جاء الاعتداء الأخير، على منظومة النهر الصناعي العظيم في ليبيا، ليفجر الكثير من الأسئلة وسط الليبيين عن مدى الفوضى التي ضربت البلاد بعد نكبة 2011، والتي دفعت بعض الأطراف لاستهداف منظومة النهر الصناعي العظيم وحرمان طرابلس، والعديد من المدن الليبية من المياه.
والسؤال عما يمكن أن تؤول إليه الأحوال، في حال استمرت يد الميليشيات هى المسيطرة على ليبيا الفترة القادمة.
وكانت إدارة منظومة النهر الصناعي العظيم، أعلنت الاعتداء على 15 بئرا في الحقل الجنوبي للنهر، وتخريب معداتها، وأوضحت الإدارة، أنه ونتيجة لاستمرار تدهور الوضع الأمني بالحقول دون رادع، اعتدى خارجون عن القانون على الآبار بتخريب غرف التحكم وقطع الأسلاك، وشددت الإدارة، على كون منظومة النهرالصناعي العظيم جهة خدمية مدنية تخدم جميع الليبيين.
القضية ليست في الحادث الأخير، وقد تم إصلاح الأعطال، لكن هذه هى المرة العاشرة خلال أقل من عامين الذي يتعرض فيه جهاز النهر الصناعي العظيم للتخريب.
وخلال السنوات الماضية، تعرض النهر الصناعي العظيم لاعتدءات عدة، ووفق تقرير لـ “رويترز” فإن ما لايقل عن 101 بئرا من آباره تعرضت للتخريب.
لكن ما لايعرفه المخربون، عن النهر الصناعي العظيم، ومن يدفعونهم لذلك، أنه أحد الانجازات الكبرى للقائد الشهيد، معمر القذافي، وأنه حمى ليبيا من الجفاف والعطش وندرة سقوط الأمطار سنوات عديدة.
وقد صنف النهر الصناعي العظيم، كثامن العجائب في الدنيا، ومعجزة القرن العشرين بعد إنشائه.
تكلف النهر الصناعي العظيم في زمنه، نحو 30 مليار دولار، وأصبحت ليبيا من الدول الرائدة في العالم في الهندسة الهيدروليكية، وبفضل هذه المعجزة على أرضها، تنقل المياه الصالحة للشرب والري والسقاية من باطن الأرض في أقصى الجنوب إلى الشمال، عبر شبكة أنابيب ضخمة يصل طولها إلى نحو4000 كم، فيما يبلغ عدد الآبار المحفورة في محيطه نحو 1300 بئر.
الاعتداء على النهر الصناعي العظيم، جريمة شنعاء تقتضي تحركا عاجلا من كافة الجهات لوقف آلة الفوضى نحوه.