بعد تصريحات أمين الحلف.. باحث في الشئون الدولية: الناتو سيؤجج الصراع في ليبيا كما شن الحرب عليها في 2011 #قناة_الجماهيرية_العظمى_قناة_كل_الجماهير
أوج – القاهرة
تساءل الباحث في الشئون الدولية، أنطوان شاربونتيه، عن طبيعة المساعدات والدعم الذي سيقدمه حلف الناتو لحكومة الوفاق غير الشرعية في ليبيا، مؤكدا أن الحالة التي تعيشها ليبيا في الوقت الحالي سببها سياسات الحلف الأطلسي الذي أعلن عليها الحرب في 2011م.
وحمل شاربونتيه، في مداخلة على راديو سبوتنيك، تابعتها “أوج”، حلف الناتو مسئولية سوء الأوضاع في الوقت، قائلا “ما يحدث في ليبيا المسئول بسبب سياسات الحلف الأطلسي الذي أعلن عليها الحرب في 2011م، وبسبب سياسات أعضاء فيه، وخصوصا المحور الغربي، ونحن نسأل ما هو الدعم وكيف سيحل المشكلة بينما بعض الأعضاء مشاركين بالفعل في هذا الصراع وهذا يؤجج الصراعات”.
وأضاف: “بينما الحلف الأطلسي أبدى رغبته دعم حكومة الوفاق، تساعد فرنسا كما أعلنت أنها تساعد وتدعم خليفة حفتر، وهذا لا يحل المشكلة بل يعقدها أكثر”.
وكشف زيف الإعلان الأطلسي وجدية موقفه الدعم لحكومة الوفاق غير الشرعية، قائلا “هذا معضلة لا يستطيعون حلها لأنهم يناقضون بعضهم ويعملون ضد مصالح بعضهم البعض، وكيف يريد الحلف حل مشكلة ليبيا أو سوريا، وهم داخل التكتل الواحد غير متفقين على سياسة، وهو أمر يضعف الحلف، ويكون سبب في تراجعه، وكل ما يصرح به الآن من الحلف مجرد خطابات غير مرفوقة بالعمل، وخصوصا إذا كان مرفوقة بشن حروب، وهذا سيؤجج الصراع في ليبيا، والامم المتحدة تدعم هذه المواقف التي تؤجج الصراعات”.
واستكمل: “الخلاصة أن الحلف لا يستطيع فعل شيء بل أنه يتراجع في الوقت الحالي، في ظل خضوعه لأمريكا التي تعيش هي الأخرى حالة تراجع، وبالتالي كل القوى التابعة لها في تراجع أيضا”.
وتوقع نشوب صراع بين أعضاء الحلف إذا ترجمت التصريحات إلى أفعال، قائلا “أعتقد سيحصل صدام بين أعضاء الناتو، فبينما هو يريد دعم الوفاق تدعم فرنسا خليفة حفتر، وهو أمر سيجعل الحلف غير قادر على أخذ موقف كما كان في 2011، ما سينتج عنه شرخ، وستكون هناك حرب بالاستعارة، أي سيتصارعون تحت راية القوات الليبية، وليبيا ستدفع ثمن صراعاتهم في 2011م حتى اليوم، والشعب الليبي سيكون الضحية مجددا”.
وكان أبدى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، ينس ستولتنبرغ، استعداد الحلف لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية ما يعني دعم المليشيات الإجرامية والإرهابية أو ما يعرف بـ”الثوار”، ويعيد إلى الأذهان حجم الدمار والخراب الذي خلفه الحلف بعد ضرب ليبيا خلال أحداث الفوضي التي شهدتها البلاد عام 2011م.
وقال ستولتنبرغ، في تصريحات لصحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية، إن هناك حظرًا على الأسلحة يجب احترامه من قبل جميع الأطراف في ليبيا، كما طالب بالتركيز على مكافحة وباء فيروس كورونا والتطورات الإقليمية في منطقة البحر المتوسط.
وزعم الأمين العام لحلف الناتو: “نحن ندعم الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق سلام، فليبيا لديها حظر أسلحة يجب أن تلتزم به جميع الأطراف، وهذا لا يعني وضع حكومة فائز السراج المعترف بها من قبل الأمم المتحدة في نفس المؤامرة مع القوات التي يقودها حفتر، لذلك فإن الناتو مستعد لدعم حكومة طرابلس”.
وتأتي تصريحات أمين عام حلف الناتو بالتزامن مع الذكرى التاسعة لسقوط العاصمة الليبية طرابلس في
20 من رمضان الموافق 20 هانيبال/أغسطس 2011م بعد صمود أسطوري أمام ضربات حلف الناتو الذي استخدم أحدث ما لديه، وحاصرت أساطيله طرابلس وصبت حممها على قوات الشعب المسلح والبنية التحتية وروعت الآمنين الذين دخلوا في تحدٍ مُذهل بخروجهم في مليونية تاريخية تحت القصف والحصار.
وفي ملحمة طرابلس التي تم من خلالها تمكين المجموعات الإجرامية والإرهابية أو ما يعرف بالثوار من العاصمة بدعم من حلف الناتو، والتي وصفها شيوخ الضلال بفتح مكة، تقدمت قوات الحلف الخاضعة لغرفة العمليات الرئيسية وبدأت الأساطيل والطائرات تصطاد حتى سيارات المرور في الشوارع وكان دور شيوخ الشر هو التكبير في المساجد مرحبين بهذا الغزو.
وبدعم الناتو في هذا اليوم، سيطرت قوى فبراير على مقاليد الحكم، لتبدأ مأساة الشعب الليبي في مواجهة عمليات الإجرام والسرقة والنهب التي أثارت استياء الليبيين، خاصة بعد تمكن تلك المجموعات الإجرامية من مفاصل الدولة الليبية مع تولي حكومة الوفاق غير الشرعية التي سارعت بتقديم الدعم والأموال لهم ليقوموا بحمايتها ولتعمل تحت ظلهم.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.