أوج – أنقرة
أكد مستشار الرئيس التركي، ياسين أقطاي، أن الطائرات المسيرة التركية قلبت المعارك في ليبيا لصالح مليشيات حكومة الوفاق غير الشرعية، وساهمت في السيطرة بسرعة على الغرب الليبي.
وقال أقطاي، في حوار مع “الجزيرة.نت”، طالعته “أوج”، إن السبب في عدم حسم معركة سرت حتى الآن يعود لاستخدام “قوات حفتر” المدنيين الليبيين دروعا بشرية هناك، مضيفا: “لذلك قوات حكومة الوفاق الشرعية المدعومة بالطائرات التركية تتمهل في السيطرة على المدينة حفاظا على أرواح المدنيين”.
وأشار إلى إمكانية حصول تفاهم مع روسيا في ليبيا على غرار سوريا، لكن بشرط موافقة طرابلس، وفقا لقوله، متابعا أن تفاصيل التفاهم مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيجري الإعلان عنها في الوقت المناسب، لكن تفوق حكومة الوفاق، جعل ترامب يقترب من الرؤية التركية لحل الصراع هناك.
وذكر: “ما يحصل في ليبيا انقلاب ليس من الداخل ولكن من الخارج، كما أن الصراع في ليبيا ليس صراعا بين الليبيين فيما بينهم، بل هو مفروض عليهم من الخارج كنوع من التمدد والهيمنة والاحتلال، وما وجود الروس والفرنسيين والمصريين والمرتزقة من السودان وتشاد في أراضي ليبيا، فضلا عن التمويل الإماراتي، إلا لسرقة الثروات الليبية وللإضرار بمصالح تركيا في شرق المتوسط”.
وتابع: “لبينا طلب حكومة الوفاق الشرعية المعترف بها في الأمم المتحدة بأن نأتي ونساعدها في مواجهة الانقلاب والاحتلال الخارجي، وذلك بعد توقيع اتفاقية الدفاع المشترك”، مستطردا: “بناء على اتفاقية ترسيم الحدود في البحر المتوسط التي وقعتها تركيا وليبيا ستستفيد الدولتان من استخراج الغاز والنفط”.
وواصل: “الاتفاقية مفيدة لمصالح مصر، لكن كره وعداء النظام المصري لتركيا دفعه لدرء المنفعة وجلب الضرر لشعبه”، مضيفا: “تركيا لم تأت لتحارب مصر أو أي دولة إقليمية بل جاءت لتدافع عن مصالحها، علما بأن اتفاقية مصر واليونان تضر بمصالح مصر وتركيا معا”.
ونفى وجود جنود أتراك في ليبيا يشاركون في المعارك، لكن اعترف في ذات الوقت بوجود مستشارين عسكريين وفنيين وتقنيين ذهبوا إلى ليبيا بتكليف من وزارة الدفاع، ليقوموا بدور مهم في مساعدة مليشيات حكومة الوفاق، مؤكدا أن بلاده مستعدة لإرسال جنود أتراك حال طلبت حكومة الوفاق ذلك.
وحول سيطرة الوفاق على طرابلس والمنطقة الغربية بدعم تركي، قال: “المناطق الواسعة التي كانت تسيطر عليها قوات حفتر معظمها صحراء لم تكن تحتاج إلى وجود جيوش كبيرة وكان يكفيها السيطرة الجوية، لذلك عندما دخلت المسيرات التركية المقاتلة، بناء على اتفاقية الدفاع المشترك، قلبت المعارك لصالح قوات حكومة الوفاق وساهمت في دحر قوات حفتر بسرعة من الغرب الليبي”.
وأردف: “رغم استخدام قوات حفتر منظومة الدفاع الجوي الروسية (بانسر) بتمويل إماراتي، فإن المسيرات التركية دمرت في وقت قصير 18 منها ومن الأسلحة الأخرى”، متابعا: “إضافة إلى أن سكان المناطق التي كانت تسيطر عليها قوات حفتر ساندوا قوات الحكومة الشرعية لأن حفتر ليس له أي جذور في الشعب الليبي، ومعظم من يحاربون معه من المرتزقة”.
وحول خطوات الوفاق بعد السيطرة على سرت، قال: “أعتقد ان حكومة الوفاق ستسيطر على كامل تراب ليبيا لكن ليس بالحرب بل الحوار، لا سيما أن أهل بنغازي سينحازون للشرعية ولن يقفوا إلى جوار الانقلاب والاحتلال الخارجي”، مضيفا: “ليس بالحوار مع حفتر الذي لن يكون له أي دور في مستقبل ليبيا، وقد توافقنا مع بعض القوى الفاعلة في الملف الليبي حول هذه المسألة”.
وبشأن طلب روسيا من قوات الوفاق عدم التقدم نحو سرت وبالتمركز في محيطها، قال: “نعم لدينا معلومات عن الرغبة الروسية، لكننا ندعم حكومة الوفاق في استعادة سرت، وفايز السراج أعطى تعليماته بالتقدم واجتياح المدينة”.
وحول إمكانية الحوار مع مصر، ذكر: “تركيا ومصر لهما مصالح مشتركة في مياه البحر المتوسط الدولية، لذلك الأفضل أن نغض الطرف عن الخلافات بيننا في هذا الموضوع، فنحن عندما نختلف في قضية ليس من الحكمة أن نكون أعداء في كل القضايا، فعلى سبيل المثال نحن نتفق مع روسيا في أمور ونختلف في مواضيع أخرى”.
وأكمل: “لكن أبو ظبي تعزز الخلاف بين مصر وتركيا وتقف في وجه أي تعاون مصري معنا في شرق المتوسط حتى ولو كان على حساب مصلحة المصريين، وهذا نوع من العدوان، فدولة الإمارات لها أجندة وسلوكيات لا تليق بمنطق الدولة، وهي تظن أنها تستفيد من إشعال الفتن وزعزعة الاستقرار”.
وفيما يخص توقيع اليونان وإيطاليا اتفاقية ترسيم حدود بحرية بالبحر المتوسط، قال: إيطاليا واليونان كان بينهما خلاف وعالجاه من أجل مصالحهما المشتركة، وطالما أن اتفاقيتهما لا تتضمن عدوانا على حقوق تركيا فنحن نحترمها”.
ودأبت تركيا على إرسال الأسلحة والمرتزقة السوريين إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق في حربها ضد قوات الشعب المسلح التي تسعى لتحرير العاصمة طرابلس من المليشيات والجماعات الإرهابية المسيطرة عليها.
وتستخدم أنقرة سفنًا عسكرية تابعة لها موجودة قبالة السواحل الليبية في هجومها الباغي على الأراضي الليبية بما يخدم أهدافها المشبوهة، والتي تساعدها في ذلك حكومة الوفاق المسيطرة على طرابلس وتعيث فيها فسادًا.
كما تحظى المليشيات المسلحة في ليبيا بدعم عسكري من الحكومة التركية التي مولتها بأسلحة مطورة وطائرات مسيرة وكميات كبيرة من الذخائر، إضافة إلى ضباط أتراك لقيادة المعركة وإرسال الآلاف من المرتزقة السوريين للقتال إلى جانب المليشيات.