“ذا ناشيونال”: المرتزقة السوريين في الخطوط الأمامية للقتال.. وبعضهم أطلق النار على قدمه للهروب من جحيم ليبيا #قناة_الجماهيرية_العظمى_قناة_كل_الجماهير
أوج – القاهرة
سلطت صحيفة “ذا ناشيونال” الضوء على ندم المرتزقة السوريين الموجودين بين صفوف قوات حكومة الوفاق غير الشرعية، بسبب عدم إيفاء تركيا بوعودها التي قطعتها على نفسها بأن تصل رواتبهم أكثر من 2000 دولار، بينما لم يصل الراتب الحقيقي إلى نصب المبلغ المتفق عليه، إلى جانب احتدام المعارك ومقتل العشرات منهم في المحاور.
وقالت الصحيفة، في تقرير، طالعته وترجمته “أوج”، إن المرتزقة السوريين في تركيا يقولون إن ليبيا ليست حربا يريدون الموت من أجلها، خاصة بعد أن تعرضوا للخداع بسبب الأجور التي عرضتها عليهم تركيا للذهاب إلى ليبيا، لكن بعضهم أطلقوا النار على أنفسهم هربًا من جحيم ليبيا.
وأضافت أنه عندما وصلوا إلى ليبيا لأول مرة في أي النار/ يناير الماضي، كان المقاتلون لا يخفون حماسهم، خاصة بعدما وعدتهم تركيا بمبلغ 2000 دولار أمريكي شهريًا للقتال واعتقدوا أنه يمكن كسبها بسهولة.
وأوضحت الصحيفة أن المجموعة من الأولى من المرتزق كانت عبارة عن قائد يدعى عدنان ومعه 30 مرتزقا، وبعد بضعة أسابيع، انضم إليهم 150 آخرين من جنوده في سوريا، ولكن لم يمض وقت طويل قبل انحسار الإثارة الأولية.
ونقلت الصحيفة عن عدنان، البالغ من العمر 40 سنة، قائد مجموعة تابع لفصيل حمزة، قوله “منذ ذلك الحين، قتال بالقرب من خط المواجهة في عين زارة، وهي المنطقة الجنوبية للعاصمة طرابلس، فقدت 19 من اللواء وأصيب 80 آخرين، ولم أخسر الكثير من الرجال في 10 سنوات من الحرب السورية الدموية، والآن نأسف على قدومنا، الثمن الذي دفعناه مرتفع”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال معارك عين زارة، تمكنت قوات الشعب المسلح والقوات المساندة لها من القبض على سبعة من رجال عدنان عند نقطة تفتيش، وظهر رجل من دير الزور على قناة العربية، يدين عدنان لاصطحابه إلى ليبيا.
وأكدت الصحيفة أن أغلب المرتزقة الذين اتخذتهم تركيا إلى ليبيا قاتلوا في شمال سوريا، وآخرها المشاركة في عملية درع الربيع التي أطلقها الرئيس رجب طيب أردوغان في نهاية 2019م.
وقال عدنان إن أنقرة أرسلت بالفعل 7000 مقاتل من وكلائها السوريين إلى طرابلس ومصراتة، وإنهم يخططون لرفع العدد إلى 10000 في الأشهر المقبلة، مبديا أسفه لقرار اصطحاب رجاله للقتال في ليبيا.
وقال مرتزق يدعى أسامة، 25 عاما، وهو ليس من جنود عدنان، وينتمى إلى كتيبة السلطان مراد: “إنها مثل بداية الحرب السورية، كل يوم نرسل 100 جندي مصاب إلى المنزل ونجلب 300 جندي جديد، لقد تنازلنا عن شرفنا، بعنا الثورة السورية مقابل المال، لقد أصبحنا رهينة في لعبة الشطرنج وينقلنا الأتراك إلى حيث يريدون”.
واستدرك: “لماذا أعود إلى سوريا؟ في سوريا، الموت في كل مكان، لكن في ليبيا، يوجد مال وموت، لهذا اخترت البقاء”.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في 30 الماء/ مايو، قُتل مراد العزيزي، قائد لواء السلطان مراد، أثناء محاولته استعادة مطار طرابلس الدولي، حيث إن الجماعات السورية المجهزة بمدافع مضادة للطائرات عيار 23 ملم و 14.5 AK47 مفككة تحتل الخطوط الأمامية.
وفي السياق، قال عبد الله، 22 سنة، مقاتل من فرقة الحمزة: “أعتقد أن الأموال التي سأكسبها من القتال ستساعد عائلتي على البقاء في مخيمات اللاجئين غير الرسمية في إدلب، بالقرب من الحدود مع تركيا”.
وأضاف عبد الله، في رسالة عبر واتس آب: “أخبرنا الأتراك أن واجبنا سيكون حراسة قواعدهم العسكرية، ولكن في الواقع، نحن غرقنا في حرب أهلية دموية أخرى”.
وذكرت الصحيفة أن “الكثير منهم طلب العودة إلى تركيا، لكن المليشيات لا يمكنها مغادرة ليبيا دون مرافقة أو إذن، خاصة أن معظمهم ليس لديهم حتى بطاقات هوية، والمقاتلون الجرحى هم الوحيدون المسموح لهم بالمغادرة، وقد أطلق 20 على الأقل من جنود عدنان النار على أرجلهم هربًا من خط الجبهة”.
وقال يوسف، عضو فرقة سليمان شاه التي نشأت في مدينة دير الزور في شرق سوريا، 25 سنة: “أريد العودة إلى ديارنا، هذه حرب لا أريد أن أموت من أجلها، وبعد حصولي على راتبي لأول شهرين، أردت الهروب إلى أوروبا، لكن لم أتمكن من العثور على مهرب، وكنت أخشى أن يطلق عليه الجنود الأتراك الرصاص أو يُقبض عليه من قبل الليبيين”.
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، إن تركيا لم تكتفِ بإرسال المرتزقة السوريين إلى ليبيا، بل نقلت إليها أيضا آلاف الإرهابيين المتطرفين من غير السوريين، وهم أساسا مدرجون على قوائم الإرهاب.
وأضاف عبدالرحمن، في تصريحات لـ”العربية.نت”، طالعتها “أوج”، أن المرصد وثق نقل أنقرة كتيبة كاملة مؤلفة من 49 مقاتلاً كانوا يقاتلون إلى جانب الدواعش، كما أن الأجهزة التركية ما زالت مستمرة باستخدام وسائل الترهيب والترغيب ضد الشباب السوري في عملية التجنيد، فهي توهم بعضه أنه ذاهب إلى ليبيا لقتال الروس والانتقام منهم لما فعلوه في سوريا بدعم النظام.
وتابع: “أنقرة نقلت دفعة جديدة تضم 400 مقاتل من الفصائل السورية الموالية لها، ليترفع بذلك إجمالي المجندين الذين وصلوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن إلى نحو 11,600 مرتزق سوري، بينهم 200 طفل، في حين أن عدد المجندين الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 2500 مجند، منذ الحرث/ نوفمبر من العام الماضي”.
وأعلن أن حصيلة قتلى مرتزقة الحكومة التركية بلغت 339 عنصرا، بينهم 20 طفلا دون سن الـ 18، كما أن من ضمن القتلى قادة مجموعات ضمن تلك الفصائل.
ويرغب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في تحقيق حلمه الاستعماري في المنطقة على حساب مقدرات الشعوبة وزعزعة الأمن، محققا في الوقت نفسه هدفه في التخلص من المرتزقة السوريين الذين أصبحوا عبئا ثقيلا عليه، ودفع بهم إلى ليبيا في معركة سوف ينتهون فيها.