بعد طردهم عام 1970م.. دي مايو: نسعى لتعزيز تواجدنا العسكري في ليبيا
أوج – روما
يبدو أن إيطاليا تسعى لتعزيز تواجدها العسكري في ليبيا من جديد، بعد مرور عقود على إجلائهم وطردهم من البلاد، بفضل ثورة الفاتح وقائدها معمر القذافي، عام 1970م.
حيث دعا وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، لويجي دي مايو، اليوم الإثنين، إلى إقامة حوار مع جميع الأطراف في ليبيا، وتعزيز الحضور العسكري لبلاده هناك.
وزعم دي مايو، في مقابلة له، مع صحيفة “إل فوليو” الإيطالية، طالعتها “أوج”، أن هدفهم في ليبيا كان دائمًا هو إيجاد حل سياسي شامل لكل الأطراف الليبية، وإدانة اللجوء للحل العسكري، مُتابعًا: “لهذا السبب أجرينا حوارًا في الأشهر الأخيرة كأداة للمبادرة السياسية، وللقيام بذلك كان علينا إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع جميع الأطراف الليبية”.
واعتبر الوزير الإيطالي، أنه لا يجب الخلط بين ما سلف ذكره، وبين الإبقاء على موقف المسافة المتساوية مع جميع الأطراف، مُستدركًا: “فمن ناحية هناك من بدأ هجومًا كانت له عواقب وخيمة، ومن جهة أخرى هناك حكومة شرعية معترف بها من قبل الأمم المتحدة”.
ولفت دي مايو، إلى أن إيطاليا أكدت التزاماتها بالتعاون، كما في عملية إزالة الألغام التي يقوم بها الجنود الطليان، والتي تعني إنقاذ الأرواح، مُبينًا: “إنها مسألة تعزيز حضور موجود بالفعل، وجيشنا في ليبيا موجود من خلال مستشفى مصراتة الميداني”.
وتطرق دي مايو في حديثه، إلى تعزيز التعاون الإنمائي بمساعدة البلديات، والسماح للشركات الإيطالية، التي كانت تعمل في ليبيا بالعمل بأمان، مُعتبرًا أن الأولوية الآن هي العودة إلى التفاوض وإبرام وقف دائم لإطلاق النار.
واسترسل أنه للقيام بذلك، يجب على جميع الأطراف الليبية إظهار الاعتدال، كما أن الأمر ينطبق على جميع الجهات الفاعلة المشاركة في ليبيا، مستفيضًا: “اخترنا دائمًا إبقاء قناة اتصال مفتوحة مع جميع الجهات الليبية، لكن في الوقت نفسه، لم تتراجع علاقاتنا مع طرابلس أبدًا، حتى في أشد مراحل الأزمة حدة”.
ولفت الوزير الإيطالي إلى أن ذلك يتجلى من خلال استمرار السفارة الإيطالية، بالعمل في طرابلس، والتي كانت إشارة مهمة لدعم حكومة الوفاق في لحظة بالغة الصعوبة، مُبينًا: “كما استطعنا بفضل السفير بوتشينو إبقاء حوار حقيقي للتعاون والصداقة أيضًا”.
وفي ختام حديثه، قال دي مايو: “علاوة على ذلك، فسفارتنا موجودة لحماية أصولنا الجيواستراتيجية، ويجب أن نقول بوضوح إن مجموعة إيني موجودة هناك”.
وتحل يوم 7 التمور/أكتوبر من كل عام، ذكرى طرد بقايا الطليان الفاشست عن ليبيا عام 1970م، على يد القائد الشهيد معمر القذافي ورفاقه الضباط الوحدويون الأحرار.
وفي هذا اليوم، تم إجلاء 30 ألف مستوطن إيطالي عن ليبيا ممن قد تم توطينهم فيها بعد غزو إيطاليا لها في 11 التمور/أكتوبر 1911م، حيث يحتفل الليبيون في هذا اليوم بذكرى اقتلاع بقايا الطليان من أرض ليبيا وإقفال خماراتهم وملاهيهم الليلية ووقف إذﻻل الليبيين بجلدهم بالسياط لجمع الزيتون وتلميع أحذية المستعمرين.
وكان قد سبقه إجلاء القواعد والقوات البريطانية والأمريكية من أرض الوطن وبذلك أصبحت ليبيا خالية من الوجود الأجنبي الاستعماري، وفرضت سيادتها الكاملة على جميع أراضيها وأصبح هذا اليوم يعرف باسم (عيد الثأر)، فيه يتذكر الليبيون الجرائم التي ارتكبت من قبل الاستعمار الإيطالي ضدهم، والبطولات التي واجه بها الليبيون هذا الاستعمار الاستيطاني البغيض.
وفي 30 هانيبال/أغسطس 2008م وقع القائد الشهيد مع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني على معاهدة تعاون تاريخية في بنغازي، تقوم بموجبها إيطاليا بتعويضات قيمتها 5 مليارات دولار عن الأضرار التي لحقت بليبيا إبان حقبة الاستعمار الإيطالي الذي دام 3 عقود.
كما قدم رئيس الوزراء الايطالي برلسكوني اعتذار بلاده إيطاليا عن حقبة استعمارها لليبيا، وبمقابل ذلك فإن على ليبيا اتخاذ تدابير لمكافحة الهجرة غير الشرعية القادمة من شواطئها، وتعزيز الاستثمارات في الشركات الإيطالية.
وصادقت إيطاليا على المعاهدة في يوم 6 النوار/فبراير 2009م وليبيا يوم 2 الربيع/مارس خلال زيارة بيرلسكوني إلى طرابلس.