سياسي أمريكي: الولايات المتحدة تستخدم تركيا لمواجهة تنامي النفوذ الروسي في ليبيا والشرق الأوسط
أوج – القاهرة
كشف الباحث والمحلل السياسي الأمريكي تيودور كاراسيك، عن تقارب بين الولايات المتحدة وتركيا فيما يخص الأزمة الليبية بهدف مواجهة تنامي النفوذ الروسي هناك.
وأشار كاراسيك، في تصريحات لصحيفة “نورث برس” السورية، طالعتها “أوج”، إلى وجود تيارين في الإدارة بواشنطن عموما لهما نظرتين مختلفتين عن الشكل الذي يجب أن تكون عليه العلاقة مع تركيا، أحدهما يريد ألا تتدمّر العلاقة الأمريكية التركية، ويراها مفيدة في إطار مواجهة تنامي النفوذ الروسي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأوضح أن التيار آخر منزعج جدا من تركيا وتصرفاتها بما في ذلك تصريحات رئيسها رجب طيب أردوغان الأخيرة حول تحويل متحف “آيا صوفيا” إلى مسجد، الأمر الذي يعقّد الأوضاع أكثر ويزيد من أعداء أردوغان في واشنطن، ويؤكد للمزيد من صناع الرأي الأمريكيين وجود قصور في السياسات الخارجية التركية.
ولفت المحلل الأمريكي إلى محاولة تركيا أن تستفيد من علاقاتها مع الولايات المتحدة وكونها عضو في حلف الناتو لتعرض نفسها كبديل أفضل للغرب من روسيا، إلا أن الأحداث حتى الآن توضح أن الحلف لا يثق بتركيا، وبدأ يدرك أن المصالح المشتركة مع تركيا تتضاءل كل يوم.
وفيما يخص الملف الليبي، أوضح أنه بخلاف البيانات الأمريكية العلنية التي تبدي بعض التضامن مع الموقف التركي وحلفاء أنقرة، لم تقدّم الولايات المتحدة شيئا لحليفها التركي على الرغم من امتلاك واشنطن أدوات كثير كان بإمكانها مساعدة تركيا من خلالها إلا أنها لم تفعل.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”، اتهمت أمس الأربعاء، القوات الروسية الخاصة “الفاجنر” الموجودين في ليبيا بزرع الألغام الأرضية والأجهزة المتفجرة داخل وحول العاصمة طرابلس.
وقال مركز القيادة الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم” في بيان، إن الأدلة المصوّرة المؤكدة تظهر قنابل مفخخة وحقول ألغام مزروعة بشكل عشوائي حول ضواحي طرابلس لمسافة تقارب الـ285 ميلاً شرقاً إلى مدينة سرت الساحلية منذ منتصف الصيف/ يونيو الماضي.
ودأبت تركيا على إرسال الأسلحة والمرتزقة السوريين إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية في حربها ضد قوات الشعب المسلح التي تسعى لتحرير العاصمة طرابلس من المليشيات والجماعات الإرهابية المسيطرة عليها.
وتستخدم أنقرة سفنًا عسكرية تابعة لها موجودة قبالة السواحل الليبية في هجومها الباغي على الأراضي الليبية بما يخدم أهدافها المشبوهة، والتي تساعدها في ذلك حكومة الوفاق غير الشرعية المسيطرة على طرابلس وتعيث فيها فسادًا.
كما تحظى المليشيات المسلحة في ليبيا بدعم عسكري من الحكومة التركية التي مولتها بأسلحة مطورة وطائرات مسيرة وكميات كبيرة من الذخائر، إضافة إلى ضباط أتراك لقيادة المعركة وإرسال الآلاف من المرتزقة السوريين للقتال إلى جانب المليشيات.