أوج – طرابلس
بعد يومين من إعلان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن بلادهم لم تدعم خليفة حفتر، تلقى رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق غير الشرعية، فائز السراج، اليوم الخميس، اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، تناول مستجدات الوضع في ليبيا.
وقال المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي، في بيان، طالعته “أوج”، إن لودريان عبر عن قلق بلاده من الوضع المتوتر الحالي، مؤكداً بأن جهود فرنسا تستهدف تحقيق الاستقرار في ليبيا، وأن مصلحة الليبيين وجيرانهم وأوروبا تكمن في أمن واستقرار ليبيا.
وحسب البيان، دعا لودريان إلى الإسراع في تحقيق وقف لإطلاق النار يتيح العودة للمسار السياسي من خلال جهود الأمم المتحدة ودورها المركزي، مشيرا إلى أن إيطاليا وفرنسا متفقان على هذا التوجه، ورفض التدخل الأجنبي في ليبيا بجميع أنواعه وبمختلف مصادره.
وذكر البيان، أن السراج سلط الضوء على ما تم اكتشافه من مقابر جماعية في مدينة ترهونة، وكذلك زرع ألغام وأجهزة متفجرة في المناطق المحررة التي كانت تحت سيطرة ما أسماها “المليشيات المعتدية” بضواحي العاصمة طرابلس، وما تسببت فيه من ضحايا مدنيين، وقال إن هذه الجرائم البشعة غير المسبوقة هي موضع قلق بالغ، وتمثل صدمة شديدة لجميع الليبيين، ولابد من تقديم الجناة إلى العدالة.
وأوضح السراج أن ما يحدث الآن من تحركات سياسية ليست مبادرات لإيجاد حل للأزمة، بل هي مناورات تستهدف فقط إيجاد أدوار لشخصيات بعينها، قائلا “الانتخابات يجب أن تكون في صلب المسار السياسي وعدم إضاعة الوقت بحلول تلفيقيه، ووضوح المسار السياسي هو ما سيبعدنا عن الخيار العسكري”.
وشدد على الضرورة القصوى لرفع الإغلاق عن المواقع النفطية واستئناف إنتاج النفط، لافتا إلى أن الإغلاق يحرم الليبيين من مصدر قوتهم، موضحا بأن خسائر الإغلاق المتكررة على مدار السنوات الماضية نتيجة تصرفات حمقاء فاقت ربع تريليون دولار.
وأكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الاثنين الماضي، أن تركيا لم تحترم أي التزام قطعته في مؤتمر برلين، الذي عُقد في شهر آي النار/يناير الماضي، بشأن الأزمة الليبية، مؤكدًا أن فرنسا لا تدعم خليفة حفتر وأن بلاده تهدف للتوصل لحل سياسي في ليبيا.
وذكر في كلمة له، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، تابعتها “أوج”، أن تركيا باتت أكبر متدخل في شأن ليبيا في الوقت الراهن، مُشيرا إلى أنها تراجعت عن أي التزام قطعته بخصوص الملف الليبي.
وأردف الرئيس الفرنسي، أن تركيا زادت من حضورها العسكري في ليبيا بعد مؤتمر برلين، كما أرسلت إرهابيين ومرتزقة إلى ليبيا، مُبينًا أن سلوك أنقرة يلقي بمسؤولية جنائية وتاريخية على حلف شمال الأطلسي “الناتو” الذي يجب أن يتعامل مع هذا الوضع.
وأدان ماكرون، بشدة، التدخل التركي في ليبيا، لافتًا إلى أنه كان ينُتظر منها أشياء أخرى، وليس من روسيا، لأنها عضو في حلف الناتو، مُطالبًا أنقرة بتوضيح سياستها في الشأن الليبي، خاصة مع تأكيدها إرسال سفن حربية وقوات عسكرية إلى ليبيا.