النار فوق ليبيا.. لا مفر من معركة “تحديد المصير” في سرت
لم تتقدم العملية السياسية في ليبيا قيد أنملة واحدة طوال الشهرين الماضيين، وبعد سقوط ترهونة ومن قبلها قاعدة عقبة بن نافع “الوطية” في يد المحتل التركي، والميليشيات التابعة لحكومة السراج غير الشرعية.
كان هناك تصور أن تشهد الفترة الماضية، حوارا سياسيا بين حكومة شرق البلاد وحكومة السراج غير الشرعية ولكن ما حدث هو العكس تمامًا، فقد زاد الحشد العسكري على الناحيتين لمعركة سرت- الجفرة.
من جانبه أكد المحتل التركي، دعمه التام لحكومة السراج غير الشرعية في اقتحام سرت، ووضع وزير الخارجية التركي، مولود أوغلو، ما أسماها بالشروط، للتراجع عن معركة سرت وانسحاب قوات الشعب المسلح من “سرت الساحلية و”الجفرة” وفقا لخطوط اتفاق الصخيرات، أما غير ذلك فتركيا داعمة للميليشيات.
في نفس السياق، قال آمر غرفة عمليات سرت والجفرة، التابعة لحكومة السراج غير الشرعية، إبراهيم بيت المال، إن السراج، وقادة عسكريين اتفقوا خلال اجتماع قبل ساعات، على زيادة الدعم الفني لمحاور القتال غرب سرت، وتحسين المنظومة الدفاعية بشكل أكبر وأوسع. وأضاف بيت المال، على صفحة غرفة عمليات سرت الجفرة بموقع فيسبوك، إن ذلك جاء بعد رصد تعزيزات عسكرية على الجهة المقابلة.
وأفادت مصادر، بوصول طائرتين لمطار مصراتة، خلال الساعات الماضية، قادمتين من تركيا، وعلى متنهما 356 مرتزقا من جنسيات عربية مختلفة، وبعدهما طائرة أخرى تحمل ما لايقل عن 126 مرتزق ووفق مواقع عدة، فالمحتل التركي نقل 1400 مرتزق من حلب وإدلب من سوريا، ينتمون إلى تنظميات متطرفة خلال الساعات الماضية استعدادا وتحشيدا لمعركة سرت.
يأتي هذا فيما أعلن الناطق باسم قوات الشعب المسلح “الجيش”، أحمد المسماري، أنهم جاهزون لصد أي هجوم لتركيا ومرتزقتها على سرت والجفرة، مشيرا إلى أن الأمن القومي الليبي يعد مرتبطا بشكل وثيق بالأمن القومي المصري.
وحذر وزير الخارجية المصري سامح شكري، من خطورة الوضع وقال، إن الوضع في ليبيا يمثل تهديدا خطيرا للاستقرار والأمن في جميع أنحاء المنطقة، مشيرا إلى أن الرؤى المتناقضة لمستقبل ليبيا وتطلعات الهيمنة الإقليمية، لبعض القوى الاجنبية أعاق جهود استعادة الأمن والازدهار في ليبيا.
وأكد الخبير الاستراتيجي، علاء عز الدين، في تصريحات، أن التدريبات والمناورات المصرية مستمرة على جميع المستويات، من الوحدات الصغيرة إلى الجيوش الميدانية، منذ أن وضعت أنقرة قدمها في ليبيا، وأضاف أن استمرار تركيا في حشد عناصر الميليشيات، بالقرب من سرت يدفع القوات المسلحة المصرية لرفع مستوى الاستعداد لأقصى درجة.
فيما كشفت تركيا عن مناورات بحرية مرتقبة، لم يتحدد موعدها ستجرى قبالة الساحل الليبي في 3 مناطق مختلفة. وسيتم تسمية كل واحدة من هذه العمليات على اسم القراصنة الأتراك المشهورين في العصور الوسطى والقادة البحريين، بربروسا وتورغوت ريس وتشاكا بي.
ومن المتوقع أن تشارك فيها،17 طائرة حربية و 8 سفن بحرية، مما يوحي بقدرة أنقرة على السيطرة على المنطقة من الجو والبحر. وفي ظل هذه الأجواء لا يمكن ان يقلل أحد من إمكانية مشاركة قوات فرنسية أو ايطالية في المعركة خصوصا وأن الساعات الماضية، شهدت تصريحا مثيرا من
وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورانس بارلي، تعلن نشر قوات أوروبية في مالي للتصدي للإرهاب. وعلى كل حال فإن هذه القوات ستكون بالقرب من ليبيا ويمكن بالطبع استخدامها.
وإزاء الوضع المتفجر في ليبيا، فإن معركة سرت- الجفرة ستندلع لا محالة، والسؤال لم يعد كيفية تفاديها فقد مر هذا الوقت، ولكن السؤال كيف سيكون وقع هذه المعركة على الليبيين البسطاء؟ وكيف سيكون مدى التدمير والدمار الناتج عنها؟
والأهم ما مستقبل لييا بعد معركة سرت ومستقبل اللاعبين الأجانب فوق أرضها الطاهرة.