نوري أبو سهمين.. العودة لليبيا على دبابة قطرية
“يا بلادي” النوم في حضن الإرهابيين ومغازلة المدنيين بتيار سياسي
فضيحته الأخلاقية مع فتاتين ضبطتا في منزله بعد منتصف الليل، وحقق معه فيها هيثم التاجوري ونشر فيديوهات تكشف عوراته
يرى أن من دواعي شرفه وافتخاره أن يدرج اسمه في قضية واحدة مع كبير منظري الإرهاب والدم صادق الغرياني
____
كان طبيعيا أن يكون أول المرحبين، بعودة نوري أبو سهمين للحياة السياسية في ليبيا، خالد الشريف، القيادي في الجماعة الليبية المقاتلة، التي تنتمي لتنظيم القاعدة الإرهابي، فالرجلان ينتميان إلى بيئة متطرفة واحدة. وإذا كان الإرهابي، خالد الشريف، واضح معروف بماضيه المرتبط بالجماعة الليبية المقاتلة، ومعيشته بعد ذلك في تركيا سنوات ممتدة، قبل عودته مؤخرا إلى ليبيا، لمعاونة المحتل التركي على تحقيق أهدافه.
فإن نوري أبو سهمين، جاء من الطرف الموازي، لقد كان يعيش في قطر سنوات ممتدة، بعدما أدى مهمته بنجاح شديد في دعم شوكة الإرهابيين والميليشيات خلال فترة رئاسته للمؤتمر الوطني العام في عام 2014.
ترحيب الشريف بأبو سهمين، وتياره السياسي الجديد الذي أطلق عليه “يابلادي” كفانا عناء البحث عن توجهه وهويته.
وأعرب خالد الشريف، القيادي بالجماعة الليبية المقاتلة، التي تنتمي لتنظيم القاعدة الإرهابية، عن ترحيبه بعودة نوري أبو سهمين، رئيس المؤتمر الوطني العام السابق، نوري أبو سهمين، ودعمه له بعد إعلانه تشكيل تيار “يا بلادي” وقال الشريف في تدوينة له على فيسبوك، لاشك إن هذا التيار سيثرى الحياة السياسية في ليبيا، وسيتجمع حوله نخبة من أهل الاختصاص في شتى المجالات!
نوري أبو سهمين، العائد على دبابة قطرية، بعد مغادرة ليبيا، عاد ليضحك على ملايين الليبية، في كلمة خلط فيها كل شىء، وحاول أن يبدو كمنقذ سياسي عبر تيار يزعم أنه سيضم كل الليبيين. فخرج يرصد مشاهد الدمار والفساد في ليبيا، وقد كان واحدا ممن صنعوا ذلك خلال فترة رئاسته لما سمي بالمؤتمر الوطني العام، وقام بتمكين تنظيم الإخوان والميليشيات من البلاد. فقال: إن مشاهد النازحين في طوق طرابلس، بعد دحر الهجوم على المدينة، مؤلمة ومؤثرة، وأن الحرب خاسرة منذ أول يوم، ويدفع ضريبتها المواطن الليبي البسيط. وأن هناك ظروفا مأساوية تعيشها الآلاف من الأسر الليبية، وهناك ما لايقل عن 125 ألف بيت مدمر، وهناك المقابر الجماعية شرقا وغربا.
أما في المشهد المقابل، وخلال كلمته، فهناك أباطرة الفساد، الذين أصبحوا أغنياء وداروا الملايين من تجار الأزمات والحروب، وتابع: الفساد عدونا القديم الجديد، وهو الوحيد الذي صمد على مر الأزمنة، وأموالنا تُنهب كل يوم، وكذلك حصة أبنائنا وبناتنا وكبارنا، وقد ضاق الحال بالمواطن البسيط، وتضاعفت الأزمات، ولعل كارثة الكهرباء مثال واضح لاستمرار طويل للأزمة، تحت أقدام المتصارعين على العمولات والرشاوي.
وواصل أبو سهمين، العزف على “تيار المأساة” في ليبيا ولا يعرف أنه عندما تقلد دوره المشبوه السابق، على رأس الحكم في البلاد، ساهم في نشر الفوضى وتمكين الفاسدين والارهابيين ولم يقف لأي أحد منهم، وترحّم أبو سهمين في كلمته، على نحو 40 ألف ليبي قضوا نحبهم في هذه الحرب المدمرة على مدى 10 سنوات.
