وسط الصراع الضاري الذي تشهده ليبيا، مع تزايد التدخل التركي السافر في القضية الليبية يبقى الموقف الأمريكي، هو الأسوأ على الاطلاق، ليس فقط لأنه غير واضح على الإطلاق كما يقول مراقبين، ولكن لأنه يلعب على نقطتين في غاية الأهمية، أولهما تعزيز التقسيم في ليبيا وتمكين المتطرفين وتنظيم الإخوان من مقدرات ليبيا، ويأتي في عمومه مؤيدًا بشكل تام للتدخل التركي.
وفي الوقت، الذي وجهت فيه واشنطن انتقادًا خجولا وقالت، الخارجية الأمريكية في بيان: إن تركيا أقحمت نفسها بليبيا وهى تستعد للتقدم نحو سرت، قائلة إنها طلبت من جميع الأطراف في ليبيا وقف تأجيج الصراع، واحترام حظر تصدير السلاح، فإنها لم تتخذ موقفا حاسمًا على الأرض. لم تظهر لأردوغان الضوء الأخضر بالتقدم، ولا الضوء الأحمر بالتوقف نهائيًا عما يفعله.
يأتي هذا فيما واصل المحتل التركي، تعزيز قواته في محيط سرت، وكشف مصدر بقوات الشعب المسلح، أن تركيا قامت بحشد حوالى 10 آلاف من المرتزقة بمحيط سرت، وإنها قد تغامر فى الهجوم على سرت والجفرة. كما أن الطيران التركى المسّير، استهدف خطوط نقل المياه بالنهر الصناعى العظيم.
وكانت أطرافٍ عدة، في مقدمتها الحكومة الإيطالية قبل فترة، طالبت الإدارة الأمريكية باتخاذ موقف أكثر فعالية في ليبيا.
وأصدر موقع “بريكينج ديفينس”الأمريكي المتخصص في القضايا العسكرية والجيواستراتيجية، تقريراً يوصي واشنطن بضرورة صياغة موقف مباشر من الأزمة الليبية المحتدمة، لما تحوزه طرابلس من أهمية لواشنطن من جهة، ووقف الدور التركي السافر المتعاظم من جهة أخرى، خصوصا وانه يفاقم من حدة الصراع الإقليمي، والحروب بالوكالة في سبيل الحصول على النفط والغاز.
وقال د. مصطفى الفيتوري، أنه بعد التجربة الأمريكية الفاشلة في سوريا للوقوف أمام روسيا، تأتي ليبيا كميدان آخر، ومع احتفاظ واشنطن بموقفها المعلن، بالاعتراف بحكومة السراج غير الشرعية، يبدو أنها في الآونة الأخيرة، تفضل دعم المحتل التركي والصمت تجاه تدخلاته، وهو في النهاية، ما يحقق أهدافها أمام روسيا وأمام بعض حلفائها الأوروبيين.
في نفس الوقت، فإن موقف السفارة الأمريكية في الاتفاق الفاشل، لفتح حقول النفط واقتسام إيراداته على ممثلين لثلاثة أقاليم، يفضح التوجه الأمريكي لتقسيم ليبيا.
واشنطن على مدى عقود حاربت القائد الشهيد، وتصدت لمشروعه وللدولة في ليبيا، واليوم باستراتيجية خبيثة تعمل على التقسيم وتوطين المتطرفين.