“القومية الزرقاء” المتطرفة التي اعتمدتها تركيا تستهدف السيطرة على بحر إيجه والمتوسط
حذر تقرير غربي، من تداعيات “المقامرة” السياسية والاستراتيجية، التي يقوم بها المحتل التركي في ليبيا والبحر المتوسط. قائلا إن تداعياتها، لن تقف عند حدود ليبيا وقد تؤدي إلى “نار هائلة” في المنطقة والبحر المتوسط.
واذا كان ما أسماه بالمستقبل الوردي، لطفرة الغاز البحرية في شرق المتوسط في خطر الآن وفي حالة انكماش، بسبب فيروس كورونا، والانخفاض الكبير في الطلب على النفط والغاز في جميع أنحاء العالم، ما دفع الى تأخيرات عديدة لمشاريع الغاز البحرية الرئيسية في قبرص ولبنان وإسرائيل واليونان، فإن خطرًا أكبر منه يتشكل مع تصاعد “التوترات الجيوسياسية والعسكرية” بين تركيا واللاعبين الآخرين في المنطقة، قبرص، مصر، اليونان، بسرعة مذهلة.
إن دعم أنقرة غير المتوقع والقوي، لحكومة السراج غير الشرعية، لم يميل فقط إلى هيكل السلطة في ليبيا ولم يقوي شوكتها، ضد قوات الشعب المسلح “الجيش” ولكنه وضع أنقرة أيضا، بصفتها عضوًا في الناتو، في دورة تصادم مع روسيا والإمارات.
وأشار التقرير، الذي كتبه سيريل ويدرشوفن، في دورية OILPRICEإلى أن التحركات العسكرية التركية في ليبيا، لاتهدف فقط لفتح أكبر احتياطيات نفطية في إفريقيا للشركات التركية، أو بالأحرى “نهبها من قبل المحتل التركي”، ولكن أيضًا لتوسيع مجال نفوذها في الشرق الأوسط ، وخلقت مواجهة مع مصر وفرنسا أيضا على الطاولة.
ووفق التقرير، فالمواجهة العسكرية بين أعضاء الناتو (تركيا-فرنسا) أو حلفاء الناتو (الإمارات العربية المتحدة ومصر وإسرائيل) في الشرق الأوسط أمرًا لا يمكن التغاضي عنه ووارد حدوثه جدا، لأن “نهج” أنقرة في ليبيا يشير إلى استراتيجية عسكرية تركية عدوانية تهدف إلى إنشاء قواعد عسكرية في المنطقة.
ولفت التقرير، الى الزيارة التي قام بها، وزير الدفاع التركي خلوصي آكار ورئيس الأركان العامة الجنرال يسار جولر إلى ليبيا، وقال إن الهدف الرئيسي لها، كان مراجعة الأنشطة التي تم تنفيذها بموجب مذكرة تفاهم بين البلدين. كان توسيع التعاون الأمني والعسكري، وفي ذات نطاق مذكرة التفاهم هذه أيضا، بين تركيا وليبيا في 27 نوفمبر 2019. وقّعت ليبيا على اتفاقية المنطقة الاقتصادية الخالصة المتنازع عليها بشدة، والتي تؤكد على حقوق تركيا في شرق البحر الأبيض المتوسط ، ما يضع أنقرة في مسار تصادم كامل مع قبرص ومصر واليونان، وهنا تتزايد احتمالات المواجهة العسكرية.
وكشف التقرير، إن الأزمة الحالية داخل حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، التي أثارتها الإجراءات التركية مصدر قلق كبير. قائلا إن الصراع العسكري داخل حلف الناتو لن يؤدي إلى إضعاف موقفه فيما يتعلق بالمواجهة مع روسيا بل يعرض الأمن في شرق المتوسط كله للخطر، وأكد أنه في 13 يوليو الجاري، سيناقش مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
وحذر التقرير، من أن مغامرة تركيا في ليبيا، تندرج ضمن استراتيجية الضغط على الشرق الأوسط حتى الاستسلام. لافتا إلى أن المشاريع العسكرية لأنقرة في كل من قطر والقرن الأفريقي والسودان والآن ليبيا، تشكل دائرة من القوة العسكرية تهدد الدول العربية.
لافتا إلى أن ما يسمى بالاستراتيجية العسكرية “القومية الزرقاء” المتطرفة التي اعتمدتها تركيا واضحة في أهدافها، وتستهدف السيطرة على بحر إيجه، ومعظم البحر الأبيض المتوسط، والبحر الأسود محذرا من صراع عسكري وكارثة كبرى، في حالة لم يتم التصدي بقوة للمحتل التركي وإجهاض تحركاته.