بعد عودته لطرابلس.. باشاغا يحذف تغريدة كتبها من أنقرة هاجم فيها الجيش المصري
أوج – طرابلس
تراجع وزير الداخلية، بحكومة الوفاق غير الشرعية فتحي باشاغا، خطوة للوراء؛ بعدما غرّد مهاجمًا الجيش المصري، عقب تفويضه من قبل برلمان بلاده بالتدخل العسكري في ليبيا.
وسرعان ما حذف باشاغا، ما قاله، وتضمنت كلماته المحذوفة: “نعتبر أية قوات أجنبية داخل حدودنا هي قوات معادية، ونعلن بأننا لن نتردد في الدفاع عن سيادة أمتنا، وأمنها، وحريتها”.
الغريب في موقف باشاغا، أنه غرد بالهجوم على الجيش المصري عندما كان في زيارة رسمية إلى تركيا أمس الثلاثاء، لكنه حذفها عندما عاد إلى ليبيا، ليبدو أن الأمر كان استرضاء للنظام التركي أكبر داعمي ومساندي حكومته.
وتعد هذه أول مرة يهاجم فيها فتحي باشاغا، مصر، حيث كان قبل زيارته الأخرة لتركيا، يتودد للقاهرة، ودورها في إنهاء الانقسامات داخل ليبيا، وقال في تصريحات لوكالة “بلومبرج” الأمريكية، الشهر الماضي، إن مصر بإمكانها أن تلعب دورًا في المساعدة على إنهاء الانقسامات في ليبيا.
وفي ذات السياق، استنكر المستشار السابق للمجلس الأعلى للإخوان المسلمين “الدولة الاستشاري”، أشرف الشح، حذف باشاغا لتغريدته التي هاجم فيها مصر.
وأعاد الشح، نشر تغريدة باشاغا المحذوفة، عبر حسابه بـ”تويتر”، متسائلاً: ” لماذا قام وزير الداخلية بحذف هذه التغريدة بعد نشرها؟، لماذا هذا التردد في اتخاذ المواقف”.
وكان وزير الداخلية بحكومة الوفاق غير الشرعية، فتحي باشاغا، هاجم أمس الثلاثاء، الدول التي تواصل تقديم دعمها لـ “خليفة حفتر”، معتبرًا أنهم يراهنون على مشروع عسكري فاشل لن يقبل به الليبيون أبدًا.
ويأتي هجوم باشاغا، بعد ساعات من زيارته لأنقرة واجتماعه بوزيري دفاع تركيا وقطر خلوصي أكار، وخالد بن محمد العطية، ونظيره المالطي بويرون كاميلاري، حيث علق باشاغا على اللقاء قائلاً: “التقينا لتعزيز التعاون المشترك بين دولنا، ورفع قدراتنا، ودعم الأمن والاستقرار في ليبيا والمنطقة”، مضيفًا: “عملنا هو لأجل كل الليبيين، لأجل ليبيا واحدة موحدة وقوية”.
وتشهد الساحة الليبية أحداثا متسارعة وتطورات يومية منذ سيطرة مليشيات حكومة الوفاق غير الشرعية على الحدود الإدارية للعاصمة طرابلس والمنطقة الغربية بالكامل، واتجهت حاليا نحو سرت في سبيل الوصول إلى منطقة الهلال النفطي، وتحشد قواتها حاليا تمهيدا لدخول المنطقة الاستراتيجية والتي تعد أحد أهم المطامع التركية في ليبيا.
وتسير الأوضاع الليبية نحو التصعيد بشكل أكبر بعد موافقة البرلمان المصري، على إرسال عناصر من قواته المسلحة في مهام قتالية خارج حدود بلاده، للدفاع عن الأمن القومي المصري في الاتجاه الاستراتيجي الغربي ضد أعمال الميلشيات الإجرامية المسلحة والعناصر الإرهابية الأجنبية إلى حين انتهاء مهمة القوات.
وجاءت موافقة البرلمان المصري، عقب عقد جلسة سرية لنظر الموافقة على إرسال بعض عناصر من القوات المسلحة المصرية في مهام قتالية إلى ليبيا، بالتزامن مع تهديدات للأمن القومي المصري جراء اقتراب عناصر الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق المدعومة تركيًا بالمرتزقة السوريين والعتاد، مما أسماه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خط “سرت – الجفرة”.