أوج – لندن
رأى الكاتب البريطاني، باتريك كوكبرن، أن التدخل العسكري في ليبيا، عام 2011م، حولها إلى بؤرة لتصدير الإرهاب، مُبينًا أن بريطانيا وحلفاؤها ساهوا في تحويل ليبيا إلى حالة من الفوضى.
وذكر في مقال له، بصحيفة “الاندبندنت”، طالعته وترجمته “أوج”، أن ذلك ينطبق على عدة حوادث شهدتها ليبيا، بينها حادثة الانتحاري سلمان العبيدي الذي قتل 22 شخصا وجرح 139 آخرين معظمهم من الأطفال في مدينة مانشستر، مُبينًا أن بطاقة الهوية، توضح أنه كان عضوا من اتحاد ما يسمى بـ”ثورة 17 فبراير”.
وأضاف الكاتب البريطاني، أنه لو لم يشن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ديفيد كاميرون، والرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، وإدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، الحرب بقيادة حلف شمال الأطلسي على ليبيا عام 2011م، لكان من المستبعد أن يتجه لاجئون بينهم إرهابيون إلى بريطانيا في العام التالي.
واستدرك: “خففت الحكومة البريطانية من مراقبتها لتحركات الإرهابيين القادمين من ليبيا، لأن الاستخبارات البريطانية اعتبرتهم حلفاء محليين مفيدين في حربها ضد الزعيم الراحل معمر القذافي، ومن المثير للاشمئزاز، كيف يواصل مسؤولون مثل كاميرون الدفاع عن إطلاق تدخل الناتو في ليبيا عام 2011م، رغم أن ذلك أدى إلى هذه الحرب المستمرة والفوضى التي أنتجت موجة من اللاجئين”.
واستفاض، أن النتيجة المتوقعة للتدخل الأجنبي، سواء في ليبيا أو غيرها من الدول، بالكاد تلقى إشارة في التغطية الإخبارية لعمليات القتل الإرهابية كتلك التي وقعت في مانشستر، ما يعد أمرًا مُريحًا من وجهة نظر الحكومة البريطانية حيث يتم تناسي دورها الفادح في تحويل ليبيا إلى مكان لحرب دائمة”.
وأوضح الكاتب البريطاني، أن الشعب الليبي أصبح تحت رحمة أمراء الحرب المحليين، الذين هم وكلاء لقوى أجنبية تسعى إلى تحقيق مصالحها، مُبينًا أن تركيا ومصر، والتحالفات التي يقودانها، على مقربة من حرب بالوكالة شاملة، حيث يواجهان بعضهما البعض في سرت.
وأكمل: “يفتخر ديفيد كاميرون في سيرته الذاتية، أنه بفضل جهوده، أوقفت الطائرات الأمريكية والبريطانية والفرنسية تقدم دبابات القذافي، ويقول.. لقد تم إنقاذ بنغازي، ولم يلاحظ كاميرون أن بنغازي تم تدميرها في القتال بين أمراء الحرب ضد القذافي، وكان ادعاء كاميرون بأن قوات القذافي على وشك تنفيذ عمليات قتل جماعي في بنغازي مشكوك فيها دائمًا”.
وبيّن الكاتب البريطاني، أن التقرير الصادر عن لجنة اختيار الشؤون الخارجية البريطانية، ذكر أن الاتهام بأن الزعيم الراحل معمر القذافي، سيذبح المدنيين في بنغازي، لم يتم دعمه بالدليل المتاح، حيث لم تكن هناك مذبحة، مُتسائلاً: “هل من السذاجة أن نتصور أن كلينتون وكاميرون وساركوزي اهتموا كثيرًا بما حدث لـ7 ملايين من الليبيين؟، لقد كانوا يعملون على رعاية مصالح بلدانهم عندما استبدلوا دولة علمانية واسعة النطاق في ليبيا بالفوضى القاتلة”.
وفي ختام مقاله، لفت الكاتب البريطاني إلى أنه لم يلحق أي ضرر سياسي بالقادة الغربيين بسبب أخطائهم في الحروب بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، موضحًا أن البلدان التي تتباهى بأن التدخل الأجنبي أنقذها، باتت محطمة بسبب صراع لا نهاية له، كما أن هذه التدخلات اختفت من أجندة الأخبار كي لا يربط الناخبون في الداخل مذابح الإرهابيين في شوارعهم بالحروب التي تم خوضها باسمهم في أماكن بعيدة.