الغرياني: لابد من استكمال المعركة إلى آخرها وعلى الثوار إثبات وجودهم في كيان مُعترف به كالحرس الوطني #قناة_الجماهيرية_العظمى_قناة_كل_الجماهير
أوج – تاجوراء
قال المُفتي المُعين من قبل المجلس الانتقالي السابق، الصادق الغرياني، إن النصر المبين تحقق في هذه الأيام، وتم تتويجه بتحرير مدينة ترهونة، من ما وصفهم بـ”العصابات المجرمة والضلال والظلم”.
وذكر في مداخلة هاتفية له، عبر فضائية “التناصح” تابعتها “أوج”: “هذه العصابات فرت تجر ذيول الهزيمة، والخيبة والذل، ومعها كل من ساندها وعلى رأسهم الدول التي لم تألوا جهدًا في قتل الليبيين، وغيرهم من الشعوب في البلاد المختلفة”.
وتقدم الغرياني، بالشكر لمن وصفهم بـ”الأبطال” الذين سطروا ملاحم البطولة والفداء، في جبهات القتال، قائلاً: “سواء على أبواب طرابلس، أو في المدن الغربية وبوقرين، وإذا قارنّا ما بأيدينا وما بأيدي العدو، لن نجد وجهًا للمقارنة، وطوال السنوات ترسل بعض الدول العتاد والذخيرة والمرتزقة والبواخر لدعم العدو”.
واعتبر الغرياني، أن ما أسماه بـ”النصر” يعود إلى صبر ومثابرة الأبطال وجهادهم، قائلاً: “أحيي أهالي الشهداء الأبطال، الذين قُتلوا في المعارك، وأُقُدر مأساتهم وأعيش معاناتهم بعدما فقدوا ذويهم، وأتقدم بالشكر لكل من أسهم في هذه المعارك بأي جهد، وأحيي الساسة المخلصين، ممن قدموا العون ووقفوا مع الجبهات”.
واستفاض الغرياني: “أحيي كل من أسهم معهم في أي ميدان من الميادين، سواء من قدّم الدعم بالمال، أو الدعم المعنوي، أو بإعداد الطعام، وتزويد الجبهات بما تحتاج إليه من السلاح والتحشيد، وأحيي الدول الشقيقة التي وقفت معنا وعلى رأسها قطر وتركيا، فإن تركيا منذ 3 أشهر دخلت بثقلها معنا في المعركة، ورئيسها كان شغله الشاغل حمل القضية الليبية في المحافل الدولية، وكان خبيرًا في ألاعيب الدول، ويدير قضيتنا على أكمل وجه، ولا يزال مُصممًا على تحرير جميع أجزاء ليبيا، ولن يقبل بأي انتصار مُجزأ”.
ووجه الغرياني رسالة لمن وصفهم بـ”الأبطال والمقاتلين والثوار والجيش الليبي، والضباط وكل من أسهم معهم بالسلاح”، قائلاً: “إن الذي انتصرنا فيه حتى الآن مجرد معركة، ولا تزال أمامنا معارك كثيرة، فلا يمكن أن تقبلوا بالنصر في معركة واحدة، فإذا لم يكتمل النصر سيعود علينا بخسارة كبيرة، وهذا ما حدث في السنوات الماضية”.
وروى الغرياني: “أعلنّا التحرير بعد 2011م، قبل أوانه، فجر علينا حروبًا، نخسر في كل حرب منها خيرة شبابنا، فحذاري القبول بانتصار منقوص، ولابد من استكمال المعركة إلى آخرها، ولا تكتمل المعركة إلا بجمع الكلمة وتوحيد الصفوف، وعدم السماح بدخول أهل الفتن، بذرائع الغنائم والجهوية والقبلية”.
واستدرك: “لابد أن تكونوا في مستوى التضحيات وفاء لإخوانكم من الشهداء الذين فقدتموهم، ولا يتم النصر إلا بتتبع الفلول والمجرمين، الذين فعلوا كل ما يقدرون عليه للإمعان في سفك الدماء، وهؤلاء فروا الآن إلى بعض المناطق كبني وليد والأصابعة والمنطقة الوسطى، هؤلاء لابد من ملاحقتهم، والقبض عليهم، لأنهم يبذلون قصارى جهدهم لأن يقتلوا منكم أكبر عدد ممكن، وهم محاربون وقُطاع طرق وليسوا بُغاة”.
وأوضح الغرياني: “هؤلاء يسرقون أسلاك الكهرباء، ويقطعون الطرق، ومجرمون، ويضعون الألغام تحت جثث قتلاهم، وهؤلاء يجب عدم التساهل معهم، بل يجب تتبعهم والقصاص منهم وقتلهم، ولابد من الانتصار عليهم وقطع دابرهم، وإذا تم تركهم سيعدون حربًا قادمة، بصورة أشرس، والمدن التي تأوي الفارين لا يحل لها شرعًا القيام بذلك، ويجب الإبلاغ عنهم، ومن تستر عليهم ملعون بلعنة الله”.
وبيّن: “أقول للأبطال أيضًا، يجب ألا تأخذكم نشوة النصر، وتتجاوزوا حدود الله، وتقعوا في الظلم، لأن مرتعه وخيم، وكل مدينة تدخلونها لا تعتدوا على الآمنين، ولا تدخلوا البيوت بغير إذن، ولا تنهبوا، ولكن لا تتساهلوا في استتباب الأمن، وهناك كثيرون في ترهونة خونة وعملاء وجواسيس، وأعين للكانيات المجرمة، ومن يرجع إلى ترهونة ويحكم الجهات الإدارية فيها، يجب مراجعة اسمائهم أولاً، وترهونة بها أيضًا ثوار ومجاهدون وفضلاء، هم الذين يجب أن يتسلموا أمر ترهونة”.
واختتم الغرياني: “لا تفرطوا في الأمر، وتستعجلوا الخروج من البلاد، وتُمكنوا من ترهونة المجرمين، لأنه إذا حدث ذلك سيرجع الفلول، وستسبب المآسي، وعلى الأبطال أيضًا ألا يخرجوا من المولد بلا حمص، فلابد من جمع الكلمة وفرض وإثبات وجودهم، ليكون لهم كيان مُعترف به، سواء حرس وطني أو غيره، تحت السلطات الرسمية في الدولة، ويُسن لهم قانون يحفظ حقوقهم، وإذا رجعوا إلى بيوتهم فبذلك يكونوا فرطوا في إخوانهم الشهداء، فالنصر لم يتحقق بسهولة”.