أوج – طرابلس
بارك ما يسمى “التجمع الوطني لعلماء ومشايخ ليبيا”، التحرك الأخير في بعض المدن الليبية في مكاتب الأوقاف التابعة لحكومة الوفاق غير الشرعية ببلديات الزاوية وصرمان وصبراتة وغريان والخمس وزليتن ما اعتبره تخليصها من أتباع الفكر المدخلي المتطرف الذي يتلقى الفتاوى والتعليمات من المخابرات السعودية ويحاول تغيير المنهج الديني للبلاد.
وحمّل التجمع في بيان، طالعته “أوج”، المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق المسؤولية الكاملة لما يحدث بعد رفضه دعوات أكثر من خمسمائة شيخ وعالم من مختلف المدن الليبية في ثلاث مؤتمرات منذ شهر رمضان في العام الماضي بتغيير رئيس الهيئة الحالي محمد العباني وتكليف شخصية وطنية وسطية ولاؤها للوطن.
واعتبر أن تجاهل الحكومة لمطالب المشايخ والعلماء هو السبب الرئيسي لتحرك أبناء المدن الليبية لـ”تطهير” مكاتب الأوقاف بمدنهم بعدما تبين لهم أيضا عجز الحكومة عن إقالة رئيس الهيئة، وهذا مافهمه وفد التجمع بعد اجتماعهم برئيس المجلس الرئاسي ونائبه في شهر الفاتح/ سبتمبر الماضي، بحسب البيان، مقترحا تكليف رؤساء مكاتب الأوقاف خلال هذه الفترة عن طريق المجالس البلدية حتى إقالة العباني.
وتابع: “العباني حاول جعل ما يحدث وكأنه مشكلة بينه وبين دار الإفتاء، وهذا الأمر غير صحيح، فالمطالبة بإقالته جاءت من عموم العلماء والمشايخ ومن مختلف التوجهات وعلى رأسهم أبناء مذهبي المالكية والإباضية”، مضيفا: “محاولة العباني بتشويه كل من يدعو لإقالته بأنه إخواني أو داعشي محاولة فاشلة بائسة ولا تنطلي على أحد واعتباره في بيانه أنه يدافع عن مايعرف بالسلفية في البلاد أساء فيه لنفسه وللهيئة التي أصبحت مطية له ولأتباعه فما يعرف بالسلفية لا يمثلون عشرة بالمئة من أبناء الشعب الليبي والهيئة العامة للأوقاف هي ملك لكل الشعب وليست لفئة معينة تحاول تشويه كل من يخالفها”.
وانتقد التجمع هجوم العباني على المُفتي المُعين من قبل المجلس الانتقالي السابق، الصادق الغرياني، قائلا: “ما صدر عن هذا المدعو من لمز لفضيلة المفتي ليبين مدى محدودية تفكيره وسوء أدبه، ونحن علماء ومشايخ ليبيا نرفض رفضا قاطعا أن يترأسنا سيئ الخلق وعديم المنطق فضلا عن أن يكون تابعا لفكر دخيل على منهج ووسطية أهل البلد”.
وأردف: “العباني وغيره من أصحاب الأفكار المتطرفة في فكرهم علماءُ ليبيا يحرُم عليهم إطلاقاً الكلامُ في أحوال بلادهم التي عاشوا فيها ويموتون في أرضها، وإن تكلموا شُتموا وأُسقطوا وربيعٌ المدخلي له أن يفتي في الدماء في كل أقطار الأرض!”.
وحذر من أن استمرار تجاهل رئيس المجلس الرئاسي لمطالب العلماء في إقالة “مطية آل سعود” العباني سيفجر فتنة كبيرة في القريب العاجل؛ إذ أن علماء ومشايخ البلاد لن يطول صمتهم عن هذا الدعي الذي يشكل خطرا على الأمن القومي للبلاد، وفقا للبيان.
وأصدرت الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية التابعة لحكومة الوفاق غير الشرعية مذكرة للرد على ما أسمتها “الادعاءات السبعة” للمُفتي المُعين من قبل المجلس الانتقالي السابق، الصادق الغرياني، ومحمد أبو عجيلة، بعد هجومهم على الهيئة والعاملين بمكاتبها.
واتهمت الهيئة، في مذكرتها، التي طالعتها “أوج”، الغرياني بالتسبب في التعدي على مكتبي الأوقاف بزليتن والخمس، وإشعال الفتنة بين أهالي هذه المناطق؛ بسبب تصريحاته، ما تسبب في نشر حالة من الفوضى حولها وإغلاقها بأكوام الرمال.
واعتبرت الهيئة أن الغرياني سوّى بين السلفيين الموالين لحفتر والمقاتلين معهم وبين غيرهم من شباب مدينة طرابلس والعاملين بالهيئة ومكاتبها، وبنى على ذلك عداءه المحموم على الهيئة، وأرجعت ذلك إلى أمرين؛ أولهما إما أن الغرياني لا يعرف منهج الصحابة ومن تبعهم ومن انتسب إليهم علما وعملا، أو أنه لا يعرف رئاسة الهيئة والعاملين بها فسوّى بينهم وبين من دعم العدوان وشرعه وشارك في سفك دم الأبرياء من خلاله.