسا في تونس والنيجر ومصر، كما أنها تهديد لأوروبا، خاصة لجهة إرسال إرهابيين إلى هذه الدولة الأفريقية العربية.
وتثير التدخلات التركية وعمليات نقل المرتزقة السوريين والأسلحة إلى ليبيا تحت إشراف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حفيظة المجتمع الدولي وتنديداته المتكررة، وخاصة الدول التي تمثل تلك العمليات خطورة على أمنها القومي مثل مصر ودول شرق المتوسط.