ثم توقف أمام انحدار مستوى الدخل الليبي، وقال: انحدر مستوى دخل المواطن الليبي إلى أقل من الربع، أو أقل من الخمس أحيانًا، ومن كان يتقاضى قبل 2014، 400 دينار، اليوم يأخذ أقل من 100 دينار أو 80 دينار، بسبب انخفاض سعر الدينار مقابل الدولار، فماذا سيفعل هذا المبلغ لرب أسرة يعاني مما يعانيه من احتياجات متزايدة في كل يوم؟
وأمام كل هذه الأوضاع البائسة التي كان أبو سهمين وفريقه القطري الإخواني، الذي كان يدير البلاد جزءا منها او بالأحرى صانعا لها، توجه أبو سهمين لليبيين، قائلا إن ليبيا تتعرض لمؤامرة دولية ولن نقطع الطريق على هذه المؤامرة، ما لم نتحد، وما لم تجتمع الشخصيات الوطنية الليبية في تيار واحد، على مشروع وطني، يحقق الدولة المدنية المبنية على روح المواطنة المتساوية عبر مرحلة من تحقيق المصالحة الوطنية التي تحقق العدل بين الناس، وتحقق القسط للمتضررين.
ووجه رسالة إلى المخربين الذين أسماهم الثوار، وأنصار فبراير قائلاً: إنني أحسب نفسي منكم، وعلينا التعاون من جديد!
ووفق مراقبون، لا يحتاج الليبي البسيط، ومن خلال الكلمة المطولة لنوري أبو سهمين، أن يدرك ان ترحيب أعضاء الجماعة الليبية المقاتلة به، وفي مقدمتهم خالد الشريف، ومناداته من جديد على المخربين من “زمرة فبراير الأسود” يؤكد ان الدعوة قطرية، وأنه عاد إلى البلاد على قارب قطري، وأن تنظيم الحمدين يريد أن يمسك بكل الخيوط في يديه من جديد وبرجل واحد هو أبو سهمين جربه من قبل.
المثير أن السنوات الماضية، لأبو سهمين، وما تلاها من ظهور متقطع له، وتصريحات كشفت الكثير عما يفهمه ويعنيه، وهى للأسف أجندة متطرفة اخوانية هدفها الأول تخريب ليبيا وإعطائها صبغة متشددة لم تعرفها طوال تاريخها أنه زاد الطين بلة في تاريخه.
فقد اعترف في وقت سابق، بدعمه لقيادات متطرفة، رفعت أعلام داعش الارهابي في ليبيا بعد فبراير الأسود 2011، وكشف أنه مسؤول مع آخرين، من زعامات التيار الإسلامي، بإرسال “جرافات الأسلحة” من غرب البلاد إلى مقاتلي مجلس شورى بنغازي الإرهابي خلال السنوات الماضية! وقال نصا في أحد أحاديثه، “من فينا بمقدوره وصف وسام بن حميد والعريبي بوكا وجلال مخزوم بالإرهابيين والدواعش؟!!
واختفى بوسهمين تماما، عن المشهد منذ أبريل 2016، ليظهر مجددا في مايو2020 الماضي، ليوجه الشكر لتركيا وقطر على دعمهما لميليشيات حكومة السراج غير الشرعية، بعد سيطرتها على قاعدة الوطية الجوية، داعيا دون خجل إلى منح أنقرة والدوحة امتيازات في ليبيا، كالتنقيب عن الغاز في سواحل ليبيا، وعقود امتياز لإعادة تعمير البلاد بعد الحرب!
وعندما تم رفع قضية عليه، بسبب دعمه لسفاح الافتاء في ليبيا، الصادق الغرياني، كان من أقبح تصريحاته وما نقل عنه، إنها تهمة لا ينفيها وشرف لا يدعيه، وما يزيد في شرفي وافتخاري أن يدرج إسمي في صحيفة إتهام واحدة مع سماحة المفتي العلامة د .الصادق الغرياني!!!
وكانت الشكوى ضده، أن كلا من أبو سهمين والغرياني حرضا على العنف وقتل المدنيين في ليبيا، وتدمير كيان الدولة وراي أبو سهمين في رده أن هذا شرف طالما أن اسمه أدرج مع الغرياني صاحب فتاوى الدم الارهابية
أما بعيدا عن السياسة، التي يحاول أبو سهمين بعد هذا العمر أن يكون الفتى القطري، الذي يريد أن يعيد كل الأوراق لحضن الدوحة من جديد، فإنه لا يمكن أن ينسى أن مستقبله السياسي القادم، لا يمكن ان يتخطى عتبة قضيته الأخلاقية والفضيحة الكبرى، التي سجّلها له هيثم التاجوري، قائد أحد الميليشيات، بعدما حقق معه في منزله في طرابلس ومعه فتاتين منهما سكرتيرته السابقة، ضبطتا معه بعد منتصف الليل.
فهو أمام تاريخ مناصر للإرهابيين وعتاة منظريهم، وأمام قضايا أخلاقية مقززة، ثم أنه قبل ذلك وبعده، يعود من بوابة قطر التي لا يذكر لها أي ليبي حسنة واحدة على السواء ليقول لليبيين أنا معكم.. فكيف هذا؟