مستشار أردوغان: لا يحق لأحد السؤال عن التواجد التركي في ليبيا #قناة_الجماهيرية_العظمى_قناة_كل_الجماهير
أوج – اسطتبول
استنكر مستشار الرئيس التركي، ياسين أقطاي، اليوم السبت، تواجد دول مثل الإمارات ومصر وروسيا وفرنسا في ليبيا ووقوفها إلى جانب خليفة حفتر ضد حكومة الوفاق غير الشرعية، مؤكدًا أنه لا يحق لأحد السؤال عن سبب التواجد التركي هناك كون تركيا الدولة الوحيدة حاليا التي ليست بحاجة لتوضيح سبب وجودها هناك بعكس باقي الأطراف.
وقال أقطاي في مقالة له بصحيفة “يني شفق” التركية تحت عنوان “ماذا يفعل كل طرف في ليبيا”، طالعته “أوج”، أن تركيا هي الدولة الوحيدة الموجودة في ليبيا بدعوة من حكومة الوفاق، وضمن اتفاق وضعت كل حدوده وأعلنت عنه بشفافية تامة، وأن كل التوازنات تغيرت على الساحة الليبية بعد دخول تركيا.
وأشار أقطاي إلى أن اتفاق تركيا مع حكومة الوفاق غيّر تماما سير الأحداث المستمرة على الأرض منذ 5 أعوام، لافتًا إلى أن اتفاق ترسيم الحدود البحرية الذي وقعته تركيا مع ليبيا قضى تماما على حسابات كل من كان له حساب في البحر المتوسط.
وأوضح أن دخول تركيا على الخط بشكل متأخر بعض الشيء وبعد استفادة البعض من خلو الساحة حتى توقيت دخول تركيا، يبدو أنه فتح شهية بعض الأطراف التي ليس لها حق لا في ليبيا ولا في المتوسط، وأوجد شراكة ترغب في تقاسم الكعكة بجشع دون وجه حق، مشيرًا إلى أن كلتا الخطوتين اللتين اتخذتهما تركيا ساهمتا في تعطيل شراكات تقاسم هذه الكعكة دون وجه حق.
ولفت إلى أنه في الوقت الذي تقاسمت فيه الدول ساحاتها البحرية في البحر المتوسط باتفاقات ثنائية وثلاثية ورباعية، أُجبرت تركيا على ألا تلقي حتى ولو صنارة صيد في مياهها، مؤكدًا أن تركيا بالاتفاق الذي وقعته مع ليبيا في توقيت مفاجئ للجميع ظهرت على الساحة بصفتها الطرف الذي يقول الكلمة الأخيرة في البحر المتوسط، قائلاً: “اليوم بات الجميع مجبرًا على إعادة ترتيب حساباته وتركيا تشترط أن يكون التقسيم عادلا وألا يطمع أحد في حق أحد”.
وتطرق أقطاي في مقاله إلى الوضع على الساحة الليبية والدول التي تتقاتل من أجل تقسيم تلك المنطقة، قائلاً: “في ليبيا يعيش شعب يمتلك الأرض، وهناك دول تتقاتل على تقسيم أرض هذا الشعب الذي حُرم من زعيم بعد سقوط القذافي”، مشيرًا إلى أنه إذا ما وصل الشعب الليبي عقب ما أسماه بـ”الثورة” إلى نهاية المسيرة التي بدأها لاختيار قائده وإدارته ومؤسساته، فما لأحد أن يستطيع أن يفعل شيئا حيال ذلك، كما لن تبقى أي طريقة أمام ما وصفهم بـ”الطامعين” للاستيلاء على أرض ليبيا، مؤكدًا أنه لهذا كان يجب عرقلة هذه المسيرة بحجج متواصلة.
وبيّن أقطاي، أن ما وصفهم بـ”الطامعين” انطلقوا في هذا الطريق، قائلاً: “إنهم استعانوا هذه المرة بالجنرال المتقاعد خليفة حفتر الذي حاولوا تعويض الشرعية التي يحتاجها من خلال قوة السلاح على الأرض، ولكي تثبت هذه القوة التي تستمد شرعيتها من السلاح والعنف نفسها، لجأت للشدة التي جعلتها تحجز لنفسها مقعدًا كبيرًا على قوائم جرائم الحرب المضادة للإنسانية”.
