وسط استعدادات تركية للتصعيد.. مطالب بدعم مصر للقبائل بالأسلحة فقط للدفاع عن سرت والجفرة #قناة_الجماهيرية_العظمى_قناة_كل_الجماهير

أوج – القاهرة
احتلت الأزمة الليبية، صدارة المشهد في العالم العربي، طوال الأسبوع الماضي، على خلفية تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، التي أكد فيها استعداد مصر الكامل لتقديم الدعم للشعب الليبي، والتصدي لكافة الميليشيات المسلحة.

لكن تلك التصريحات التي قوبلت بتأييد من العالم العربي، ورفض صريح من حكومة الوفاق غير الشرعية، في ظل استعداد تركي للتصعيد العسكري على الأراضي الليبية.

وأكد متخصصون في الشأن الليبي، أنه كلما زادت تحركات حكومة الوفاق غير الشرعية، والمدعومة من قبل تركيا، إزدادت التهديدات الإرهابية، لاسيما أن الإرهابيون والمرتزقة السوريين هم القوة الأساسية الضاربة لتركيا، مشددين على أن قوات الشعب المسلح، ستكون قادرة على صد الهجمات الإرهابية وعدم السماح لها بتخطي الخط الأحمر المتمثل في مدينة سرت ومنطقة الجفرة.

ولفت المتخصصون في تصريحات لـ”أوج”، إلى أنه بدون تقديم دعم وغطاء جوي، فوق سرت، ستكون إمكانيات فوز قوات الشعب المسلح والقوة المساندة من أبناء القبائل في المعركة ضئيلة جدًا، في ظل نقص أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات، التي قد تُشكل مشكلة في صد العدوان التركي، مُبينين أنه بالفعل تم إنشاء منطقة حظر جوي فوق سرت وضواحيها، وفق ما أعلن أحمد المسماري، بهدف عرقلة أنشطة القوات الجوية التركية غرب سرت.

وكشفوا أن تركيا، تحاول تحقيق التفوق، من خلال نقل أنظمة الدفاع الجوي “S-125 و Hawk”، إلى الخط الأمامي للمعركة، موضحين أنه في حال قيام مصر بتوفير العدد اللازم من أنظمة الدفاع الجوي ضد الطائرات، ستكون هناك مساواة في القوى، وسيتم الحفاظ على سرت والجفرة لأطول فترة ممكنة.

وحول التدخل المصري في ليبيا، شدد المتخصصون، على أنه إذا سعت مصر لتزويد ليبيا بالأسلحة اللازمة، سيكون هذا كافيًا لضمان الأمن على حدود مصر ولن تحتاج لنشر قوات الجيش المصري على الأراضي الليبية، مُبينين أن عدم مشاركة الجيش المصري في الحرب سيرفع من قيمة مصر أخلاقيًا بالمقارنة مع تركيا.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال تفقده عناصر المنطقة الغربية العسكرية، في سيدي براني بمرسى مطروح، يوم السبت الماضي، استعداد مصر الكامل لتقديم الدعم للشعب الليبي، قائلا: “نحن في مصر نكن لكم احتراما وتقديرا كبيرا ولم نتدخل في شئونكم ودائما مستعدين لتقديم الدعم، من أجل استقرار ليبيا وليس لنا مصلحة ليس إلا أمنكم واستقراركم”.

وصعد السيسي نبرته التهديدية تجاه التغول التركي في ليبيا، قائلا: “تجاوز سرت والجفرة خط أحمر، ولن يدافع عن ليبيا إلا أهل ليبيا ومستعدين نساعد ونساند هذا، مضيفا: “ليبيا دولة عظيمة وشعبها مناضل ومكافح، بنقول الخط اللي وصلت إليه القوات الحالية، سواء من جانب المنطقة الشرقية أو الغربية كلهم أبناء ليبيا ونتكلم مع الشعب الليبي وليس طرفا ضد آخر”.

ووجه الرئيس المصري رسالة لليبيين، قائلا: “انتبهوا أن وجود الميليشيات في أي دولة يهدد استقرارها لسنوات طويلة، وتجاوز سرت والجفرة خط أحمر، ونحن لسنا معتدين أوغزاه، واحترمنا الشعب الليبي ولم نتدخل في ليبيا، ليذكر لنا التاريخ أننا لم نتدخل في ليبيا وهي في موقف ضعف، لكن الوضع الآن مختلف، فهناك تهديد للأمن القومي المصري والعربي، لو قولنا للقوات تتقدم ستتقدم، وشيوخ القبائل والقبائل الليبية على رأسها، وتخرج بسلام عند انتهاء مهمتها”.

