أوج – القاهرة
أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا، اليوم السبت، عن تقديرها لدور القيادة المصرية وحرصها على استقرار وسلامة ليبيا، مشيرة إلى تقديرها وحرصها على سلامة وأمن جمهورية مصر العربية، معتبرة أنها دولة جارة وشقيقة.
وردت الجبهة، في بيانٍ إعلامي، تلقت “أوج” نسخة منه، على مبادرة رئيس مجلس النواب المُنعقد في طبرق عقيلة صالح، التي وصفتها بـ”الغبية” في هذه اللحظات المفصلية والتاريخية، معتبرة أنها متأخرة ومضيعة للوقت والجهد بعد أن كان متاحًا من خلال مؤتمر غدامس الذي كان يمكن من خلاله خلق مناخ سياسي كفيل بحل الأزمة، تم إجهاضه بعمل عسكري وصفته بـ”الغبي المتسرع وغير المدروس”، والذي لم يتم استشارة أحد فيه.
وأشارت الجبهة، إلى أن رفض عقيلة صالح وتعنته عن إصدار قانون للانتخابات بالرغم من المحاولات العديدة والمتكررة طوال سنوات، جاء خوفًا منه ومن أعضاء البرلمان على مناصبكم، وبالتالي ضياع الامتيازات المنهوبة بغير وجه حق من قوت الليبيين ومقدراتهم.
واعتبرت الجبهة أن سعي صالح لإعادة تدوير “البرلمان المنتهي الصلاحية” الذي وصفتهبـ”القذارة” في مناصب جديدة وبأسماء جديدة تجلى في قوله: “لنبدأ من نقطة الصفر”، في محاولة جديدة للبقاء لأطول فترة ممكنة وللانتقال من رئاسة البرلمان لرئاسة الدولة.
ولفتت الجبهة، إلى أن لغة الترضية والتقرب للمستعمر بطريقة وصفتها بـ”المقيتة” من خلال تجذير التقسيم العثماني عبر التحدث عن مبادرة الأقاليم الثلاث، قائلة:”تلك المبادرة التي تبرأ منها حتى سيدك إدريس السنوسي، وألغيت لتظل ليبيا واحدة، وعبارتك التي خانتك وأنت تتحدث عن تقسيم الحصص وكأن بلادنا كعكة”.
وفي سياق متصل توجهت الجبهة لخليفة حفتر، قائلة: “كان عليكم حساب هذه اللحظة جيدًا قبل تقديم آلاف الشهداء والمبتورين وأنتم تعلنون عن ساعات صفرية بلا حساب وتفويضات وهمية، دفع ثمنها شباب بلادنا”.
وتساءلت الجبهة: “أين أنت اليوم وأبنائك وأصهارك؟ أين حاشيتك وبطانتك الفاسدة التي زينت لك طريق الشيطان؟، وأين الليبيين وأسرهم الآن بسبب رعونتك وغبائك وطيشك.. أمنتم حياتكم وحفظتم مستقبل أولادكم ومستعدين لتنازلات أكبر عبر حل سياسي يضمن استمراركم وتركتم آلأف الليبيين بين قتلى ومشردين، وعُرضة للطائرات التركية تلاحقهم في الأودية والشعاب”.
وتابعت: “تدعون لوقف إطلاق نار وسط قاعات المؤتمرات وقوات عبيد السلطان وفيلق الشام تتقدم نحو مدينة سرت متجهة إلى مؤانئ وحقول النفط”.
ولفتت الجبهة، إلى أن الكلمة اليوم للشعب الليبي، قائلة: “هذه معركتكم أنتم، معركة كل الليبيين، قبل تقسيم ليبيا وبيعها للدول الإقليمية من خلال اتفاقات تدور تحت الطاولة وعلى حساب ليبيا والأجيال القادمة”.
واختتمت: “نحن أبناء وأخوة الليبيين الذين تصدوا ثمانية شهور لعدوان أربعين دولة عام 2011م.. لن نتراجع أمام عبيد السلطان وفيلق الشام ولن نتراجع أمام مليشيات المنافقين وسنستمر في معركتنا وسنقاتل بشرف تاركين عقيلة وحفتر خلفنا بعد أن تم ركلهم أوراق محروقة في مزبلة التاريخ”.
وأطلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب المنعقد قي طبرق عقيلة صالح بالقصر الرئاسي في القاهرة، مبادرة لحل الأزمة الليبية باسم “إعلان القاهرة”، تشتمل على احترام جميع المبادرات والقرارات الدولية بشأن وحدة ليبيا.
ويشمل “إعلان القاهرة” دعوة كل الأطراف الليبية لوقف إطلاق النار اعتبارا من الاثنين، مع أهمية الالتزام بمخرجات مؤتمر برلين بشأن الحل السياسي في ليبيا، كما تتضمن المبادرة الالتزام بإعلان دستوري ليبي، وتطالب المجتمع الدولي بضرورة العمل على إخراج المرتزقة الأجانب من الأراضي الليبية.
وتتضمن المبادرة كذلك تفكيك المليشيات وتسليم أسلحتها، كما تهدف لضمان تمثيل عادل لأقاليم ليبيا في مجلس رئاسي ينتخبه الشعب، وتوزيع عادل وشفاف للثروات على جميع المواطنين، دون استحواذ المليشيات على أي من مقدرات الليبيين.