اشتعل الصراع على السلطة في تونس، وصلت الأمور للمواجهة بين فريقين، فريق يترأسه الرئيس التونسي قيس بن سعيد، ويرى أن حكومة السراج غير الشرعية، حكومة مؤقتة انتهت شرعيتها، وآن الآوان لاستبدالها. ويؤيده في ذلك تيار من البرلمان، تتزعمه النائبة عبير موسى.
وفريق آخر يتزعمه راشد الغنوشي رئيس البرلمان، زعيم حركة النهضة الإخوانية، يرى أن حكومة السراج هى الشرعية الوحيدة في ليبيا.
من هنا اندلع الصدام، والذي بدأ قبل أشهر قليلة، عندما تنبهت العديد من الأحزاب التونسية وفي مقدمتها الحزب الدستورى الحر، بزعامة عبير موسى، إلى خطورة الأوضاع في ليبيا، وخطورة الدور الذي تقوم به حركة النهضة وبدأ التصدي لها.
الرئيس قيس بن سعيد، في بدايات رؤاه السياسية نحو ليبيا كان يرى حكومة السراج “شرعية”، وهناك ضرورة لوقف الحرب وآلة الصراع ودعم الحوار السياسي بين الليبيين. لكن بمواقف النهضة التي تؤيد بشكل سافر، يتخطى حدود الدولة التونسية حكومة السراج في ليبيا، رأي سعيد أن الغنوشي ينافسه في سلطاته، وزاد الأمر سوءا عندما خرج الغنوشي، عن كل مقتضيات اللياقة السياسية، وهنأ حكومة السراج بالانتصار في معركة طرابلس، وهو مالم يصدر عن الرئاسة التونسية أو وزارة الخارجية.
وتعالت الأسئلة من يحكم تونس ومن يوجه سياستها الخارجية؟
واشتد أوار المعركة، بعدما أعلن قيس سعيّد، أنه لن يقبل بأن تكون تونس مرتعًا للإرهابيين، مشددا على أنه
أنه لن يكون في تونس عملاء يتآمرون مع الخارج ويهيئون الظروف، للخروج عن الشرعية وهو قصف مباشر لحركة النهضة. مضيفا أن من يتأمر على تونس ليس له مكان فيها.
في نفس السياق قالت، عبير موسي، رئيسة الحزب الدستوري الحر، إن استمرار راشد الغنوشي على رأس البرلمان خطر على تونس، وأن برلمان تونس أصبح حاضنة للإرهاب، فيما أرجأ مكتب مجلس النواب التونسي، الاجتماع المخصص للنظر في سحب الثقة من رئيس البرلمان الغنوشي الى يوم غدٍ الخميس 23 يوليو.
وحذرت الكتلة الديمقراطية في البرلمان، من خطورة الانزلاق نحو مربع العنف، وحملت الغنوشي وكتلتي “الدستوري الحر” و”الكرامة” مسؤولية تعطيل أعمال البرلمان.
وحذر الناطق باسم حزب التيار الشعبي، محسن النابتي، من التداعيات، قائلا إن جماعة الإخوان في تونس يؤمنون بالديمقراطية من جانب واحد، وفي حال تعرض مصالحهم للضرر سيفجرون الدولة من الداخل.
وهو ما حدث بالفعل، وأكد الناطق الرسمي باسم حركة النهضة، عماد الخميري، أنه لن يكون هناك استقرار في تونس دون حكومة تكون فيها النهضة.
ارتفاع رأس الغنوشي، بسياسة علنية خارجية معارضة، لقيس سعيد، وهى من صلب اختصاصاته كرئيس للدولة، أشعل الصراع في تونس والأمور على الحافة.