إقامة منطقة منزوعة السلاح .. صحيفة إيطالية تكشف خطة أمريكا لعودة إنتاج النفط الليبي
أوج – روما
كشفت صحيفة لا ستامبا الإيطالية خطة الولايات المتحدة حول التعامل مع أزمة إغلاق الحقول النفطية في ليبيا، موضحة أن واشنطن تسعى لإقامة منطقة منزوعة السلاح في الهلال النفطي، تمهيدا لعودة الإنتاج مرة أخرى.
وأكدت الصحيفة في تقرير لها، طالعته وترجمته “أوج”، أن الخطة الأمريكية لإقامة منطقة منزوعة السلاح في جنوب المنطقة الساحلية بين سرت وبنغازي، تعمل على تنفيذها واشنطن لمواجهة التواجد الروسي في المنطقة المتمثل في القوات الخاصة “الفاجنر”.
ووصفت الصحيفة اللعبة بالمعقدة، خصوصا بعد إغلاق الحقول النفطية مجددا وبشكل مفاجئ، حيث أكدت المؤسسة الوطنية للنفط، في 10 ناصر/ يوليو الجاري، رفع الحظر على صادرات النفط الخام، ما يسمح باستعادة جزئية أولية للإنتاج، لكن بعد 48 ساعة فقط، أعلن الناطق باسم عملية الكرامة أحمد المسماري، أن فتح الموانئ لنقل النفط الخام يقتصر على الكمية المخزنة فقط، دون إعادة الإنتاج.
وأشارت الصحيفة الإيطالية إلى امتعاض الولايات المتحدة من عملية إغلاق الحقول النفطية في ليبيا، لاسيما بعد تراجع الإنتاج من 1.2 مليون برميل يوميا إلى أقل من 80 ألف برميل، الأمر الذي تسبب في خسائر تجاوزت 6 مليارات دولار.
ونقلت الصحيفة عن الخبير في الديناميات الليبية والمستشار الاستراتيجي للشركات العالمية، دانييل روفينيتي، تأكيده بعدم وجود اتفاق بشأن توزيع عائدات النفط في ليبيا، مشيرا إلى إمكانية وضع الإيرادات في حساب طرف ثالث محظور لمدة أربعة أشهر على الأقل لمدة، وخلالها، يجب أن يتفق الطرفان على الأقاليم الثلاثة “طرابلس وبرقة وفزان”.
ولفت إلى تمسك خليفة حفتر بإدارة العائدات النفطية، فيما ترفض حكومة الوفاق غير الشرعية منح أموال النفط لحفتر من أجل تمويل الحرب، بينما تطالب تركيا قبل وقف إطلاق النار، بانسحابه من سرت والجفرة، مؤكدا أن التدخل الأمريكي بات ضروريًا.
وكانت قيادة قوات الكرامة، أعلنت السبت الماضي، استمرار إغلاق الموانئ والحقول النفطية لحين تنفيذ مطالب وأوامر الشعب الليبي بشأنها، زاعمة التزامها بذلك كونها المنوط بها حماية مقدرات الشعب، والمفوضة منه بذلك.
وأكدت قيادة الكرامة، في بيانٍ إعلامي نشره الناطق باسمها، طالعته “أوج”، استجابتها في إطار التعاون مع المجتمع الدولي والدول الصديقة والشقيقة لمطالب السماح لناقلة نفط واحدة بتحميل كمية مخزنة من النفط مُتعاقد عليها من قبل الإغلاق، مؤكدة أنها استجابت خشية على الصالح العام، وحتى لا تتأثر المنشآت النفطية بطول التخزين، مُراعية مصلحة الشعب الليبي أولاً وأخيرًا.
وأشارت إلى استعدادها التام للتعاون مع المجتمع الدولي وكل الشرفاء من أبناء الوطن بهذا الصدد، لافتة إلى حرصها على تلبية تطلعات الشعب، وتنفيذ أوامره دون سواه.
وطالبت قيادة الكرامة، بتحقيق المطالب العادلة للقبائل والشعب الليبي والتي حددها كشروط لإعادة فتح الموانئ والحقول النفطية، والمتمثلة في فتح حساب خاص بإحدى الدول تودع به عوائد النفط مع آلية واضحة للتوزيع العادل لهذه العوائد على كافة الشعب الليبي بكل مدن وأقاليم ليبيا وبضمانات دولية.