أوج – تونس
علقت السفارة الأمريكية لدى ليبيا، اليوم الخميس، على ما أوردته البعثة الأممية لدى ليبيا بشأن المقابر الجماعية في ترهونة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تشاطر بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا قلقها في هذا الأمر.
وأوضحت السفارة الأمريكية، في تغريدة لها عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، طالعتها “أوج”، أنها تدعم الجهود الفورية التي تبذلها السلطات الليبية والهيئات الدولية للتحقيق في هذه الانتهاكات التي لا تطاق وتقديم الجناة إلى العدالة.
وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، أعربت اليوم الخميس، عن قلقها إزاء التقارير التي وصفتها بـ”المروعة جدًا” بشأن اكتشاف ثماني مقابر جماعية على الأقل خلال الأيام الماضية، معظمها في ترهونة.
وأكدت البعثة الأممية، في بيانٍ إعلامي، طالعته “أوج”، أنه وفقًا للقانون الدولي فإنه يتعين على السلطات إجراء تحقيق سريع وشفاف وفعال في التقارير حول ارتكاب حالات قتل خارج نطاق القانون.
ورحبت البعثة بقرار وزير العدل بحكومة الوفاق غير الشرعية، بتشكيل لجنة تحقيق، داعيًا أعضاء هذه اللجنة إلى المباشرة في العمل على حماية مواقع المقابر الجماعية من العبث، والتعرف إلى الضحايا وأسباب الوفاة، وإعادة الجثامين إلى ذويهم.
ووفق البيان، جددت البعثة استعدادها لتقديم الدعم المطلوب إذا لزم الأمر.
وكانت اللجنة المشتركة لرصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان، أكدت أنها تابعت الإصابات المتزايدة من ضحايا الألغام التي زرعتها ما وصفتها بـ”الميليشيات المعتدية” على العاصمة قبل طردها، مؤكدة أنه تم زرعها في مساكن المدنيين، ووجد بعضها مموها مع دمى وألعاب الأطفال في تجرد صريح من أبسط قيم الأخلاق والإنسانية، على حد وصفها.
وقالت اللجنة، إن الإحصائيات المبدئية لهذه الإصابات بلغت حتى تاريخ الأمس 67 إصابة، منها 27 وفاة و40 إصابة بجروح متفاوتة، مؤكدة أنها رصدت ووثقت كل هذه الأفعال التي تشكل جرائم خطيرة وفقًا للقوانين الوطنية والقانون الدولي الإنساني، مطالبة جميع النازحين بالتريث في العودة لمنازلهم إلي حين انتهاء السلطات المختصة من تأمين هذه المناطق.
وأوضحت اللجنة، أنها تابعت عن طريق فرق الرصد التابعة لها استخراج عدد من الجثث من عدد من المقابر الجماعية والآبار المهجورة بمدينة ترهونة ومحيطها، قائلة: “إن ذلك تم بعد تحرير المدينة من ميليشيا الكاني التي كانت تختطف المدينة، علاوة على أكثر من 100 جثة وجدت بمستشفى ترهونة العام”، مؤكدة أنها لن تدخر جهدًا في سبيل إظهار الحقيقة وكشف المسؤولين عن ارتكاب هذه الفظائع وتقديمهم للعدالة.
ويأتي هذا البيان برغم ما شهدته مدينة ترهونة بعد سيطرة ميليشيات حكومة الوفاق عليها من خروقات انتقامية تجاه النازحين، حيث تعرضت أجزاء واسعة منها لدمار كبير، جراء القذائف والرماية المضادة، مُسببة خسائر في الأرواح والمعمار.
وطالت الخروقات نازحي ترهونة باعتداءات متعمدة خارج الاشتباكات، شملت حرق المنازل واقتحام المرافق العامة من أسواق ومبانٍ إدارية، ومطاردة النازحين وقصفهم بالطيران المُسير لحين وصولهم إلى سرت متجهين إلى المدن الشرقية.
وسيطرت المليشيات التابعة لحكومة الوفاق غير الشرعية بدعم من المرتزقة السوريين والإمدادات التركية، على منطقة وبوابة فم ملغة، كما تمكنت من بسط سيطرتها الكاملة على مدينة ترهونة بعد انسحاب جميع القوات منها، وكذلك بلدة العربان جنوب غرب طرابلس.
كما أعلن الناطق باسم قوات حكومة الوفاق غير الشرعية، محمد قنونو، بسط مليشيات الوفاق سيطرتها على مدينة بني وليد بعد ساعات من دخول ترهونة.
ودأبت تركيا على إرسال الأسلحة والمرتزقة السوريين إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية في حربها ضد قوات الشعب المسلح التي تسعى لتحرير العاصمة طرابلس من المليشيات والجماعات الإرهابية المسيطرة عليها.
وتستخدم أنقرة سفنًا عسكرية تابعة لها موجودة قبالة السواحل الليبية في هجومها الباغي على الأراضي الليبية بما يخدم أهدافها المشبوهة، والتي تساعدها في ذلك حكومة الوفاق غير الشرعية المسيطرة على طرابلس وتعيث فيها فسادًا.
كما تحظى المليشيات المسلحة في ليبيا بدعم عسكري من الحكومة التركية التي مولتها بأسلحة مطورة وطائرات مسيرة وكميات كبيرة من الذخائر، إضافة إلى ضباط أتراك لقيادة المعركة وإرسال الآلاف من المرتزقة السوريين للقتال إلى جانب المليشيات.