أوج – الجزائر
قال وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، إنه رغم التطورات الميدانية الخطيرة التي تشهدها ليبيا، إلا أن بلاده لاتزال تواصل جهودها حتى اليوم من أجل تخفيف حدة التوتر وإقناع مختلف الأطراف المعنية بأهمية مواصلة مسار الحل السياسي.
وأضاف بوقادوم، خلال كلمة له، تابعتها “أوج”، أن جهود الجزائر تساعدها الثقة التي تحوذها من مختلف الأطراف الليبية، مؤكدا أن بلاده ستواصل اتصالاتها وجهودها بشكل متصاعد بالتوازي مع تحسن الظروف الصحية الناجمة عن تفشي وباء كورونا؛ من أجل تشجيع الليبيين على الرجوع إلى طاولة المفاوضات.
وأكد أن بلاده تنظر في هذا الصدد إلى مختلف المبادرات الليبية الرامية إلى تفعيل المسار السياسي.
وانتقد وزير الخارجية الجزائري، قبل أيام، التدخلات الخارجية في الأزمة الليبية، مؤكدا أنها لا تتفق إلا على إبقاء ليبيا في حالة الفوضى ومسرحا للحروب بالوكالة وساحة لتصفية الحسابات على حساب دماء أبناء الشعب الليبي.
وقال بوقادوم، في بيان للخارجية الجزائري، طالعته “أوج”، إن استمرار تدفق الأسلحة نحو ليبيا ساهم في تسليح المجموعات الإرهابية، معربا عن انشغال بلاده بالتطورات الخطيرة التي تمر بها ليبيا في الأسابيع الأخيرة.
وأكد أن التدفق الكبير للسلاح نحو ليبيا في انتهاك صارخ للقرارات الدولية، ولم يؤجج سعير الحرب الأهلية فحسب، بل ساهم في تسليح المجموعات الإرهابية التي أضحت تهدد أمن المنطقة، وتعرقل مسار التسوية السياسية لهذه الأزمة.
وجدد استعداد الجزائر لاحتضان الحوار الليبي، وتأكيدها على الدور المحوري الذي يجب أن تلعبه دول الجوار والاتحاد الإفريقي في المسار الأممي لتسوية الأزمة الليبية.
وتشهد الساحة الليبية أحداثا متسارعة وتطورات يومية منذ سيطرة مليشيات الوفاق على مدن الساحل الغربي؛ مثل صرمان وصبراتة والعجيلات، وبعدها قاعدة الوطية الجوية العسكرية، بالإضافة إلى إحراز تقدمات في محاور جنوب طرابلس بفضل الدعم التركي بالأسلحة والمرتزقة، إلا أن قوات الشعب المسلح تقف لها بالمرصاد وتكبدتها خسائر في الآليات والأرواح كلما همت بمهاجمة أحد المحاور.