محلي

بعد تهديد الوفاق باقتحام سرت.. الجامعة العربية: الأوضاع الميدانية في ليبيا تنذر بمواجهة وشيكة

أوج – القاهرة

وصف الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، الوضع في ليبيا بالخطير الذي يتجه نحو التدهور الميداني، في اتجاه لصدام على الأرض، خاصة بعد تهديد قوات حكومة الوفاق غير الشرعية المدعومة من تركيا باقتحام مدينة سرت، ما ينذر بأن هناك مواجهة وشيكة.

وأعرب زكي، في حوار مع “العين الإخبارية”، طالعته “أوج”، عن رفضه لإرسال السلاح والمرتزقة والإرهابيين إلى ليبيا، واصفا الأمر بـ”مستهجن، ولا يمكن القبول به”؛ لأن مثل هذه الأفعال تذكي نار الخلاف والصدام المسلح، وتجعل من الحل العسكري إمكانية ماثلة في الأذهان لدى قطاع من الأطراف الليبية المتحاربة.

واعتبر أن التهديدات التى تمثلها تركيا للشئون العربية عموما تتوازى فى مخاطرها مع التدخلات الإيرانية، قائلا: “أنقرة وطهران لديهما الأسلوب نفسه المؤسف في الانقضاض على دول عربية فقدت قدرتها على أن تتوحد، وتعاني من بؤر أزمات كبرى، وأطراف مؤثرة على الساحة الداخلية خارج سيطرة الدولة، وذلك لتحقيق أغراضهما الإقليمية”.

وحول تحرك الجامعة العربية ضد التدخلات التركية، قال: “هناك قرارات واضحة من الجامعة فيما يتعلق بالتدخلات التركية، وكذلك في الشئون الداخلية العربية الأخرى”، مضيفا: “في الربيع/ مارس الماضي أصدرت الجامعة قرارًا يحمل فقرات واضحة تخص ليبيا وسوريا والعراق”.

وفيما يخص تعامل الجامعة العربية مع الملف الليبي، ذكر: “لم تتحدث الجامعة عن التدخل التركى فحسب، بل عن كل التدخلات الأجنبية الأخرى، باعتبارها أمرًا لا يساعد الليبيين على الوصول إلى التسوية المناسبة”، متابعا: “نحن مستمرون فى تشجيع الليبيين على الجلوس سويا لحل خلافاتهم؛ لأنه فى النهاية لا يوجد حل سوف يفرض عليهم من الخارج”.

وأكد أن أي حل للأزمة الليبية لابد أن يكون في المقام الأول حلا ليبيًا خالصًا، ويمكن أن تدعم القوى الإقليمية والدولية لاحقا هذا المسار الوحيد لإنهاء الأزمة”، مختتما بقوله: “الجامعة تسعى لتجنيب ليبيا المصير السوري”.

وتعمل قوات حكومة الوفاق المدعومة من تركيا بالأسلحة والمرتزقة، منذ فترة على التحشيد العسكري في جبهة سرت؛ تمهيدا لاقتحامها في أي وقت، ووضع يدها الحقول النفطية الموجودة في المنطقة الاستراتيجية.

ومن جهته، نفى الناطق باسم عملية الكرامة، أحمد المسماري، أمس الخميس، توقيع الجيش على أي اتفاق للانسحاب من مدينة سرت، مؤكدًا جاهزية الجيش لصد أي هجوم تركي على الجفرة وسرت.

وقال المسماري في تصريحات لوكالة “سبوتنيك” الروسية، طالعتها “أوج”: “القيادة العامة للجيش الوطني الليبي لن تخذل شهداءها والشعب الليبي، وقوات الجيش الوطني الليبي وجميع الوحدات العسكرية على جاهزية كاملة لصد أي هجوم من قبل الأتراك وحلفائهم”

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكد أمس الخميس، أن الجيش المصري قادر على تغيير المشهد العسكري في ليبيا سريعًا، لافتًا في الوقت ذاته إلى أن الهدف الأساسي للجهود المصرية تجاه ليبيا هو تفعيل الإرادة الحرة للشعب الليبي.

وأوضح السيسي، عقب اجتماعه بممثلين عن شيوخ وقبائل ليبيين، أن “مصر تمتلك أقوى جيش في المنطقة وقارة إفريقيا، وقادرة على تغيير المشهد العسكري بشكل سريع وحاسم في ليبيا حال رغبت في ذلك”، موضحًا “هذا الجيش رشيد لا يعتدي ولا يغزو وإذا أردنا اتخاذ إجراء سنلجأ للبرلمان المصري للموافقة”.

وأشار إلى أن مصر لا تريد إلا وحدة واستقرار ليبيا، محذرًا من خطر المليشيات المسلحة التي رأت القاهرة من قبل تأثيرها على أمن المجتمع المصري واستقرار الدولة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى