أوج – القاهرة
يصادف اليوم، 20 الصيف/يونيو، الذكرى التاسعة لواحدة من أبشع جرائم حلف شمال الأطلسي “الناتو” التي ارتكبها في عدوانه الممنهج ضد ليبيا وفي حق شعبها ونظامها الجماهيري عندما استهدفت طائراته منزل عائلة الفريق الراحل الخويلدي الحميدي في مدينة صرمان، حيث زود العملاء والخونة الذين تتم ملاحقتهم مع “الناتو” بإحداثيات المنزل، لتستمر جرائمه في حق المدنيين العزَّل
ففي 20 يونيو 2011، استهدفت طائرات “الناتو” منزل الحميدي، في اعتقادهم أن ذلك سيساعد في إضعاف النظام الجماهيري وهدم ليبيا والاستيلاء على ثرواتها، حيث كان الحميدي عضو مجلس القيادة الثوري لثورة الفاتح رفيقًا للقائد الشهيد معمر القذافي، وكان الهجوم مخططًا له كجزء مما يسميه الحلف الأطلسي “دورة العمل الجوي المشتركة”، وعقب إعطاء الناتو الضوء الأخضر لقصف منزل الحميدي، تم تحضير ثماني قذائف وصواريخ لوضعها في الطائرات التي ستشن الهجوم.
ووفق تقارير دولية آنذاك، وضع فريق تطوير الأهداف منزل الحميدي على قائمة الأهداف اليومية، حيث استند الفريق إلى تقرير صادر عن محللي الاستخبارات في الحلف والذين صمموا أن الحميدي أحد الأفراد المؤثرين بالنظام الجماهيري والذي كان يعيش في ذلك العقار، حيث صدر الأمر باغتياله لإضعاف النظام بطريقة أو بأخرى علما بأنه قد تقاعد ولم يكن له أي دور في صناعة القرارات في ليبيا.
وكشف مراقبون، استخدم “الناتو” أنواعًا مختلفة من القذائف والصواريخ ومن بينها “وحدة القصف الحية – 109” مدمرة الملاجئ المصممة لاختراق 18 قدمًا من الإسمنت، كما استخدم الحلف أيضًا مجموعة طائرات (أم.كي) الأميركية التي تبدأ من زنة 227 كيلوغراما إلى طائرات (أم.كي) 81 و 82 اللتان يبلغ وزنهما 454 و907 كيلوغرامات على التوالي، فضلاً عن طائرة (أم.كي 84)، مؤكدين أن الكيان الصهيوني استخدم هذه الطائرات جميعها وبنطاق موسع خلال عدوان 2006م على لبنان، وأن هذين النوعين من الأسلحة الجوية يتم تخزينهما بالكيان الصهيوني كجزء من الاستعدادات لأي حرب تهدده بالمنطقة.
وتوثيقًا للجريمة الإنسانية البشعة، ذكر شهود العيان، رؤيتهم لبقع سوداء في السماء تلاها وميض ضوء قوي، ومن ثم انفجار كالرعد يصم الآذان، لافتين إلى أنه اتضح فيما بعد أنه عبارة عن ثماني قذائف وصواريخ أميركية دمرت منزل جارهم.
وبلمح البصر استشهدت عائلة المهندس خالد الخويلدي الحميدي بأسرها، فسُحقت أجساد الأولاد وأجساد الأصحاب والأقرباء الذين باتوا تلك الليلة جميعًا في ذلك المنزل، وتمزقت أشلاؤهم
ونتج عن هذا الاعتداء استشهاد 13 فردا وجرح 6 آخرين أصيبوا بجروح بليغة. والشهداء هم:
1. المهندسة صفا أحمد محمود زوجة المهندس خالد.
2. الطفلة خالدة خالد الخويلدي الحميدي (4 سنوات ونصف).
3. الطفل الخويلدي خالد الخويلدي الحميدي (3 سنوات ويوم).
4. الطفلة سلام محمد نوري الحميدي (6 سنوات): إبنة أخت المهندس خالد.
5. ناجية بلقاسم الحميدي عمة المهندس خالد.
6. الطفلة آمنة عصام جمعة (8 سنوات): إبنة الجيران
7. الطفلة أميرة عصام جمعة (8 أشهر): إبنة الجيران
8. محمد محمد الحميدي إبن عم المهندس خالد.