وأوضح أن مصر ستدخل حال طلب الشعب الليبي من مصر التدخل، قائلا: “مصر وليبيا بلد واحد وأمن واستقرار واحد، ويخطئ من يظن أن التعامل مع الأمور بحلم، وأن الصبر تردد، إحنا صبرنا لاستجلاء الموقف وإيضاح الحقائق، ويخطئ من يظن أن عدم تدخلنا في شئون الدول الأخرى انعزال أو انكفاء”.

وفي ذات السياق، طالب وزير الدفاع المصري، الفريق أول محمد زكي، القوات المسلحة المصرية، اليوم الجمعة، بالاستعداد القتالي لمواجهة كافة التحديات التي تواجه مصر، مؤكدًا قدرة القوات المسلحة على الوفاء بمسؤولياتها ومهامها التاريخية.

وشدد وزير الدفاع المصري، في كلمة له، خلال الاحتفال بتخريج دفعات جديدة من أكاديمية ناصر العسكرية، طالعتها “أوج”، على قوات الجيش المصري، بضرورة المحافظة على أعلى درجات الكفاءة القتالية لمواجهة كافة التحديات والأزمات التي تشهدها المنطقة لحماية ركائز الأمن القومي المصري.

وأكد الوزير المصري، أن القوات المسلحة المصرية ستبقى دائمًا سندًا لقضايا أمتها العربية والإسلامية، مُشيرًا إلى ضرورة المحافظة على أعلى درجات الكفاءة القتالية لمواجهة كافة التحديات والأزمات التي تشهدها المنطقة لحماية ركائز الأمن القومي المصري.

وقوبل موقف الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بدعم من العالم العربي، وفي ذات السياق، قال رئيس البرلمان العربي، مشعل بن فهم السلمي، إن البرلمان العربي صوت في جلسته التي عقدها يوم الأربعاء الماضي، بالموافقة على دعم مصر في حماية أمنها واستقرارها.

وأكد السلمي، في تغريدة عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، طالعتها “أوج”، تضامنه التام ووقوفه إلى جانب مصر في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية حدودها الغربية، مثمنًا عاليًا جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي الرامية للتوصل لتسوية سياسية شاملة في ليبيا.

وأعلن البرلمان العربي تضامنه التام ووقوفه إلى جانب جمهورية مصر العربية في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها، وحقها في الدفاع عن حدودها الغربية بعمقها الاستراتيجي من الميليشيات الإرهابية والمرتزقة، باعتبار أن أمن مصر جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي.

وثمّن البرلمان، عاليًا الجهود المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الرامية إلى التوصل لتسوية سياسية شاملة في ليبيا، موضحًا أنها لاقت تأييدًا ودعمًا إقليميًا ودوليًا، خاصةً إعلان القاهرة الذي يتسق مع كافة القرارات الدولية.

وحول استعدادات تركيا، للتصعيد العسكري في ليبيا، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية، أنور قرقاش، أنه لابد من توحيد الجهود في الوقت الراهن لإنقاذ أكثر من 60 ألف مدني محاصرين داخل مدينة سرت، مُشددًا على ضرورة التوصل إلى حل سياسي دائم في ليبيا.

وذكر في مقابلة له، مع قناة “CNBC” الأمريكية، تابعتها “أوج”، أن تركيا والميليشيات والمرتزقة السوريون، يستعدون للهجوم على مدينة سرت، مؤكدًا عدم جدوى الحل العسكري في ليبيا، موضحًا أن الجامعة العربية أصدرت بيانًا قويًا يدين وجود القوات الأجنبية في ليبيا، ويطالب بوقف إطلاق النار وطرد المرتزقة من ليبيا والعودة إلى العملية السياسية.

ولفت قرقاش إلى أن هناك حاجة إلى كل الجهود الدبلوماسية، سواء أكانت أوروبية، أو أمريكية أو أفريقية، لتجنب المواجهة في سرت، ووقف إطلاق النار ثم إلى التوصل إلى حل سياسي دائم، مُشيرًا إلى أن الأتراك يحاولون إقامة موطئ قدم لهم في دولة عربية غنية مثل ليبيا، وقاموا بذلك في دول عربية أخرى، في إطار التمركز الاستراتيجي لإظهار تركيا كقوة إقليمية.

Exit mobile version