السيسي: لن نقف مكتوفي الأيدي أمام تجاوز محيط سرت ولا توجد أي مواقف مناوئة لنا تجاه حكومة المنطقة الغربية 16 يوليو، 2020
أوج – القاهرة
رأى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن حالة الانقسام السياسي الراهنة في ليبيا، ومواصلة الحروب، لن تؤدي إلا إلى نتائج لا يُحمد عقباها، مُشددًا على ضرورة التركيز على مسار التنمية والبناء، خاصة في ظل معاناة الشعب الليبي، من ويلات الحروب على مدار السنوات السابقة.
وأكد السيسي، في كلمة له خلال مؤتمر مشايخ وأعيان ليبيا، اليوم الخميس، تابعتها “أوج”، رفض مصر للتدخلات الأجنبية في ليبيا، والتي تمتلك أجندات محددة تستهدف ضرب الاستقرار في ليبيا، وتطمع في ثروات وموارد الشعب الليبي”.
وشدد أن مصر لن تقبل سوى باستقرار ليبيا سياسيًا واجتماعيًا وأمنيًا وعسكريًا، مُتابعًا: “الخطوط الحمراء التي أعلنا عنها، هي بالأساس دعوة للسلام وإنهاء الصراع في ليبيا، ولكن لن نقف مكتوفي الأيدي في مواجهة أي تحركات تهدد أمننا القومي، على حدودنا الغربية، في ظل تزايد عمليات الحشد العسكري الراهن، في محيط سرت، ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام أي تجاوز لهذا الخط، ومصر قالت كلمتها بعد صمت 6 سنوات”.
وروى الرئيس المصري: “تحويل المنطقة الشرقية إلى منطقة غير مستقرة، أمر لن نسمح به، وبالرغم من قدرة مصر على تغيير المشهد العسكري بشكل سريع، وحاسم حال رغبتها في ذلك، ومصر لديها أقوى جيش في إفريقيا، وهذا الجيش رشيد ولا يعتدي على أحد، أو يقوم بعمليات غزو خارج أراضيه، ومصر كانت دومًا تصر على الحل السلمي من خلال دفع الأطراف الليبية للمفاوضات، ولا توجد أي مواقف مناوئة من جانب مصر، تجاه حكومة المنطقة الغربية، أو الشعب في طرابلس، وسبق استضافة أقطاب المنطقة الغربية عدة مرات في القاهرة، في محاولة للتوصل إلى صيغة تفاهم مشترك بين طرفي الصراع الليبي”.
واستدرك السيسي: “لقد أكدت مجمل التطورات منذ إعلان مبادرة القاهرة، عدم امتلاك أطراف النزاع، الإرادة السياسية، وإمكانية اتخاذ القرار لوقف إطلاق النار، واستئناف العملية السياسية، بعد سقوطه تحت سيطرت القوة الخارجية، التي توظفه لتحقيق أهدافها بعيدًا عن مصالح الشعب الليبي، وهويته العربية والإسلامية”.
وتطرق إلى تزايد النفوذ الخارجي على الأراضي الليبية، قائلاً: “استمرار نقل المرتزقة والمتطوعين من سوريا، تمهيدًا للسيطرة على مقدرات الشعب الليبي، خاصة من الثروة النفطية، أو لتشكيل قاعدة انطلاق لتهديد دول الجوار، وبات هذا الأمر يشكل تهديدًا قويًا على الأمن القومي العربي والدولي، وليس المصري والليبي فقط، وما يقتضيه ذلك من اتخاذ التدابير والإجراءات لإحباط هذه المخططات”.
وأكمل السيسي: “نرحب ببيان الأشقاء في مجلس النواب، يوم 13 ناصر/يوليو الجاري، الذي جاء معبرًا بقوة لمدى المخاطر والتهديدات التي بات من حق شعوبنا العمل على مجابهتها بكل قوة وحزم، خاصة مع محدودية الدور الذي يقوم به المجتمع الدولي، في هذا التوقيت، انتظارًا لما سيقوم به دفاعًا وحماية عن هويتنا وكرامتنا، ومقدراتنا، وطلب مجلس النواب، الجهة الشرعية الوحيدة المُنتخبة في ليبيا، من الجيش المصري، إذا اقتضى الأمر، التدخل لحماية السيادة الليبية، وتأمين مصالح الأمن القومي”.
ووجه رسالة إلى أعضاء مجلس النواب في طبرق،: “أشقاؤكم في مصر، مستعدون لاتخاذ كافة الإجراءات تحقيقًا للمصالح المشتركة في مجابهة هذه التهديدات، ونجاح مصر بالتعاون مع الجيش الوطني الليبي، وأي من الدول الشقيقة في تحقيق الأهداف المرجوة لن يتحقق، دون التكاتف والتعاون الكامل للقبائل الليبية”.
وفيما يخص دور القبائل اليبيية، قال: “لها دور في غاية الأهمية والخطورة، وهذا الدور يجب أن يشمل تحقيق التماسك والترابط بين القوى الوطنية الليبية لدعم القرارات السياسية والعسكرية والتصدي لأي مخططات للعمليات النفسية بأبعادها، والتعاون في توفير احتياجات القوات فضلاً عن امتداد هذا الدور لمخاطبة الرأي العام العالمي، بتأييد التدخل المصري، ورفض انتشار الميليشيات”.
واختتم: “القوات المصرية عندما تدخل ليبيا، سيكون شيوخ القبائل على رأس هذه القوات بالعلم الليبي، ولابد من وقف نقل المرتزقة والإرهابيين والضغط على الأطراف الرافضة لوقف إطلاق النار، والعودة لمسارات الحل السياسي، ومصر عازمة على تقديم الدعم الكامل للأشقاء في ليبيا، والقوات المصرية ستعمل خلف الجيش الليبي الوطني، وقبائل ليبيا ذات التاريخ الطويل والمضيء، والذي مثل طاقة نور في تاريخ المقاومة العربية ضد الاحتلال والظلام”.