حان وقت الرد.. جنرال فرنسي سابق: تدخل أردوغان في ليبيا يشكل 3 تهديدات على أوروبا #قناة_الجماهيرية_العظمى_قناة_كل_الجماهير

أوج – باريس
كشف الجنرال الفرنسي السابق، دومينيك ترينكوان، عن مخاطر التدخل التركي في ليبيا، ودعم أنقرة لحكومة الوفاق غير الشرعية، على دول أوروبا.

وذكر الجنرال الفرنسي السابق، في مقال، نشره بصحيفة “لاكروا”، الفرنسية، طالعته “أوج”، أن التدخل التركي في ليبيا يشكل 3 تهديدات على أوروبا، مُبينًا أن أوروبا لن تقبل بالواقع الذي فرضه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وفي سرده لأبعاد التدخل التركي في ليبيا، والمخاطر والتداعيات المباشرة له على أوروبا وفرنسا بشكل خاص، قال إنه قبل بضعة أيام تم القبض على 4 مواطنين أتراك في أسطنبول بتهمة التجسس لحساب فرنسا، وأن هذا الحدث يُضاف إلى تصاعد التوتر بين تركيا وفرنسا، بعد تهديد سفينة تركية بمهاجمة بارجة فرنسية في البحر الأبيض المتوسط”.

ولفت إلى أنه منذ زيارة أردوغان إلى باريس في بداية ولاية إيمانويل ماكرون، التي بدأت في تحسين العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة وباريس لم يتغير شيء بين البلدين، مُستدركًا: “بل حصلت في الأشهر القليلة الماضية سلسلة من حالات سوء الفهم، والانتقادات التي تطرقت إلى الملفين اللذين يثيران الذعر الشديد في الخارجية الفرنسية اليوم، وهما ليبيا وسوريا”.

وحول الأوضاع في ليبيا، أوضح الجنرال الفرنسي السابق، أن ليبيا عادت إلى حالة من الفوضى، منذ أحداث عام 2011م، بالإضافة إلى ازدهار الجماعات الإسلامية، وأن بعضها أثرى نفسه بمكاسب تهريب المهاجرين.

واتهم بلاده، بأنها كانت مُذنبة في عدم الاهتمام بالقضية الليبية، وأن الافتقار إلى الاستمرارية في سياسة باريس ساهم في تدهور الوضع على الأرض، بالإضافة للإنشاء السريع لاقتصاد الحرب ما تسبب بحلقة مفرغة.

وحول بدء العمليات العسكرية في طرابلس، يوم 4 الطير/أبريل 2019م، أشار إلى أنه منذ ذلك الوقت، كانت ليبيا في قلب الجغرافيا السياسية العالمية، مُتابعًا: “العديد من البلدان لديها مصالح هناك وتتدخل بشكل مباشر أو غير مباشرن ورأت فرنسا أن أيديولوجية الإخوان المسلمين تمثل تهديدًا، ومنذ ذلك الحين سعت إلى تعزيز المبادرات الدبلوماسية لصالح السلام عن طريق التفاوض”.

وبيّن أن أنقرة لها مصالح تاريخية في ليبيا، كجزء من الدولة العثمانية السابقة، وأنها تُظهر اليوم مصالحها في منطقة البحر الأبيض المتوسط الغنية بموارد الغاز الطبيعي، والتي تطمع بها إدارة أردوغان، موضحًا أن الرئيس التركي قرر التدخل عسكريًا في ليبيا منذ آي النار/يناير الماضي، وأرسل معدات عسكرية وضباطًا ومرتزقة كتعزيزات، في انتهاك لحظر الأمم المتحدة.

واستفاض الجنرال الليبي السابق، أن هذا الوضع قلب المعطيات على الأرض بالكامل، وأنه بفضل الدعم العسكري التركي حققت حكومة الوفاق انتصارات عسكرية، إلى أن أصبحت على أبواب مدينة سرت.

وفيما يخص مخاطر التدخل التركي في ليبيا، على دول أوروبا، قال: “وجود ليبيا بهذا النفس التركي يمثل خطرًا ثلاثيًا على فرنسا وأوروبا، الأول هو زعزعة الاستقرار في ليبيا، التي تقع عند بوابات أوروبا، بعد فشل قوات حفتر قبالة طرابلس”، مشيرًا إلى أن الحل السياسي فقط هو الذي سينجح، وأن الانتصارات الأخيرة لحكومة الوفاق، دفعتها إلى اللعب بقوة من خلال التقدم نحو سرت، الأمر الذي لا تستطيع مصر قبوله، ولا التونسيين والجزائريين أيضًا.

وأكمل الجنرال الفرنسي السابق: “الخطر الثاني يكمن في تماسك الأوروبيين داخل حلف شمال الأطلسي، وفي ظل انتظار موقف واضح من الولايات المتحدة يبدو الأوروبيون غير قادرين على تذكير تركيا بأنه من غير الممكن أن تكون داخل الحلف وخارجه في الوقت نفسه، وأن التحالف يفترض جملة المصالح التي لم تعد تركيا تشاركها”.

وتطرق إلى الخطر الثالث، قائلاً: “إن مغامرة أردوغان أظهرت أن استخدام القوة أصبح أسلوبًا شائعًا، ألا تواجه أوروبا ميونيخ جديدة؟ قبل أن يستدرك أن أوروبا مهد الديمقراطية تنسى أن الديمقراطية هي معركة يجب خوضها، وأن كثرة الترددات هي علامة ضعف تؤدي إلى خسارتها”.

وفي ختام حديثه، بيّن أن التدهور الأخير في الوضع الليبي، يسمح برؤية الخطر الثلاثي الذي يهدد أوروبا، وأنه لا يمكن لأوروبا أن تقبل الأمر الواقع الذي فرضه أردوغان على عتبة بابها، مؤكدًا أنه حان الوقت للرد.

Exit mobile version