أوج – الجزائر
اعتبر عضو مجلس الأمة الجزائري، عبد الكريم قريشي، أن الاتجاه الإيطالي الجزائري لترسيم الحدود البحرية بينهما خطوة منطقية في الوقت الراهن.
وأرجع عبد الكريم، في تصريحات لوكالة سبوتنيك الروسية، طالعتها “أوج”، أهمية خطوة الترسيم إلى أنها تأتي في ظل مساعي العديد من الدول لترسيم حدودها البحرية حتى لا تحدث خلافات غير منتظرة في المستقبل قد تؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها.
وأضاف أن الجزائر باعتبارها دولة مسالمة فهي حريصة على أن تبقى علاقاتها مع كافة دول الجوار مبنية على أساس الاحترام المتبادل وحسن الجوار.
وشدد على أن ترسيم الحدود يمكن الدول من استثمار ما تحتويه أعماق البحار من ثروات طبيعية تستخدم لتطوير اقتصاد الدول في الوقت الراهن.
وأعلنت إيطاليا، الخميس الماضي، توصلها إلى اتفاق مع الجزائر لإطلاق مفاوضات حول ترسيم الحدود بين البلدين.
وتأتي الخطوة الجزائرية الإيطالية تالية لاتفاقية “مشبوهة” أبرمت بين حكومة الوفاق غير الشرعية وتركيا في 27 الحرث/نوفمبر الماضي، حيث قوبلت برفض شعبي وإقليمي ودولي واسع بسبب انتهاك حقوق دول في البحر الأبيض المتوسط.
وتتمحور مذكرتي التفاهم الأمني والبحري بين حكومة غير الشرعية، برئاسة فائز السراج، والنظام التركي بقيادة رجب طيب أردوغان، حول السيطرة على الموارد الليبية، وبالتحديد النفط، خصوصا أن أنقرة تشهد حالة من الضعف الاقتصادي، لاسيما بعد العقوبات الأمريكية، فتحاول تعويض خسائرها من البوابة الليبية.
وفي الوقت الذي تحاول تركيا إنعاش اقتصادها المتداعى بتحقيق أقصى استفادة من الاتفاق المزعوم، يعيش الليبيون حالة صعبة بسبب الحرب الدائرة التي تشعلها حكومة الوفاق وتُفرغ خزائنها على رواتب المرتزقة والميليشيات التي تستخدمها في إذكاء الصراع كمحاولة بائسة للحفاظ على كراسيها التي أصبحت تتهاوى وتذروها الرياح.
الأوضاع الاقتصادية الليبية البائسة لم تتوقف عند نار الحرب الدائرة، بل ترتب عليها أوضاع قاسية مثل غياب السيولة في المصارف والبنوك، فضلا عن تراكم القمامة، وبالتالي انتشار الأمراض المعدية، على رأسها الليشمانيا، التي تنتشر بين الليبيين كالنار في الهشيم، بالإضافة إلى ظاهرة التسول كزائر جديد على ليبيا التي كانت تشهد حالة من الانتعاش الاقتصادي أيام النظام الجماهيري، لكن يبدو أن الطموح العثماني له رأي آخر بالتعويل على جهود فائز السراج، ذراعهم في ليبيا.