9. عماد أبو عويجيلة الطرابلسي: حارس المنزل
10. عبدالله النبي: حارس المنزل
11. بشير إسحاق علي من السودان: طباخ في المنزل
12. عائشة الكليه من المغرب: مدبرة منزل
13. بشرى يالي من المغرب: مدبرة منزل
الجرحى:
1. الفريق الخويلدي الحميدي (أصيب إصابة بليغة في ساقه).
2. حرم الفريق الخويلدي الحميدي (أصيبت إصابة بليغة في ذراعيها ومفاصلها).
3. ابنة الفريق الخويلدي الحميدي (طالبة في كلية الطب، أصيبت إصابة بليغة وأجريت لها عملية معقدة في فمها).
4. آية محمود: إحدى الأقرباء.
5. فتحية (أصيبت إصابة بليغة وفقدت ساقها): جليسة أطفال من المغرب.
6. مفتاح القماطي (أصيب بإصابات متعددة في ساقيه. وأجريت له عمليات كثيرة): سائق.
وفي تسجيل صوتي للقائد الشهيد معمر القذافي أثناء المسيرة المليونية بالساحة الخضراء بالعاصمة طرابلس في ناصر/يوليو 2011م، سأل “بأي حق تستهدفون السياسيين وعائلاتهم؟” موضحًا أن مكتب الفريق الراحل الخويلدي الحميدي في طرابلس قصف أربع مرات.
وأضاف “هم يبحثون عنه لأنه بطل، لأنهم يعرفون وزن الحميدي، وعندما لم يجدوه في مكتبه حاولوا أن يقتلوه في منزله”، كما دعا القائد الشهيد الأمم المتحدة لإرسال محققين لمنزل الحميدي للتثبت من أنه موقع مدني وليس موقعًا عسكريًا كما قال الناتو.
ووعد القائد الشهيد، قبل استشهاده بإقامة أعلى نصب تذكاري في شمال أفريقيا لتخليد الشهيدة الصغيرة خالدة، حفيدة الخويلدي، التي قتلت في الغارة البربرية الهمجية على منزل الأخير، إلا أن الحلف الباغي لم يترك له الوقت ليفي بوعده.
وقال أيضا “نحن باقون وصامدون ولن نستسلم. اضربوا بصواريخكم سنتين، ثلاثا أو عشرا أو مائة سنة”، مختتمًا: “الشرف لعائلة الحميدي والمجد لنا”.
جدير بالذكر أن المهندس خالد الخويلدي، نجل الفريق الراحل الخويلدي الحميدي، يواصل معركته القضائية ضد حلف شمال الأطلسي (الناتو) بسبب هذه الجريمة البشعة، حتى بعد وفاة والده في بعد معاناة طويلة مع المرض طيلة الثلاث سنوات الأخيرة في العاصمة المصرية القاهرة.
وتركزت الحجج القانونية حول مسألة مطالبة المحكمة برفع الحصانة القانونية عن حلف الناتو الممنوحة من قبل الحكومة البلجيكية للحلف الذي يتخذ من بروكسل مقرًا إداريًا له، حيث مثُل المُدعى عليه محامي الدولة البلجيكية التي حضرت تطوعًا للدفاع عن حلف الناتو لأنها إحدى الدول الأعضاء في الحلف، ولم يتم في المقابل حضور أي ممثل قانوني عن الحلف.
وأصدرت المحكمة قرارها في التمور/أكتوبر 2012م برفض الطلب وعدم رفع الحصانة عن حلف الناتو لأن صاحب القضية المدعي ليس من مواطني الدول الأوروبية وبالتالي لا يحق له رفع القضية في بلجيكا وتم استئناف قرار المحكمة في أي النار/يناير 2013م ليتم تحديد جلسة الاستئناف في يوم 12 التمور/أكتوبر 2017م، للنظر في الطعن برفض رفع الحصانة عن الحلف وتقرر خلال هذه الجلسة تأجيلها ليوم 30 الحرث/نوفمبر القادم للنطق بالحكم.
وأشار مراقبون، إلى أنه حتى في حال صدور القرار برفع الحصانة أو عدمه؛ فإن هذا لا يعني انتهاء القضية أو البت النهائي فيها، فللطرفين الحق في نقض القرار واستئنافه.