أوج – روما
استنكر رئيس وفد البرلمان الأوروبي للعلاقات مع البلدان المغاربية أندريا كوزولينو، وقوع القصف بالقرب من مقر إقامة السفير الإيطالي في طرابلس، محملا “قوات حفتر” المسؤولية.
وقال كوزولينو، في تصريحات نقلتها وكالة “نوفا” الإيطالية، طالعتها “أوج”، إن استمرار النزاع له تأثير مرعب على السكان المدنيين الليبيين الذين عانوا كثيرا، مطالبا جميع الأطراف المنخرطة في النزاع بالاستماع إلى طلب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بوقف دائم لإطلاق النار.
وشدد على ضرورة الدعم الكامل لنتائج مؤتمر برلين حول الأزمة الليبية وتنفيذ جميع أحكام قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2510، خصوصا من قبل جميع الدول الأعضاء لحظر الأسلحة، وانسحاب جميع المرتزقة المسلحين، كما دعاهم إلى عدم التدخل في الصراع أو اتخاذ تدابير من تعزز تفاقمه.
وسقطت قذائف بالقرب من موقع سفارتي إيطاليا وتركيا بوسط طرابلس، أول أمس الخميس، حيث قال السفير التركي في تصريحات لوكالة لرويترز، طالعتها “أوج”، إن صاروخ جراد سقط على مبنى المحكمة العليا المجاور للسفارة، وصاروخ آخر سقط قرب وزارة الخارجية.
فيما أكدت وزارة الخارجية الإيطالية عبر حسابها على “تويتر”، أن المنطقة المحيطة بمقر إقامة السفير الإيطالي تعرضت للقصف مما أدى لسقوط قتيلين على الأقل، كما سقطت قذائف أيضا حول ميناء المدينة.
وقال المستشار الإعلامي لصحة الوفاق الأمين الهاشمي، في تصريحات لوكالة “فرانس برس”، طالعتها “أوج”، إن منطقة زاوية الدهماني تعرضت إلى قصف عشوائي، وسقط عدد من القذائف بالقرب من السفارتين التركية والإيطالية ووزارة الخارجية بحكومة الوفاق، مؤكدا تسبب القصف الذي وقع فجر الجمعة في مقتل شرطيين ومدني واحد.
ومن جهتها، نعت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق غير الشرعية، اليوم الجمعة، أحد منتسبيها ويدعى سراج سهل الفزاني، الذي يعمل في مركز شرطة زاوية الدهماني، موضحة في بيان لها، طالعته “أوج”، أن إحدى الدوريات الأمنية بالإدارة العامة لحماية البعثات الدبلوماسية المكلفة بحماية مقر إقامة السفير الإيطالي تعرضت لإصابات خطرة في صفوف بعض أفرادها، وكذلك بعض المواطنين بالمنطقة.
على الجانب الآخر، نفى الناطق باسم عملية الكرامة، أحمد المسماري، المسماري استهداف مقار الهيئات والبعثات الدولية في طرابلس، قائلا إن “القيادة العامة” تعهدت منذ تقدمها نحو طرابلس بحماية المقار الدبلوماسية كالسفارات الأجنبية ومقرات الهيئات والبعثات الدولية في العاصمة، وكذلك مقرات الشركات الأجنبية ومؤسسات الدولة.
وقال المسماري، في بيان، طالعته “أوج”، إن هذا التعهد لسببين؛ أولًا أن عمليات “القوات المسلحة” تستهدف حماية الوطن وضيوفه من الإرهاب والعصابات الإجرامية لتبرهن لليبيين والمجتمع الدولي أنها تقاتل من أجل السلام والأمن والاستقرار.
وأضاف أن السبب الثاني لعلم “القيادة العامة” أن العصابات الإرهابية لا تتوانى عن ارتكاب جرائم وأفعال قذرة ضد السفارات الأجنبية والهيئات الدولية من أجل تأليب الرأي العام الدولي على “القوات المسلحة” وأهداف الحرب التي تخوضها ضد التكفريين والعصابات الإجرامية، موضحا أن أن استهداف بعض السفارات في طرابلس أمس، يأتي في هذا الإطار.
وشدد على أن “القيادة العامة” تنفي بشكل قاطع قيامها بهذه الأفعال التي تنافي المواثيق والقوانين والأعراف الدولية، مذكرا الجميع بأنه طوال السنوات الماضية وقبل أن تبدأ عملية “طوفان الكرامة”، كانت السفارات والبعثات الأجنبية عرضة للاستهداف والاعتداء والسرقة والنهب من المليشيات المسيطرة على العاصمة.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، بسبب الأزمة الليبية، لاسيما بعد موافقة البرلمان التركي، على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإسال قوات عسكرية تركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.