أوج – إسطنبول
قال وكيل وزارة الدفاع بحكومة الإنقاذ السابقة، محمد النعاس، إن من أسماها “القوات المدافعة عن طرابلس” التابعة لحكومة الوفاق غير الشرعية، تفرض سيطرتها الجوية على مسرح العمليات، مضيفا: “جميع مواقع العدو العسكرية وكل خطوط إمداده الآن تحت الاستطلاع الجوي الدقيق على مدار الساعة”.
وأوضح النعاس، في مداخلة عبر تقنية الفيديو لقناة “تي آي تي عربي” التركية، تابعتها “أوج”، أن أي آلية سواء للتزود بالوقود أو بالعتاد أو بالذخائر أو بالأفراد أو بالأسلحة تحت الرصد الكامل ويضربها السلاح الجوي الدقيق في المنطقة الممتدة من الوطية إلى مشارف الجفرة، ومن طرابلس جنوبا إلى منطقة نسمة والشويرف.
واعتبر ذلك تطورا كبيرا على المستوى التكتيكي في المعركة وتغيرا في موازين القتال، قائلا: “أصبح العدو الآن في حالة اختناق شديد جدا ومعنوياته تنهار، ومن الممكن أن يستسلم لو تمكنت قوات الوفاق من اكتساح قاعدته العسكرية الأمامية الموجودة في ترهونة”.
وبالنسبة لقاعدة الوطية الجوية، ذكر أنها أصبحت خارج الخدمة، وتستطيع القوات البرية التابعة للوفاق اقتحامها في أي لحظة، موضحا أن القاعدة واسعة ولها بوابة في الشمال باتجاه منطقة الجميل، وبوابة في الجنوب باتجاه سهل الجفارة، موضحا أن البوابة الجنوبية تربط القاعدة بالزنتان والركبان وهو الخط الذي يتحرك عليه “العدو” ويأتي بإمداداته.
وواصل: “لاحظنا أن سلاح الجو لا يركز على ضرب البوابة الجنوبية، وقد لا يكون من الضروري اكتساح القاعدة برا، لأنه الأمر يحتاج الدخول عبر أكثر من محور، حفاظا على أرواح المقاتلين، لكن الطيران إلى الآن قائم بالمهمة واستطاع تعطيل القاعدة بالكامل ولم تعد لها خطورة على المستوى التكتيكي في المعركة”.
وحول توقيت السيطرة كاملا على قاعدة الوطية من قبل الوفاق، قال: “يتم ذلك لو أضيف للطيران سلاح المدفعية، وظلت القاعدة تحت رمي المدفعية والدبابات، أي الأسلحة الثقيلة، وقتها ستتحول إلى جحيم، خصوصا أن الموجودين بها ينتمون إلى منطقة الجبل، سواء الزنتان أو الركبان وبقايا من هربوا من مناطق الساحل التي اكتسحتها قوات الوفاق، ولن يستطيعوا الهروب وليس أمامهم إلا الاستسلام”.
واختتم بقوله: “لو وضعتهم القوات المدافعة تحت مرمى الأسلحة الثقيلة على مدار الساعة سيضطرون إلى الاستسلام دون اللجوء إلى الهجوم المباشر عن طريق المشاة، حفاظا على الأرواح”.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، بسبب الأزمة الليبية، لاسيما بعد موافقة البرلمان التركي، على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإسال قوات عسكرية تركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.