أوج – برلين
قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، إن الحل في ليبيا يجب أن يكون سياسيا وليس عسكريا، مؤكدا أن بلاده ستواصل الدعم المقدم لحكومة الوفاق غير الشرعية.
وأضاف قالن، في تصريحات لمراسلي عدد من الصحف حول الشأن الليبي، في العاصمة الألمانية برلين التي يزورها حاليا، طالعتها “أوج”، أن مؤتمر برلين، انعقد تحت مظلة الأمم المتحدة، إلا أن خليفة حفتر، انتهك مخرجات المؤتمر، على غرار انتهاكه للاتفاقيات السابقة.
وتابع: “حفتر رفض الاعتراف أيضا باتفاقية الصخيرات المعروفة بأنها الاتفاقية السياسية بليبيا، ثم نصّب نفسه قائدا للبلاد، وواصل هجماته على المدارس العسكرية والأماكن الأخرى”، متفاخرا بأن حكومة الوفاق أحرزت مكاسب مهمة في الفترة الأخيرة، وحققت توازنا في الاشتباكات.
وزعم أن هدف بلاده هو تشكيل حكومة شرعية لتمثيل جميع الليبيين، وتحقيق العملية السياسية والقضاء على هذا الانقسام، قائلا: “لقد عملنا على صياغة تمكّن ليبيا من استخدام مواردها من أجل شعبها، وخطوات حكومة الوفاق لضمان الاستقرار السياسي والأمن للمواطنين، تمثل بالطبع أهمية كبيرة”.
وأعرب قالن عن رفضه لإعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد، في إشارة إلى مبادرة القاهرة، قائلا: “هناك مبادرات مثل الأمم المتحدة ومؤتمر برلين، فمن الواضح أن العملية لن تستمر بأجندة إيجابية عبر إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد، عبر مبادرات بديلة”.
وأشار إلى ضرورة توحيد كافة جهود التنسيق وبطريقة متزامنة، لافتا إلى مباحثات هاتفية مكثفة بين أردوغان والرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، بالإضافة إلى المباحثات المتواصلة لوزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو مع نظرائه.
وحول مطالب وقف إطلاق النار التي أعلن عنها حفتر، قال: “الجنرال الانقلابي كلما وقع في ورطة، إما يعلن عن وقف إطلاق نار، أو يعلن عن تنصيب نفسه حاكما لليبيا عبر بيان أحادي”، متابعا: “حكومة الوفاق لا تثق في حفتر، وتعتقد أن هذه خطوة تكتيكية ومناورة، وهي محقة إلى حد كبير في ذلك، لأنه في الماضي، كان حفتر الجانب الذي انتهك مبادرات أبو ظبي وموسكو وبرلين”.
وأكمل قالن: “حفتر يحاول فتح مساحات لنفسه عبر وقف إطلاق النار، بعدما بدأ بخسارة مواقع في ليبيا، لذلك هناك انعدام ثقة به من قبل السراج وحكومة الوفاق”، لافتا إلى ضرورة إرساء أرضية سلام تجمع الأطراف الفاعلين في ليبيا، خصوصا أن حفتر والعقلية التي يمثلها والنظام التحالفي الذي أتى به جميعهم لا يخدمون الهيكلية التي تسعى للسلام والوحدة الليبية، بحسب تعبيره.
وحول التدخل التركي في ليبيا، قال: “لدينا تاريخ قديم مع ليبيا، نحن لسنا دولة جديدة أو أجنبية بالنسبة لليبيا، لدينا أكثر من 500 سنة من التاريخ المشترك”، مضيفا: “في الآونة الأخيرة، لدينا اتفاق مع الحكومة الشرعية بطلب منها، ويعلم الجميع أن الشركات التركية عملت لسنوات في ليبيا، كما أن المصابين من الحرب هناك تم علاجهم في تركيا وإلى الآن يواصلون تلقي العلاج”.
وواصل: “لدينا علاقات وثيقة وشاملة مع ليبيا، وتركيا تمنع الفرص أمام الانتهازيين وليس العكس كما يقول البعض”، متابعا أن عدم الاستقرار في ليبيا يؤثر على كل من شمالي إفريقيا وجنوبي أوروبا وحتى الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي “الناتو”؛ فاستمرار الحرب يعني استمرار للهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات والإتجار بالبشر وهذا الأمر يؤثر على أمن الناتو وأوروبا.
وزعم متحدث الرئاسة التركية أن الأحداث في ليبيا تؤثر على تركيا أيضا في عصر العلاقات الدولية، وبالتالي فإن ضمان السلام والاستقرار في ليبيا يصب في مصلحة تركيا والشعب الليبي وجميع شعوب المنطقة، مؤكدا أن كل خطوة تشجع وتدعم حفتر تتسبب في المزيد من الموت وعدم الاستقرار في ليبيا، وعلى الجهات الفاعلة الدولية الداعمة لحفتر بالسلاح والمال والفكر إدراك تلك الحقيقة، بحسب قوله.
وتجاهلت تركيا الحظر الدولي المفروض على ليبيا في توريد السلاح، ودأبت على إرسال السلاح والمرتزقة والجنود الأتراك إلى طرابلس للقتال بجانب حكومة الوفاق غير الشرعية.
ويثير التدخّل التركي العسكري في ليبيا حفيظة نسبة كبيرة من الشارع التركي الذي ينتقده، ويطالب أردوغان بسحب الجنود الأتراك من ليبيا، وعدم تقديمهم قرابين من أجل تمرير سياساته هناك.