أوج – أنقرة
قال الكاتب التركي بصحيفة “ارتي جرتشك” كوراي دوزجوران، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يدفع رواتب 7400 مرتزق سوري يقاتل في ليبيا، مضيفا أن أنقرة تواصل الحرب رغم كل هذه الظروف التي يمر بها العالم، في إشارة إلى أزمة وباء كورونا.
وأضاف دوزجوران، في مداخلة هاتفية لقناة “تركيا الآن”، تابعتها “أوج”، أن سلطة بلاده مستمرة في الحرب مع العراق وسوريا وليبيا، مؤكدا أن الأموال التي تنفقها على الحرب هناك مستمرة دون توقف.
وأشار إلى معلومة كشف عنها المرصد السوري لحقوق الإنسان تفيد بجمع 7400 جهادي من سوريا وتدريبهم وإرسالهم إلى ليبيا برعاية وبطائرات تركية، موضحا أن عملية إرسالهم فقط تحتاج إلى نفقات ضخمة.
وتابع: “يذهب الجهاديون السوريون إلى ليبيا من أجل المال؛ فسواء يأخذ الفرد 500 دولار أو 1000 دولار، فإن الحكومة التركية هي التي تدفع رواتب الـ7400 شخص وربما أكثر من ذلك”.
وتعمل تركيا منذ فترة طويلة على إرسال الأسلحة والمرتزقة إلى ليبيا لدعم حليفتها حكومة الوفاق غير الشرعية، إلا أنها تتكبد خسائر فادحة في أرواح مقاتلها، الأمر الذي تسبب في حالة من الغضب بين المرتزقة الذين يتساقطون في المعارك التي أقحمتهم فيها أنقرة، بالإضافة إلى عدم الإيفاء بوعودها معهم وإعطائهم الأموال المتفق عليها.
وفي مطلع الطير/ أبريل الماضي، أكد رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، وجود حالة تمرد غير مسبوقة في صفوف المرتزقة السوريين الذين دفعت بهم أنقرة إلى ليبيا بعد أن شعروا بالتخلي عنهم وتركهم لمواجهة الموت، وأن المقاتلين السوريين باتوا يشعرون اليوم بأنه قد تمّ توريطهم من قبل أردوغان في مستنقع الحرب بليبيا التي لا ناقة لهم فيها ولاجمل.
وأرجع التمرد بين المرتزقة السوريين إلى بدء تكشف حقيقة الوعود التركية الزائفة، وهناك أيضا البعض من بين هؤلاء المقاتلين يرغبون بالعودة إلى سوريا أحياء ولا يرغبون أن يعودوا قتلى في التوابيت، كما أن غالبية الجثث تدفن في عفرين السورية وليس في مناطقهم.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الاثنين، بمقتل 11 من المرتزقة السوريين الموالين لتركيا والموجودين في صفوف قوات الحكومة الوفاق غير الشرعية، خلال الساعات والأيام القليلة الفائتة على محاور عدة في ليبيا.
وذكر المرصد، في تقرير، طالعته “أوج”، أن حصيلة القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا جراء العمليات العسكرية في ليبيا بلغت 279 مقاتلا بينهم 13 طفلا دون سن الـ 18، والقتلى من فصائل لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، بسبب الأزمة الليبية، لاسيما بعد موافقة البرلمان التركي، على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإسال قوات عسكرية تركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.