أوج – جنيف
تسود حالة من الفوضى والعصيان في صفوف المرتزقة السوريين الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا منذ عدة أشهر، بسبب الأوضاع الصعبة التي يعيشونها، وعدم إيفاء تركيا بالمغريات التي ادعت تقديمها في البداية، فضلاً عن سقوط عدد كبير من القتلى والمصابين منهم.
وكشفت المرصد السوري لحقوق الإنسان نقلا عن مصادر في تقرير له، طالعته “أوج”، أن الحكومة التركية تلجأ إلى استغلال الفقر المدقع للشعب السوري، لاسيما مع انهيار سعر الليرة السورية مقابل الارتفاع الشديد في أسعار السلع الغذائية وتدهور الاقتصاد بشكل عام، لإرسال المقاتلين إلى طرابلس للقتال إلى جانب حكومة الوفاق الغير شرعية.
وأكد التقرير ظهور حالة من العصيان والتمرد مؤخرا بين جماعات المرتزقة وتصاعد الرفض لعمليات التجنيد بين السوريين لأسباب عدة، منها الخسائر الفادحة التي تكبدها عناصر المرتزقة في محاور القتال في مواجهة قوات الشعب المسلح والقوة المساندة من أبناء القبائل.
وأوضح أن من ضمن الأسباب أيضا عدم صرف مستحقاتهم المالية بالرغم من الوعود التركية لهم بصرفها على أكمل وجه وبشكل دوري، وعملية الخداع التركي التي تعرضوا لها وقت تجنيدهم في سوريا والأكاذيب التي اختلقها الجانب التركي لإقناعهم بما في ذلك زعم مواجهة القوات الروسية في ليبيا والثأر منها، وكذا القتال بجانب القوات التركية.
وكان المرصد قدر أن الأعداد الحالية للمرتزقة الذين تم إرسالهم من قبل تركيا إلى ليبيا بنحو 11,200 عنصرا.
والجدير بالذكر أنَّ عمليات إرسال المرتزقة السوريين من عناصر المعارضة السورية الموالية لتركيا لا تزال مستمرة من مناطق سيطرة المعارضة شمالي حلب إلى ليبيا عبر الأراضي التركية، وذلك إلى جانب إعادة نوبات التبديل والعناصر الذين لم يتأقلموا أو يصلحوا للقتال بليبيا ودفعات القتلى والجرحى من الأراضي الليبية باتجاه تركيا ومنها إلى ريف حلب الشمالي عبر معبر حور كلس العسكري.