تزايد المعارضة التركية ضد أردوغان في ليبيا.. داوود أوغلو انسحب قبل الصدام مع مصر
وسط كل الأصوات التي تنتقد التدخل التركي السافر في ليبيا، تبقى المعارضة التركية لأردوغان ذات قوة خاصة. فهى ليست فقط من داخل أنقرة، وتعرف حدود تركيا وإمكانياتها، ولكنها الأقرب إلى الشعب التركي الذي يشعر بفداحة القرارات الخطأ لأردوغان وخصوصا في ليبيا.
وفي أقوى نقد لسياساته، دعا رئيس حزب المستقبل التركي، أحمد داوود أوغلو، رئيس الوزراء السابق أردوغان إلى الجلوس والحديث مع مصر حول المسألة الليبية. قائلا بوضوح: إن أي مواجهة بين مصر وتركيا في ليبيا لن تكون في صالح تركيا. منوهاً بضرورة أن تحسن تركيا العلاقات مع تونس والجزائر. وتحافظ على علاقاتها الغربية التي تأزمت بسبب ليبيا.
في سياق آخر، قال داوود اوغلو لقد طرودني من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، لأني قلت الحقيقة ودعوت إلى دولة جديدة، كما انتقدت قيام أردوغان بتحويل العدالة والتنمية إلى حزب عائلي. يأتي هذا وسط تراجع مستمر لشعبية أردوغان وحزبه، بالتزامن مع انتقادات حادة شنها معارضون أتراك ضد سياسة أردوغان، واتهموه بقمع كل صوت يخالفه الرأي وضرب النقابات.
وقال الصحفي التركي والنائب عن حزب “الشعب الجمهوري” المعارض مصطفى بالباي، إن أردوغان يخطئ باستمرار لدرجة أنه يحاول التستر على أخطائه بجرائم أكبر.
فيما قال هشيار أوزسوي، النائب في البرلمان، المتحدث باسم حزب الشعوب الديمقراطي، إن حزبنا صوّت في البرلمان ضد إرسال عناصر الجيش التركي إلى ليبيا ويرفض التدخل العسكري، باعتباره لا يساعد في بناء السلام وإنما يزيد من حدّة المعارك والخلافات السياسية.
مؤكدا أن تركيا لا يمكن أن تلعب دوراً فاعلاً في إيجاد حلٍ سلمي للنزاع الليبي، لكنها للأسف تركز بشكلٍ أساسي على هدفٍ وحيد، وهو فرض هيمنتها الإقليمية في ليبيا وتسعى للتصعيد العسكري.
وفضح أونال تشيفيكوز، موقف أردوغان من معارضي تدخله السافر في ليبيا بالقول، لا يمكننا أن نعارض أردوغان بقوّة في ليبيا، لأنه بكل سهولة يتهمنا بالإرهاب والخيانة تجاه كل من يتكلم في هذه القضية.
مأزق أردوغان في ليبيا أكبر مما هو متوقع والأتراك قبل غيرهم يعرفون أن ليبيا ستكون نهايته.