ولفت أقطاي، إلى أنه رغم ذلك لا يمكن القول إنها حققت ما ترجو من نجاح، مؤكدًا أن مهمتها طالت أكثر من اللازم رغم كل هذا الدعم وفشلت في تحقيق نجاح يزيل حكومة الوفاق من على الساحة، إذ ظهرت تركيا أمامها لتتصدى لها بينما كانت تهم لتنفيذ حملتها الأخيرة.
وأكد أقطاي في مقاله أن “كل التوازنات على الساحة وبعد دخول تركيا الساحة وبطلب واتفاق رسمي مع الوفاق تغيرت، بل إنه ظهر أيضا للجميع فشل حفتر والقوى الداعمة له وأنهم لا يمتلكون أي شرعية أو حق في ليبيا”.
وفيما يتعلق بالأسئلة التي يطرحها بعض الأطراف عن سبب التواجد التركي في ليبيا قال أقطاي: “لا تلقوا بالاً لسؤالهم عما تفعل تركيا في ليبيا، لأن ذلك السؤال يعتبر محاولة منهم كي لا يوجه السؤال نفسه إليهم، فتركيا هي الدولة الوحيدة حاليًا التي ليست بحاجة لتوضح سبب تواجدها في ليبيا، فنحن الدولة الوحيدة الموجودة هناك بدعوة من حكومة الوفاق ضمن اتفاق وضعت كل حدوده وأعلنت عنه بشفافية تامة”.
وتساءل أقطاي: “ماذا تفعل في ليبيا دولة الإمارات التي ليس لديها أي حدود مع ليبيا أو البحر المتوسط ولم تؤسس أي علاقة مع ليبيا في أي مسألة تذكر فماذا تفعل هناك؟، وما الذي تسعى وراءه الإمارات لمصلحة الليبيين غير إشعال فتيل نيران الفتنة والإيقاع بين المسلمين كما تفعل في كل مكان؟، ألم تدمر الإمارات، اليمن الذي تخوض فيه حربًا ضروسًا منذ 6 أعوام؟، كيف لهذه الدولة أن تدس أنفها في كل مسألة؟، رغم أنها تعجز عن حل أي مشكلة”.
وتابع: “لو كانت لديها هذه القدرة لكانت حلت مشكلة اليمن، وناهيك أصلا عن حل المشاكل، فهل تفعل الإمارات شيئا في الأماكن الخالية من المشاكل سوى أنها تختلق تلك المشاكل وتزعزع استقرار الدول وتثير الفتن؟، لقد كانت الإمارات تخفي دعمها لحفتر إلى أن اتفقت تركيا مع حكومة الوفاق، فبدأت تعلن نفسها بعدما دخلت تركيا على الخط”.
وأشار أقطاي إلى أن “الأمر ذاته ينطبق على روسيا التي لا تستند لأي اتفاق رسمي شرعي لدعم حفتر، ولهذا فإنها لا تواصل ما تفعله في ليبيا في صورة دولة بل من خلال شركة الأمن الخاصة (فاغنر)، التي اضطرت عناصرها للانسحاب بعد تكبدها خسائر فادحة بسبب الهجمات المضادة التي نفذتها قوات حكومة الوفاق مؤخرا بدعم تركيا”.
ولفت أقطاي إلى أن “روسيا أرسلت قبل يومين، 15 طائرة نقل عسكري إلى مطار بني وليد لإجلاء الجنود المرتزقة الذين يقاتلون لصالح هذه الشركة بعد انسحابهم من طرابلس، وبدأت في مقابل هذا الانسحاب أن تعلن صراحة عن وجودها في المعادلة الليبية، عن طريق نقل طائراتها الحربية من سوريا إلى ليبيا بجسر جوي جديد، لتخرج شركة (فاغنر)من المعادلة تماما”.
وأردف: “إننا لا نشير في هذا المقام حتى لدور مصر وفرنسا اللتين لم تتجنبا الظهور بشكل رسمي وهما تدعمان حفتر، بيد أن دخول تركيا إلى الساحة كشف أين يقف كل طرف من الأطراف”.
واختتم: “هذا ما حدث، لكن ماذا سيحدث في المرحلة التالية؟ هل سيشعر كل طرف بالحاجة لتوضيح ما الدور الذي يلعبه في ليبيا بينما كشف أمره متلبسا؟ أم سيواصل الجميع بالوقاحة ذاتها طرح التساؤلات حول ماذا تفعل تركيا في ليبيا؟”