أوج – طرابلس
حذر مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض، بدر الدين النجار، من وقوع كارثة في سبها إذا استمرت الحياة العادية في المدينة دون أي إجراءات من المواطنين للوقاية منه.
وقال النجار، في تسجيل مرئي، تابعته “أوج”، إن الوضع الفيروسي في سبها تطور بشكل سريع جدا وسجلت المدينة أكثر من 45 حالة حتى الآن، معظمهم مخالطين.
وأضاف: “لم نعرف حتى الآن مصدر انتشار الحالات، والوضع الحالي متفاقم والوضع الوبائي يجعل لدينا تخوفات من احتمالية انتشار الفيروس للمدن المجاورة خاصة في ظل عدم تشديد الإجراءات الخاصة بمنع انتشار الفيروس”.
وتابع: “الفيروس انتشر بسرعة كبيرة والوفيات بسرعة أكثر، ونستغرب من السذاجة والاستخفاف بالأمور وجهل الناس بالمرض، في ظل متابعة أخبار وفاة أكثر من ربع مليون شخص حول العالم، وهدد مضاجع دول كبيرة، ثم يأتي مواطن ليبي يقول لا يوجد فيروس أو نتائج التحاليل من المركز تخرج إيجابية للحصول على 50 مليون دعم، ولا نعرف من أين يأتون بهذا الكلام”.
وعن مختبر المركز، قال “مختبرنا معتمد من منظمة الصحة العالمية، وبعض الأجهزة الموجودة هي الأحدث في العالم ووصلت إلينا قبل 10 أيام، وتخرج أدق تشخيص في العالم، وكل العاملين مدربين ومعتمدين في خبرتها، ولا أحد يشكك في قدرتهم إلا شخص يجهل موضوع المختبرات”.
وبالنسبة إلى نشر أسماء وعناوين المصابين، ذكر “هناك خصوصية فيما يتعلق بعرض تفاصيل المريض، ونحن نعلن الحالة، لكن لا نستطيع إعلان التفاصيل الشخصية ولا المناطق التى بها الأسماء، وعندما نشرنا في بداية الأزمة حصلت مشاكل وأدخلونا مأزق من الجدال السياسي والقبلي، ونوع من التعقيد نظرا لظروفنا الأمنية والسياسية وخصوصية المريض تبقى سر لا نبوح به لأحد”.
وبخصوص الجهوزية في الجنوب الليبي، قال “البنية التحتية للصحة ضعيفة ومستوى تقديم الخدمات الصحية ضعيف نظرا للظروف الأمنية وصعوبة الوصول إلى كثير من المناطق في الجنوب، كما أن الأدوات والطواقم الطبية موجودة بشكل ضعيف من قبل الأزمة، والخدمات الصحية في الجنوب ضعيفة وفي بعض المناطق تكاد تكون معدومة وهذا وضع عام، والجهوزية لكورونا لن تكون استئثنائية”.
أما عن انتقادات إرسال أطباء إلى إيطاليا وليس سبها، قال “الأطباء الستة الذين سافروا إلى إيطاليا كان الغرض الأساسي من سفرهم هو معرفة ما وصلوا له الطليان من تجهيز وعلاج لكورونا والتعرف على الإجراءات، وبالفعل اكتسبوا خبرة كبيرة وهم 6 فقط لن يغيروا شيئا ولمدة أسبوعين، وليبيا فيها آلاف الأطباء، بينما يأتي البعض في الجنوب ليريد غلق المركز واتهامه بخروج النتائج إيجابية من أجل الحصول على أموال، فالأجهزة الرقابية موجودة والرقابة الإدارية وجهاز المحاسبات موجودين يعرفون أين تصرف الميزانيات”.
وعن الأوضاع في المنطقة الغربية، أوضح “الوضع العام ما زال محدودا ويعتبر مطمئنا إلى حد ما، المواطن كان على قدر كبير من الالتزام وتجاوب، واندهشنا للتجاوب الكبير وامتثل للتعليمات والنصائح والنتيجة كانت ممتازة والفيروس دخل في وقت متأخر وكان انتشاره محدود، بينما في سبها نوع من العبث وهذا فيروس قاتل، وضع لا يحتمل المزح، ولما الجهات المختصة تشدد على وقف التجمعات إذا كانت أفراح أو مآتم، فلابد يكون فيه امتثال ومن يدفع الضريبة هو المواطن”.
واختتم بقوله “الأسواق في سبها ما زالت موجودة والأنشطة عادية والتجمعات والوضع في سبها يسير نحو الأسوأ، والفيروس إذا انتشر فليس له حل، ولحد الآن لا علاج ولا تطعيم له، ولا طريقة مكافحته وحصد عشرات الآلاف في دول متقدمة عن ليبيا ألف مرة مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا”.
وظهر الفيروس الغامض في الصين، لأول مرة في 12 الكانون/ ديسمبر 2019م، بمدينة ووهان، إلا أن بكين كشفت عنه رسميا منتصف آي النار/ يناير الماضي.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق حالة الطوارئ على نطاق دولي لمواجهة تفشي الفيروس، الذي انتشر لاحقا في عدة بلدان، ما تسبب في حالة رعب سادت العالم أجمع.
وينتقل فيروس كورونا عن طريق الجو في حالات التنفس والعطس والسعال، ومن أول أعراضه، ارتفاع درجة حرارة الجسم، وألم في الحنجرة، والسعال، وضيق في التنفس، والإسهال، وفي المراحل المتقدمة يتحول إلى التهاب رئوي، وفشل في الكلى، قد ينتهي بالموت.