أوج – طرابلس
تنصل رئيس المجلس الأعلى للإخوان المسلمين “الدولة الاستشاري” خالد المشري، في خطاب للقائم بأعمال النائب العام من تقديم الوساطة لعودة أسرة السلوقي الشهير بالوحشي من اسطنبول إلى مطار مصراتة يوم 5 الماء/ مايو الجاري، دون إجراء اختبارات فيروس كورونا، زاعما أن مجلسه اتخذ كل الإجراءات الممكنة لمنع انتشار الفيروس وحماية الليبيين من الجائحة.
وأضاف في خطابه الذي طالعته “أوج”، أن “الاستشاري” شكل لجنة لمتابعة الإجراءات الحكومية، وضرورة الالتزام بما تقرره الجهات التنفيذية بالخصوص ومساعدة وتذليل أي صعوبات تواجه اللجنة العليا لمكافحة جائجة كورونا، مشيرا إلى عقد العديد من الاجتماعات مع كل الجهات ذات العلاقة.
وحول عودة أسرة أحد قادة مليشيات الزاوية المدعو فراس الوحشي إلى مطار مصراتة، قال: “تلقينا اتصالا يوم الثلاثاء الماضي من والدة الشهيد فراس عمار السلوقي تطلب فيه المساعدة في العودة إلى ليبيا على أول رحلة ممكنة لحضور جنازة ابنها الشهيد، وعند الإشارة بضرورة خضوعهم للإجراءات المتعلقة بمكافحة جائحة كورونا لأن الأمر يتعلق بالسلامة العامة، أفادونا بعدة أشياء”.
وتابع: “في يوم 15 الربيع/ مارس الماضي، عادت الأسرة من رحلة عمرة إلى أنقرة حيث تم حجزهم في السكن الطلابي بمنطقة قول باشى لمدة 17 يوما ثم حجز آخر لمدة إضافية أجريت خلالها اختبار pcr كوفيد 19؛ للتأكيد من الخلو من هذا الفيروس وظهرت النتائج سلبية، وعادت الأسرة إلى الحجر المنزلي الإجباري باسطنبول في شهر الطير/ أبريل، والتزمت به بناء على تعهد مكتوب للسلطات التركية بالخصوص”.
وواصل: “تم نقل هذه المعلومات للقنصل العام المكلف، والذي أفاد بأنه يمكن الاستناد على هذه الاختبارات والحجر بشرط موافقة وكيل وزارة الخارجية للشؤون الفنية ورئيس لجنة متابعة عودة الليبيين العالقين بالخارج؛ والذي أفاد بأنه لا مانع لديه في ظل هذه المعطيات على أن يعود التقدير النهائي إلى القنصل العام الملكلف”.
وأكمل: “وافق القنصل على التعامل مع هذه الحالة، وأن أقرب رحلة ممكنة هي رحلة اليوم الثاني فجرا بشرط ألا يكون الصعود للطائرة على حساب أي مواطن ليبي آخر، وقامت القنصلية بتقديم كل المساعدات الممكنة للعائلة للصعود إلى الطائرة فجر اليوم التالي”.
وأردف: “عند وصول الطائرة إلى مطار مصراتة، تم التعامل مع الأسرة على أنها لم تجر الاختبارات المطلوبة لأن نموذج الاختبارات المعتمدة لديهم يختلف على النموذج المعمول به في تركيا، وقد تفهمت الأسرة هذه الإجراءات، وأخذت منهم عينات جديدة للاختبار وظهرت والحمد لله النتيجة سالبة”.
وأكد: “اقتصر طلب العودة للأسرة فقط في الاستعجال بالعودة إكراما للشهيد، ولم يُطلب مطلقا أي استثناء عن الإجراءات الطبية، ونؤكد على حرصنا الشديد على إظهار حقيقة هذه الحادثة لأنها أصبحت قضية رأي عام ونامل نشر نتائج التحقيق فيها”.
وكانت لجنة مجابهة كورونا ببلدية مصراتة، هددت بوقف استقبال رحلات المواطنين العائدين من الخارج، بعد كشفها عن عودة 9 مواطنين بإحدى الرحلات القادمة من إسطنبول دون إجراء فحص لهم للتأكد من إصابتهم بكورونا من عدمه.
وقدمت اللجنة بلاغا إلى النائب العام في طرابلس، وبدورها أعلنت القنصلية الليبية في اسطنبول تلقيها أوامر عليا من المشري بإعادة المذكورين وتجاوز الإجراءات المتبعة.
وسجلت ليبيا 64 حالة إصابة بفيروس كورونا، وبلغت حالات الشفاء 24، فيما بلغت الوفيات 3 حالات.
وظهر الفيروس الغامض في الصين، لأول مرة في 12 الكانون/ ديسمبر 2019م، بمدينة ووهان، إلا أن بكين كشفت عنه رسميا منتصف آي النار/ يناير الماضي.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق حالة الطوارئ على نطاق دولي لمواجهة تفشي الفيروس، الذي انتشر لاحقا في عدة بلدان، ما تسبب في حالة رعب سادت العالم أجمع.
وينتقل فيروس كورونا عن طريق الجو في حالات التنفس والعطس والسعال، ومن أول أعراضه، ارتفاع درجة حرارة الجسم، وألم في الحنجرة، والسعال، وضيق في التنفس، والإسهال، وفي المراحل المتقدمة يتحول إلى التهاب رئوي، وفشل في الكلى، قد ينتهي بالموت.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.