أوج – القاهرة
قال السفير اليوناني لدى القاهرة نيكولاس جاريليدس، إن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين اليونان وإيطاليا توجه رسالة لتركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان حول كيفية سلوك الدول، مؤكدًا أنه على القادة أن يكونوا حكماء وعقلاء من أجل مصلحة شعوبهم وتحقيق الاستقرار في المنطقة، ولا يتصرفوا باعتبارهم “رعاة بقر”.
وأضاف جاريليدس، في حوار مع صحيفة الدستور المصرية، طالعته “أوج”، أن السنوات الماضية شهدت الكثير من الأعمال والأنشطة العدائية والعصبية من تركيا، بدءًا من سوريا وحتى ليبيا، إلى جانب الاعتداءات في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، التي تنتهك قواعد القانون الدولي والسلوك المنطقي للدول.
وأوضح أن الموقف التركي في ليبيا أصبح أبعد ما يكون عن مجرد مساندة أحد الفرقاء الليبيين، قائلا: “إذا استمرت أنقرة في مثل هذا السلوك، فإن ذلك سيؤدي إلى زعزعة استقرار شمال إفريقيا كله، وليس ليبيا وحدها”.
وحول المبادرة المصرية بشأن وقف إطلاق النار في ليبيا، قال إن القاهرة تبحث عن حل سياسي في المقام الأول، كما أن تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي تبعث في الوقت نفسه برسالة مفادها أنه إذا لم يتم وقف إطلاق النار واستمر العداء من الجانب التركي، وإذا لم يتم قبول المبادرة من جميع الأطراف في ليبيا، فإن مصر ستحمي أمنها القومي ومصالحها الوطنية.
وتابع: “علينا هنا أن ننظر للفارق الواضح بين التصرفين المصري والتركي، فمصر عندما تحمي مصالحها وأمنها القومي، فإنها تتبع القواعد والقوانين الدولية، وهو ما يجعل اليونان، بل والمجتمع الدولى كله، سعيدًا بل وفخورًا بالسلوك المصري وتحركات قيادته، التي تعد مثالًا للسياسة الخارجية التي تحظى بالتقدير والتأثير الدوليين”.
وحول زيارة وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس للقاهرة يوم 18 الصيف/ يونيو الجاري، أوضح أنها بحثت على الصعيد السياسي، الأوضاع في ليبيا، وجددت خلالها اليونان دعمها لـ”إعلان القاهرة” بكل بنوده، لكونه يضمن القضاء على كل مظاهر الإرهاب والتطرف، ويعمل على إنهاء الأزمة الليبية عبر التوصل لحل سياسي يمهد الطريق لعودة الأمن والاستقرار إلى ليبيا، ويوقف التدخلات الخارجية، التي تسعى لتحقيق مكاسب مباشرة لإرضاء المطامع الخاصة والمنفعة الذاتية دون النظر إلى أي اعتبارات أخرى.
ودأبت تركيا على إرسال الأسلحة والمرتزقة السوريين إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية في حربها ضد قوات الشعب المسلح التي تسعى لتحرير العاصمة طرابلس من المليشيات والجماعات الإرهابية المسيطرة عليها.
وتستخدم أنقرة سفنًا عسكرية تابعة لها موجودة قبالة السواحل الليبية في هجومها الباغي على الأراضي الليبية بما يخدم أهدافها المشبوهة، والتي تساعدها في ذلك حكومة الوفاق غير الشرعية المسيطرة على طرابلس وتعيث فيها فسادًا.
كما تحظى الميليشيات المسلحة في ليبيا بدعم عسكري من الحكومة التركية التي مولتها بأسلحة مطورة وطائرات مسيرة وكميات كبيرة من الذخائر، إضافة إلى ضباط أتراك لقيادة المعركة وإرسال الآلاف من المرتزقة السوريين للقتال إلى جانب المليشيات.