أوج – ميونخ
طالب رئيس مؤتمر ميونخ الدولي للأمن، فولفجانج إشينجر، الاتحاد الأوروبي باستخدام لغة القوة العسكرية للتوصل إلى هدنة في ليبيا، ولردع التدخل التركي.
ودعا إشينجر، في تصريحات لصحف مجموعة “فونكه” الألمانية، طالعتها “أوج”، الاتحاد الأوروبي بالتهديد باستخدام الوسائل العسكرية في ليبيا إذا لزم الأمر، حتى يتمكن من تمثيل مصالحه في الخارج بصورة أفضل، وفقا لقوله.
وأضاف: “باستطاعة أوروبا فرض ثقلها العسكري للتوصل إلى هدنة، ومن لا يستطيع التهديد باستخدام الوسائل العسكرية في نزاعات دولية، فإن دبلوماسيته ستظل في الغالب مجرد كلام”.
وفي إشارة إلى بدء ألمانيا الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي في الأول من ناصر/ يوليو المقبل، أكد أن بلاده أيضا مطالبة بتعلم لغة القوة.
وأوضح أنه رغم إعداد الحكومة الألمانية على نحو حثيث لمؤتمر ليبيا الدولي في برلين خلال شهر آي النار/ يناير الماضي، فإن النتائج حتى الآن صفر تقريبا، وفقا لقوله.
وأكد أن القوى الفاعلة في النزاع الليبي، مثل تركيا، تجاهلت مناشدة ألمانيا وشركائها، لأن ما يهمها هو “من لديه السلطة العسكرية”.
واستضافت ألمانيا مؤتمرًا حول ليبيا برعاية الأمم المتحدة، يوم 19 آي النار/يناير الجاري، في العاصمة برلين، بحضور 12 دولة وممثلي الاتحاد الأوروبي والأفريقي وجامعة الدول العربية والمبعوث الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، بهدف توفير ظروف مؤاتية لاستئناف الحوار الليبي الداخلي مع الإعلان مسبقاً عن وقف دائم لإطلاق النار.
ودعا المشاركون بمؤتمر برلين حول الأزمة الليبية، في البيان الختامي، مجلس الأمن الدولي إلى فرض عقوبات على من يثبت انتهاكه لقرار وقف إطلاق النار، كما دعوا إلى توحيد القوات الليبية من “الشرطة والجيش” تحت قيادة سلطة مركزية مدنية، مع ضمان سلامة المنشآت النفطية وعدم التعرض لها.
ومن ناحية أخرى، اتفقت القوى المجتمعة في برلين، على تعزيز حظر إرسال الأسلحة إلى ليبيا، مؤكدين على ضرورة تحويل الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار، بهدف إتاحة الفرصة لبدء عملية سياسية، بالإضافة إلى دعم تأسيس حكومة موحدة وشاملة وفعالة في ليبيا تحظى بمصادقة مجلس النواب، داعين جميع الأطراف الليبية إلى إنهاء المرحلة الانتقالية بانتخابات حرة وشاملة وعادلة.
ولم تلتزم تركيا بمخرجات مؤتمر برلين التي وقعت عليها، ودأبت على إرسال الأسلحة والمرتزقة السوريين إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية في حربها ضد قوات الشعب المسلح التي تسعى لتحرير العاصمة طرابلس من المليشيات والجماعات الإرهابية المسيطرة عليها.
وتستخدم أنقرة سفنًا عسكرية تابعة لها موجودة قبالة السواحل الليبية في هجومها الباغي على الأراضي الليبية بما يخدم أهدافها المشبوهة، والتي تساعدها في ذلك حكومة الوفاق غير الشرعية المسيطرة على طرابلس وتعيث فيها فسادًا.
كما تحظى المليشيات المسلحة في ليبيا بدعم عسكري من الحكومة التركية التي مولتها بأسلحة مطورة وطائرات مسيرة وكميات كبيرة من الذخائر، إضافة إلى ضباط أتراك لقيادة المعركة وإرسال الآلاف من المرتزقة السوريين للقتال إلى جانب المليشيات.