أوج – القاهرة
تتواصل التسريبات والمعلومات المؤكدة حول وجود تمرد بين المرتزقة السوريين الموالين لتركيا بين صفوف قوات حكومة الوفاق غير الشرعية، بعدما شعروا بالتخلي عنهم وتركهم لمواجهة الموت وعدم إعطائهم الرواتب المتفق عليها بين 2000 إلى 2500 دولار شهريا.
ونشر موقع العربية نت، تسجيلا صوتيا، تابعته “أوج”، لأحد المرتزقة يشتكي فيه من الخداع التركي حول الرواتب الشهرية والمخصصات المالية، كما يشتكي من التضحية بهم في الاشتباكات الدائرة حول العاصمة طرابلس، ووضعهم في وجه المدفع.
وقال المرتزق: “الرواتب ما فيه 2000 دولار ولا 1500 دولار ولا 1000 دولار، هنا الرواتب 4 آلاف ليرة تركي، واللي له واسطة ياخد 6 آلاف ليرة تركي غير الحكي هذا ما فيه”.
وأضاف: “هنا يحطوك بمقرات قريبة من الحفاترة اللي يضربوك بالهاون وممكن ضربة تموت 5 أو 6 في ضربة واحدة، يا إما على الرباط، ولما يدخل المغرب وأسلحتهم دقيقة الهاون على الليزر في ليبيا”.
وتابع: “لو ما لنا ألف واسطة ما تركنا ليبيا، واحنا سلمنا سلاحنا على السفر، وأوقفنا عملنا، وبعدين أيه 4 ولا 6 آلاف تركي، شو تعمل؟ وأنا من الناس اللي قبضت 4200 ليرة تركي”.
وفي مطلع الطير/ أبريل الماضي، أكد رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، وجود حالة تمرد غير مسبوقة في صفوف المرتزقة السوريين الذين دفعت بهم أنقرة إلى ليبيا بعد أن شعروا بالتخلي عنهم وتركهم لمواجهة الموت، وأن المقاتلين السوريين باتوا يشعرون اليوم بأنه قد تمّ توريطهم من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مستنقع الحرب بليبيا التي لا ناقة لهم فيها ولاجمل.
وأضاف عبد الرحمن، في تصريحات لـ”إرم نيوز”، طالعتها “أوج”: “توقعنا تمرد واستياء من جانب السوريين الذين تم الزج بهم في الحرب في ليبيا من قبل قادتهم الموالين لتركيا مثل فيلق الشام الإسلامي الذي يعتبر الجناح العسكري لجماعة الإخوان المسلمين والقادة الذين يعملون مع المخابرات التركية”.
وأرجع التمرد بين المرتزقة السوريين إلى بدء تكشف حقيقة الوعود التركية الزائفة، وهناك أيضا البعض من بين هؤلاء المقاتلين يرغبون بالعودة إلى سوريا أحياء ولا يرغبون أن يعودوا قتلى في التوابيت، كما أن غالبية الجثث تدفن في عفرين السورية وليس في مناطقهم.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الاثنين، بمقتل 11 من المرتزقة السوريين الموالين لتركيا والموجودين في صفوف قوات الحكومة الوفاق غير الشرعية، خلال الساعات والأيام القليلة الفائتة على محاور عدة في ليبيا.
وذكر المرصد، في تقرير، طالعته “أوج”، أن حصيلة القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا جراء العمليات العسكرية في ليبيا بلغت 279 مقاتلا بينهم 13 طفلا دون سن الـ 18، والقتلى من فصائل لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه.
وتشهد المنطقة حالة من التوتر المتصاعد، بسبب الأزمة الليبية، لاسيما بعد موافقة البرلمان التركي، على تفويض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإسال قوات عسكرية تركية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لدعم حكومة الوفاق غير الشرعية.
يذكر أن خليفة حفتر، أعلن يوم 4 الطير/أبريل الماضي، إطلاق عملية لـ”تحرير” العاصمة طرابلس من قبضة “الميليشيات والجماعات المسلحة”، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي في ليبيا، عن عقد الملتقى الوطني الجامع، بين 14- 16 الطير/أبريل الماضي بمدينة غدامس.
وكان الأمين العام للجامعة العربية دعا جميع الأطراف الليبية لضبط النفس وخفض حالة التصعيد الميدانية الناتجة عن التحركات العسكرية الأخيرة في المناطق الغربية من البلاد، والالتزام بالمسار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا، والعودة إلى الحوار الهادف للتوصل لتسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من الأزمة التي تعيشها.
وتمر ليبيا بأزمة سياسية عسكرية مستمرة، منذ العام 2011م، حيث يتنازع على السلطة حاليًا طرفان، هما؛ حكومة الوفاق غير الشرعية، بقيادة فائز السراج، والطرف الثاني، الحكومة المؤقتة، والتي يدعمها مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق.